بالفيديو : بعد تواريه عن الأنظار لأشهر... دكتور فود يطّل على متابعيه من جديد
مفاوضات في الكواليس مع غير فرنجيه!
اهتم سياسيون برصد حقيقة إبلاغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أخيراً سفراء من مجموعة خماسي باريس أنه لا قِبَل له بتحمّل انفراط البلد بين يديه على النحو الحاصل ولا بتحمّل هذه المسؤولية فيما يستمر صراع القوى السياسية يحول دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية أو انتظام تصريف الأعمال في الحد الأدنى. وليس واضحاً هل عنى ميقاتي إمكان اتخاذه خطوات تعبّر أو تترجم ذلك، لكن على ذمة هؤلاء السياسيين فإن موقف ميقاتي أثار مخاوف حقيقية لدى هؤلاء السفراء في الوقت الذي لا يزال يجول فيه بعضهم على رؤساء الاحزاب اللبنانية لإبلاغهم ما تم التوافق عليه لجهة أن زمن المراوحة انتهى ويجب الانتقال الى المرحلة العملانية تحت وطأة إجراءات عقابية ستُتخذ في حق المعرقلين. وبغضّ النظر عمّا إن استخدم ميقاتي ذلك للضغط أو يمكن أن يستخدمه لهذا الغرض، ينصحه البعض بذلك على قاعدة ضرورة أن يكون لديه الاستعداد لرمي الكرة في ملعب القوى السياسية لكي تتحمّل مسؤولية إمكان انفراط عقد حكومة مستقيلة تجتمع وفق قواعد الحد الأدنى ولا تنجز شيئاً، فيستنكف عن القيام بأي عمل ويعتكف في منزله حتى يقرر أهل السلطة ماذا يريدون وفي أي اتجاه سيعملون.
والاهتمام نفسه لدى السياسيين يطاول ما يتردّد عن بحث أو ربما مفاوضات تجرى بعيداً من الأضواء مع مرشح غير رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه الذي وإن حافظت بعض الدول على القاعدة الديبلوماسية التي تفيد بأن عواصمها لا تعارض أي مرشح ولا تضع فيتو على أي اسم ربما على قاعدة الاستفادة من تجارب سابقة، وعلى قاعدة التعامل مع ما يتفق عليه اللبنانيون، فإن خيار فرنجيه بدا أنه لم يُحسم لمصلحته. ولا يبدو أن المزيد من أشهر الفراغ الرئاسي ستغيّر من المعطيات في هذا الإطار لا في الرهان على إعادة تعويم بشار الأسد عربياً ويجب قراءة كل المواقف العربية والخليجية جيداً وكذلك المواقف الغربية، ولا في قدرة "حزب الله" على استخدام الأسلوب الذي استُخدم لإيصال ميشال عون. لا بل إن مصادر ديبلوماسية غربية تأخذ على السياسيين والإعلاميين اللبنانيين الذهاب بعيداً في تحميل محطات إقليمية معينة أكثر مما تحتمل ولا سيما في ظل إسقاطها على الواقع اللبناني. وهي تعطي مثالاً على ذلك ما ذهبت إليه بعض التفسيرات في موضوع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل من أنه أثمر ثمناً حصلت عليه إيران في العراق من خلال وصول رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني الذي كان في الأصل مرشح نوري المالكي المحسوب على إيران. فهذه المقايضة أو بالأحرى هذه الصفقة التي توضع في خانة التبادل غير المباشر بين الولايات المتحدة في سعيها الى إنجاز الاتفاق الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل وبين إيران التي كانت ترغب في حكومة عراقية قريبة منها تنفيه هذه المصادر كلياً وتراه في إطار التحليلات السياسية غير الصحيحة إطلاقاً. وهذا لا يعني أن لبنان لا يتأثر بالأجواء والتطورات ولا سيما في محيطه المباشر والتي على تماس مباشر مع واقعه السياسي وتشرذمه الطائفي، ولكن ليس كل تطور يؤثر عليه ضرورة. وينسحب الأمر راهناً على ربط الاستحقاق الانتخابي بالانفتاح الذي تعمل دول عربية على دفع بشار الأسد إليه وتنفيذ التزامات معيّنة من باب النافذة الضيّقة التي فُتحت له عبر التضامن الدولي مع كارثة الزلزال في تركيا وسوريا تمهيداً لفتح الأبواب العربية والدولية أمام الإقرار بشرعيته.
وإن كان لاجتماع باريس أي دلالة في اتجاه المرشحين للرئاسة الاولى، فهو عدم موافقة بعض الدول على التعامل مع أي مرشح لـ"حزب الله" أياً كان اسمه أو موقعه في المعادلة الداخلية. ويعتبر بعض السياسيين من أصدقاء فرنجيه أنه أخطأ بعدم الانطلاق قبل سنة على الأقل بدعم من الحزب في اتجاه تظهير استقلالية معيّنة تتيح وصوله الى الرئاسة بدلاً من أن يقوم الحزب بحملته راهناً من أجل فرنجيه ولا سيما بعدما كان خياره مع ميشال عون في السلطة كارثياً على لبنان. وهو لن يستطيع تغيير انطباع مماثل لدى اللبنانيين في ظل مسؤولية للحزب في تدهور علاقات لبنان مع محيطه العربي ومع دول عدة أجنبية وفي انعكاسات حروبه أو تدخله في المنطقة فضلاً عن تحمّله المسؤولية، وإن رماها في ملعب الآخرين، عن الفراغ الرئاسي بالمقدار نفسه لقوى أخرى وذلك فيما يشتد الضغط الداخلي على اللبنانيين الى درجة تثير المخاوف من انفجار اجتماعي وشيك.
البعض يقرأ هذه المؤشرات في بعض المواقف السياسية الأخيرة على رغم إثارة هذه المواقف تساؤلات لدى البعض حول ما إن كانت المواقف التي يعبّر عنها قادة أحزاب أو تيارات في هذا الموضوع الرئاسي تحديداً انعكاساً لمواقف بعض العواصم المؤثرة من المرشحين المحتملين أو أن مواقف هذه العواصم هي انعكاس لمواقف هؤلاء الزعماء والمسؤولين. وهذا ما يحاول السياسيون رصده كذلك ولا سيما أن الموقف الذي عبّر عنه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أخيراً كان لافتاً على هذا الصعيد ومثيراً للتفسيرات والتكهنات كذلك.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|