كواليس لقاءات عين التينة... هل غمزت الخماسية إلى العماد عون؟
ماذا بعد خروج بوتين من أهم اتفاقية للحدّ من التسلح النووي؟
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، تعليق موسكو مشاركتها في معاهدة نيو ستارت، وهي آخر اتفاقية متبقية مع الولايات المتحدة للسيطرة على الأسلحة النووية، في تصعيد حاد للتوترات مع واشنطن، منذ حرب أوكرانيا. فما هي تداعيات هذه الخطوة؟
المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يقول لـ"المركزية": "في 21 شباط، وفي خطابه الموجّه الى الجمعية العامة البرلمانية وللاعلام، وجّه بوتين رسائل متعددة من ضمنها الخروج من اتفاقية "ستارت" التي تم تجديدها لمدة خمس سنوات في فترة اعتلاء الرئيس الاميركي جو بايدن سدة الرئاسة، بعد ان خرج منها ورفض تجديدها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تتضمن نقطتين الاولى تتعلق بالسلاح الاستراتيجي والثانية الأجواء المفتوحة التي تسمح للطائرات الكبيرة بالدخول الى مناطق الاتفاقية المبرمة بما فيها روسيا والناتو للاستطلاع والاستكشاف لمراقبة تطوير السلاح"، لافتا الى "ان تهديد بوتين باستخدام السلاح النووي ليس بجديد، وان دلّ على شيء فعلى ان الرئيس الروسي مأزوم، وهدفه الضغط على الغرب".
ويشير العزي الى ان اتفاقية الحدّ من السلاح النووي تمّت لأول مرة خلال لقاء هلسنكي عام 1975 بين الاميركيين والروس في عهد الزعيم السوفياتي الراحل ليونيد بريجنيف وتطورت الى اتفاقية "ستارت" عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ومن ثم تمّ تجديد الاتفاقية الثانية في عهد الرئيس ميدفيديف. لكن عام 2018 وجد الاميركيون ان طبيعة هذه الاتفاقية لم تعد قائمة لأن الصراع اليوم لم يعد مع الروس فقط، كما ان الاسلحة الروسية مكشوفة حتى لو طوروها، بل هناك عامل جديد يجب إدخاله على قائمة هذه الاتفاقية وهو الصين التي تطور عملية بناء النووي والسلاح الاستراتيجي دون حسيب او رقيب. من هنا رفض ترامب تجديد الاتفاقية، داعياً مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي تصنّع السلاح النووي للاجتماع ووضع اتفاقية جديدة، بما فيها باكستان والهند واسرائيل، وبالتالي الضغط الكامل على ايران كي لا تمتلك هذا السلاح".
ويعتبر العزي ان "اليوم بعد خروج روسيا من الاتفاقية، سيتعزز موقف الاميركيين والناتو، لأن موسكو ارتكبت خطأ كبيرا من خلال تهديدها بالنووي وستعاقب عليه لاحقا، لأن التهديد بالنووي ممنوع و"مش لعبة". كما ان الاميركيين لن يقبلوا بإعادة تجديد اتفاقية اصلا أصبحت غير مطلوبة، وهنا سيُعزز دور المفهوم الترامبي بضرورة وضع اتفاقية جديدة تناسب العصر الجديد تضم الدول التي تملك هذه القنابل، ووضع وثيقة لكيفية استخدام لغة النووي في الخطاب الاعلامي والسياسي لاحقا".
واستطرادا يؤكد العزي ان "استخدام النووي يختلف بين جنرالات الحرب الطامحين للوصول الى المال والسلطة والجنرالات الذين يتحكمون بالتكنولوجيا الذرية والسلاح النووي الذين لن يخضغوا ولن يكونوا متهورين لدرجة القتل لأنهم اكثر عقلانية في عملية ضبط مفاهيم المعرفة الذرية والالكترونية. لذلك اعتقد ان التهديد بالنووي لن يتخطى مجرد الكلام، لأن بوتين نفسه يعلم أن ضرب النووي سيعرّض السكان الذين يقول أنه سيضمهم اليه الى تشوهات وعاهات طويلة المدى، خاصة وان الروس لديهم تجربة مع الاتحاد السوفياتي في 22 نيسان 1986 عندما انفجر مفاعل تشرنوبل النووي وأدى الى كارثة في ثلاث دول هي اوكرانيا بيلاروسيا وروسيا التي ما زالت تدفع حتى اليوم أثمانا باهظة نتيجة عدم استطاعتها معالجة تشرنوبل. فكيف سيضرب إذاً منطقة الدونباس بالنووي والتي تعتبر منطقة "سلة الغذاء" والتي في حال ضربها ستدمّر كل أمل في الاستثمار الزراعي فيها؟".
ويختم العزي: "لقد سبق للاميركيين أن تعايشوا مع هذا الفراغ لمدة سنتين او ثلاث في عهد ترامب ولديهم احتياطاتهم، وبالتالي لم تكن هذه الضربة قاسية للغرب او الناتو بخروج روسيا، لكن العودة الى الاتفاقية لن تكون حاليا، بل بعد انتهاء حرب اوكرانيا وما سيتج عنها. وهنا المنتصر سيفرض الشروط على الآخرين".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|