من الهواية إلى الاحتراف... لبناني جَمع ثروة من العملات النادرة
يفتخر الصيداوي محمود جرادي بأنّه يملك المجموعة الكاملة للعملة اللبنانية ورقياً ومعدنياً، إلى جانب مجموعات كثيرة من العملات العربية والغربية معاً، ولا سيّما السعودية والأميركية، بعدما قادته الصدفة قبل 43 عاماً إلى هذه الهواية، قبل أن ينتقل بها إلى مرحلة البحث ومنها إلى الاحتراف.
ويروي جرادي لـ»نداء الوطن» أنّه منذ العام 1980 وهو يمارس هذه الهواية، يصفها بأنّها حلوة ونادرة معاً، في صيدا وكلّ لبنان، وقد قادته الصدفة إليها، إذ يعمل صرّافاً، ويقول: «كان الزبائن يأتون لتصريف العملات المختلفة وبعضهم يعرض منها نادرة وغريبة، فأقبلت على شرائها والاحتفاظ بها حتى أصبحت أملك مجموعات كثيرة».
ويوضح أنّها تتطلّب امكانيات مالية كبيرة، «لأنّنا كنا نشتري بعض العملات بأسعار باهظة الثمن كي نكمل مجموعة أو نحتفظ بعملة نادرة، بعدما تولّعت بها وعشقتها أدركت أنّ مجالها واسع جدّاً وفيها أشياء غالية جدّاً، لا طاقة لنا عليها وخاصة في ظلّ الظروف الاقتصادية والمعيشية في لبنان، واقتصار الأمر على الشراء دون البيع».
في محله المتفرّع من شارع رياض الصلح الرئيسي في صيدا، حيث يعجّ بالمصارف ومحلات الصيرفة، يمضي جرادي نهاره، يحرص على تفقّد مجموعاته بين الحين والآخر من دون أن يعرضها على الملأ، يخبّئها في مجلّدات وفق ترتيبها ونوعها وتاريخها، ويقول: «العملة لا تنحصر أهمّيتها في القيمة الشرائية، بل لها أبعادها الاجتماعية والتاريخية والجغرافية. فهي تؤرّخ لحضارات بأكملها ولحقبات مرّت في بلد معيّن، تماماً مثل الطوابع التي تؤرّخ للتاريخ والحقب الزمنية».
يفتخر جرادي بأنّه يملك المجموعة الكاملة للعملة المعدنية اللبنانية من أوّلها حتى آخرها، من نصف القرش إلى الخمسمئة، كذلك الورقية وما صدر عن مصرف لبنان استثنائياً وفي المناسبات الوطنية والخاصة ومنها عيدي الاستقلال والجيش وتلك العملة الورقية اللبنانية التي تحمل اسم «بنك سوريا ولبنان 1952 – 1964»، ومجموعة مصرف لبنان الورقية منذ عام 1964 حتى اليوم، والمجموعات المعدنية منذ عام 1924 بما فيها قطعة «نصف قرش» وحتى الـ500 ليرة لبنانية.
ويؤكّد «ركّزت على جمع العملة اللبنانية بالدرجة الأولى، من الليرة حتى المئة ألف، ثم العملات الأخرى، وعندي عملات فضّية وأميركية ورومانية وبيزنطية وغيرها، وأهمّيتها لا تكمن بثمنها ولا بتاريخها فقط، وإنّما بنظافتها وعدم استخدامها كثيراً، أي بقاؤها جديدة من دون إهتراء، مثلاً ليرة لبنانية من سنة 1930 لا تزال زاهية ونظيفة تساوي نحو 200-300 دولار».
ويوضح أنّ العملات الذهبية هي الأغلى، ثم الفضّية ويتمّ التداول بها بكثرة حالياً ثم البرونزية، ثمّ المعدنية العادية، وقد تصل أسعار بعضها إلى 50 أو 20 أو 10 آلاف دولار بينما قدرتنا الشرائية زهيدة بين 100 و200 دولار، وحلاوتها أن تكون قديمة وبزهوّتها لا أن يكون قد مرَّ عليها الزمن».
ولا يخفي جرادي أنّ هذه الهواية التي إزدهرت في العقود الثلاثة الماضية، تحوّلت مهنة عند البعض، مؤكّداً أن «لها أربابها، وهؤلاء كثيراً ما يُسافرون إلى الخارج لشراء العملات أو المشاركة في المعارض للتجارة (البيع والشراء) أو التواصل مع المهتمّين في عالم جمع العملات من أجل استكمال مجموعة أوراق نقدية أو ورقية ومن مختلف الإصدارات والتواقيع».
لم يُحص جرادي عدد عملاته، لكنّه يؤكّد أنّها بالآلاف، قبل أن يتأسّف «فقدت كثيراً من قيمتها، وخاصة اللبنانية، ربّما العربية أو الغربية ما زالت تحافظ على قوّتها وحضورها في الأسواق، عندي حزمة من العملة 250 ليرة لبنانية من مصرف لبنان مُغلّفة وجديدة كان سعرها 250 ألف ليرة لبنانية أي نحو 170 دولاراً اميركياً، لم تعد تساوي شيئاً، بينما هناك عملات أجنبية حافظت على قيمتها فإذا كانت لبنانية وغير نادرة لا قيمة لها، مثلا طقم عملات «شمعونية» كانت 400 دولار، الآن معروضة بنحو 125 دولاراً أميركياً فقط، بسبب قلّة الطلب عليها وعدم الاستقرار المالي».
بحسرة لا تخلو من غصّة، يقول جرادي: «إنّ الأولاد والأحفاد غير مهتمين، بينما الهاوي والمتعلّق بها لا يتركها مهما كانت الأسباب، ولكنّني أفكر بتجميدها وتعليقها حالياً حتى اشعار آخر، حتى تتحسّن الظروف الاقتصادية والمالية لأنّني لم أتّخذها كتجارة، كنت حريصاً على المشاركة في أي معرض يُقام في لبنان وشراء القطع الحلوة والنادرة ضمن قدرتي المالية، منها دولار فضّة، أونصات فضّية وميداليات أميركية، وهناك أشياء نتفرج عليها ونتحسّر لعدم شرائها بسبب سعرها الغالي».
محمد دهشة -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|