هكذا يُسهِّل نتنياهو مُهمّة حزب الله...
تتعمق الخلافات داخل الكيان الصهيوني، الى درجة لم يَعُد لدى الأطراف أي إمكانية للتفاهم فيما بينهم أو التلاقي حول قضية مشتركة، بحيث بات كل طرف لديه رؤية مختلفة عن الآخر لإدارة الكيان، فالجميع من معارضة وموالاة لم يستطيعوا إيجاد صيغة مشتركة، بحيث اليمين واليمين المتطرف ذاهبون باتجاه تغيير شكل السلطة وتحديداً دور القضاء والدين، واليساريين والعلمانيين يقولون إنهم لا يستطيعون العيش بهكذا دولة.
حصل الشرخ في "الداخل الإسرائيلي" الى درجة يصعب ترميمه، خاصة وأن الأمور وصلت الى تسييس الأجهزة الأمنية في شقيْها الداخلي والخارجي، وهنا تكمن الخطورة، ففي الداخل يكبر حجم التظاهرات ضد حكومة نتنياهو، والجديد أن الأمر أُعطيَ للأجهزة الأمنية بقمعها بالقنابل الصوتية والمسيلة للدموع ومضخات المياه وصولاً الى سقوط جرحى، فالتعامل بعنف مع المتظاهرين أعطى مؤشراً أن الأمور ذاهبة بالتطور نحو الأسوأ، خاصة بعد مشهد محاصرة زوجة نتنياهو أثناء تواجدها "عند الكوافير"، ما يعني أننا بمرحلة تصاعدية من الإحتجاجات مفتوحة على كل الاحتمالات.
أما الخارجي والأخطر، أنه بدأت تخرج أصوات داخل المؤسسة العسكرية تقول بأنها ستُخالف الأوامر في أي حرب مقبلة بعدم مشاركتها مما يُسبِّب أزمة حقيقية، ما يعني أن الإنقسام أصاب المؤسسة التي يرتكز عليها الكيان، خاصة وأن في التوصيفات وخلافاً للقاعدة أن "اسرائيل" جيشٌ صُنعت له دولة، فإذا انقسم الجيش ماذا يحل بالدولة؟
اللافت أن كل ما يحدث من تهديد وجودي لم يُهدد وجود الحكومة، ولم يهز الإئتلاف داخلها، ولا زالوا متفقين على النهج العام، فالمعارضة عاجزة عن إسقاطها في الشارع وفي الأطر القانونية أيضاً.
أما المواقف الخارجية حول ما يحدث في "الداخل الإسرائيلي"، ففي الزيارة الأخيرة التي قام بها نتنياهو الى باريس أبلغه الفرنسيون أنهم يتحالفون مع الكيان لأن "نظامه ديموقراطي ليبرالي"، فإذا تحوَّل الى نظام ديكتاتوري فيُصبح بهذه الحالة لا يُشبهنا، وهذا ما يُشكِّل خطراً على الإستقرار ويضعفكم.
فيما الموقف الأميركي وهو الأهم، يَعتبر أنه متحالف مع نظام "ديمقراطي ليبرالي" ضامن لمصالحه، لذا هو معني ببقاء النظام مستقر، لأن أي خلل يُضعِف "إسرائيل" ينعكس مباشرة على الوضع في المنطقة ويُقوّي المحور الآخر ، وعلى رأسه إيران وحزب الله على المستوى الإستراتيجي، وهنا تكمن الخطورة بالنسبة له. لكن الولايات المتحدة وبكل جبروتها أقصى ما يُمكن أن تفعله هو توجيه النصائح فقط، لأن الحكومة اليمينية تحديداً لا تَسمع لها، ولأن نتنياهو يَعتبر أنه يخوض معركته الشخصية بعنوانها القضائي، والذي يُريد إلغاء دور المحكمة العليا وتحويل القضاء مع ائتلافه من مستقل الى تابع للسلطة السياسية، بالإضافة الى التشريعات التي لها علاقة بالدين والدولة، ما صعّد الخلافات السياسية، بحيث اتهمت المعارضة حكومة نتنياهو بأنها غير ديموقراطية وتُنفِّذ إنقلاباً داخل السلطة، وتقود "اسرائيل" الى دولة شريعة، إتهامات تُشير الى أن الخلاف عميق حول هوية الكيان يؤدي الى حرب أهلية، ومن ثم الى تهديد وجودي على مدى ليس ببعيد.
إذاً، من الواضح أنه خلاف لن تردمه نظرة خارجية الى الكيان أو حتى حرب، بحيث أن التكتل الداخلي إذا فَقَد الحصانة الداخلية يُضعِف الموقف "الإسرائيلي" في أي حرب مقبلة. وكما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: إذا الكيان استمر بهذا المسار، لن يحتاج زواله الى حرب، وأن "إسرائيل" لن تصل إلى احتفالات مرور الثمانين عاماً..
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|