الإنفتاح العربي على دمشق يُقلق خصوم الأسد في لبنان: ماذا لو حطّ ابن فرحان في سوريا؟
في ظل حالة المراوحة القائمة على الصعيد الرئاسي، لا تزال غالبية القوى السياسية تنتظر ما قد يأتي من الخارج، لا سيما على المستوى الإقليمي الحافل بتطورات من الممكن أن يكون لها إنعكاسات على الواقع المحلي، خصوصاً أن الأزمة اللبنانية لا يمكن أن تنفصل عن باقي أزمات المنطقة التي يتشارك فيها اللاعبون الدوليون والإقليميون المؤثرون.
في الوقت الراهن، تتركز الأنظار، لا سيما بعد الزلزال الذي كان قد ضرب مناطق من تركيا وسوريا، على العاصمة السورية دمشق، التي تستقبل العديد من الزائرين العرب، الذين على ما يبدو وجدوا في معالجة تداعيات الكارثة الطبيعية الباب الذي يسمح لهم بالعودة إليها، مع العلم أن الرغبة متوفرة منذ أشهر طويلة، اما الآلية فكانت ضائعة.
في الشق العربي، هناك، بحسب معلومات "الديار" نقاش جدي حول عودة سوريا الى حضن الجامعة العربية التي تتحضر لعقد قمة في آذار المقبل، في نهاية الشهر ربما، قد تؤجل قليلاً بحال كان هناك حاجة لذلك لأجل ترتيب ملف عودة سوريا، وهو ما يعني بحال حصوله بداية عهد جديد في المنطقة، وتُشير المعلومات الى أن الزيارة المصرية الى العاصمة السورية تأتي في هذا السياق، حيث يُدرك الرئيس الأسد حجم مصر "العربي" وضرورة الحصول على دعمها.
لبنانياً، قد يكون من المنطقي القول إن القوى الداعمة لترشيح رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية هي من أكثر المراهنين على هذا التحول، خصوصاً أن فرنجية يعتبر من أصدقاء الرئيس السوري بشار الأسد الشخصيين، وبالتالي من الطبيعي أن يتعزز ترشيحه في حال كان ما يحصل مقدمة لإستعادة دمشق دورها على المستوى العربي، لا سيما إذا ما كان ذلك يأتي في إطار تسوية أشمل على مستوى المنطقة، ربما تطال الملف اليمني الذي تنظر إليه الرياض على أساس أنه أولوية بالنسبة لها.
في الجهة المقابلة، قد يكون التعبير الأفضل عن الواقع الذي تمر فيه القوى المعارضة لسوريا هو ما عبر عبر عنه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي لم يتردد في مهاجمة المشهد الجديد، قائلاً: "من المخزي حقاً أن نرى وفداً من البرلمانيين العرب، يستفيد من مأساة الزلزال الذي حل بالشعب السوري، لكي يقابل الأسد"، معتبراً أن "السلطة في دمشق اليوم هي في يد النظام الإيراني تماماً، ومن يطبع مع هذه السلطة فهو يطبّع مع إيران وليس مع الشعب السوري".
من وجهة نظر مصادر متابعة، هذا الموقف يعكس حجم القلق من التطورات التي قد تكون المنطقة في طورها، مع العلم أن هجوم جعجع جاء بالتزامن مع إستقبال الأسد وزير الخارجية المصرية سامح شكري، في حين أن القاهرة تعتبر من حلفاء "القوات" الإقليميين، وتسأل: "كيف سيكون الحال عند إستقبال دمشق أحد المسؤولين السعوديين؟"، مع العلم أن وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان كان قد أرسل، قبل أيام، إشارة إيجابية على هذا الصعيد، وقد لا تكون زيارته مستحيلة الى دمشق، فإن حصلت هل سيهاجمها رئيس حزب القوات؟
محمد علوش - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|