مواقف نارية لـ"عكاظ" هذه لاءاتها وخلفياتها
ترك الموقف السياسي الذي نقلته صحيفة "عكاظ" السعودية أكثر من دلالة، وغرق البعض في التحليلات والإستنتاجات حول ما كُتب من خلال هجوم عنيف على ترشيح "الثنائي الشيعي" لرئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، وقد يكون الأكثر وضوحاً حيال هذه الخطوة، وتحديداً دعم "حزب الله" لفرنجية، فيما اللافت ما تمثّل بتحذير لبنان من الفوضى والمزيد من الإنهيار، إذا انتُخِب زعيم "المردة" رئيساً للجمهورية، مذكّرين بما جرى في العهد السابق، أي يوم أقدم "الحزب" على ترشيح العماد ميشال عون، ولكن، في سياق ما نُشر في "عكاظ"، فإن هذه العناوين النارية إنما نُقلت عن مصادر لبنانية، وسط تساؤلات ما إذا كان ذلك يعبّر عن الموقف السعودي على خلفية انتماء الصحيفة إلى المملكة؟
تشير مصادر سياسية عليمة لـ"النهار"، إلى ضرورة قراءة ما يُكتب في الإعلام الخليجي، وليس السعودي فقط، عن لبنان، ولا سيما من قِبل إعلاميين كويتيين وإماراتيين، وكذلك رجال أعمال لهم استثمارات في لبنان، حيث يندّدون بـ"حزب الله"، ويعتبرونه العائق الأبرز في عودة لبنان إلى الزمن الجميل، الذي يعني لهم الكثير، وهو الذي حرمهم هذا البلد والإستثمار فيه.
وبالعودة إلى ما نُشر في "عكاظ"، تؤكد المصادر المتابعة والمواكبة، ومن خلال معلومات موثوق بها، أن ذلك موقف غير رسمي، أو أنه بإيحاء من المسؤولين السعوديين المعنيين، على رغم الخلاف، أو نظرة المملكة الى كل ما يحيط بـ"حزب الله" وبدوره وعدائه للسعودية ودعمه للحوثيين ولكل أشكال الأعمال الإرهابية، بل ثمة مساحة إعلامية للإضاءة على الموقف اللبناني وتشخيصه بدقة، ومن الطبيعي ما كُتب في "عكاظ"، وهذا ما يعبّر عنه بعض الإعلام اللبناني، بمعنى انه من خلال القراءة السياسية لما يقوم به "الحزب"، فالواضح أنه دمّر لبنان عن "بِكرة أبيه" وأفلسه، وتحديداً ما قام به تجاه دول الخليج، ولا سيما السعودية، وعلى هذه الخلفية، كان تشخيص "عكاظ" دقيقاً عندما تطرّقت إلى موقف وزير الإعلام السابق جورج قرداحي، الذي أساء بشكل واضح وفاضح للمملكة، وهو مَن كان يمثّل في الحكومة النائب السابق سليمان فرنجية. لذا كان التحذير من حصول تدهور وفوضى في لبنان، في حال وصل فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، وهذا ما يتطرّق إليه الإعلام اللبناني، وما تضجّ به شاشات التلفزة من خلال تحذيرات كبار المسؤولين من إعادة تكرار تجربة عهد الرئيس السابق ميشال عون، مع الإشارة إلى محطة مفصلية عندما سبق لوزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، الذي كان يحفظ الملف اللبناني عن ظهر قلب، أن حذّر قبل وفاته بأشهر أحد المسؤولين اللبنانيين من مغبة انتخاب ميشال عون، وكان الفيصل مصرّاً، إذ قال إنه "ذاق الأمرّين معه" خلال المساعي التي كانت تقوم بها اللجنة العربية الثلاثية قبل التوصل إلى اتفاق الطائف.
من هذا المنطلق، تتابع المصادر نفسها أن الإعلام الخليجي على دراية تامة، وبشكل مفصّل ودقيق، بكل ما يحيط بالوضع اللبناني، وتحديداً سياسات "حزب الله" ومشاريعه وارتباطاته ودوره الإقليمي، وهو الذي جاء بعون رئيساً لينفّذ أجندته الداخلية والخارجية، وكل وزراء الخارجية في عهده من النائب جبران باسيل إلى من خلفه، إنما كانوا وزراء خارجية "حزب الله".
في الحصيلة ان ذلك ليس موقفاً سعودياً رسمياً، إنما هي وقائع بالملموس، ومن مصادر لبنانية مدركة وعلى بيّنة من كل ما يحصل على الساحة الداخلية، ولديها من المعلومات ما يكفي لتحذِّر من ترشيح "حزب الله" أو "الثنائي" لفرنجية، ولذا، تقول المصادر "أللّهم اشهد أني قد بلّغت".
وخلصت إلى إمكان أن يُكتب في "عكاظ" لاحقاً أو في سواها، وفي الإعلام الخليجي، أكثر بكثير مما نُشر بالأمس، وتلك وقائع ومعطيات ومؤشرات.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|