ليس أكثر من اتصال هاتفي...
"ليبانون ديبايت"
لم تكن المواقف الأخيرة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، تجاه "حزب الله"، سوى مقدمة لمسار من الإنفتاح، ولكن من دون أن تكون الخطوة التالية مكتملة الملامح لجهة التأسيس لحوار يؤدي إلى تقاطع حول ملفات المرحلة الداخلية. ووفق أوساط قيادية في الحزب التقدمي الإشتراكي، فإن كلّ ما يطرح من تحليلات ومقاربات في الآونة الأخيرة في هذا المجال، لا تتطابق مع الصورة الفعلية للإنفتاح الجنبلاطي على الحزب، خصوصاً وأن هذا الإنفتاح قد أتى بعد كلّ ما سُجّل في الإنتخابات النيابية من محاولة واضحة من قبل "حزب الله"، لاستهداف الحزب الإشتراكي والوجود الأساسي له ولرئيسه، موضحةً أنه، وبعد فشل هذه الحملة، أتى الإنفتاح أو الحوار مع الحزب.
وكشفت الأوساط الإشتراكية لـ "ليبانون ديبايت"، أن هذا الحوار ينطلق من موقع القوة التي فشل الحزب في إلغائها في الإنتخابات النيابية، ومن موقع الإعتراف منه بحيثية زعيم المختارة، مشيرةً إلى أنه اعتراف من الطرفين، بأن الهاجس الإلغائي غير موجود، علماً أن هذا الهاجس كان لدى الطرفين وقد فشل في الإنتخابات، فكان قرار العودة إلى الإنفتاح والحوار، الذي كان قد أتى سابقاً وكانت تسميته "تنظيم الخلاف".
لكن هذا الحوار لا يعني بالضرورة ان الإتفاق "حتميٌ"، على حدّ قول الأوساط القيادية في الإشتراكي، والتي أوضحت أنه قد يتمّ التوافق على عناوين معينة والإختلاف على عناوين أخرى، وما من شيء محسوم، وذلك خلافاً لكلّ ما يُشاع عن نقاش في الملف الرئاسي، وأن جنبلاط يؤيد ما يريده الحزب على هذا الصعيد، خصوصاً وأن كلّ ما قد سُجّل حتى الآن هو "اتصال هاتفي فقط"، وبالتالي، من المبكر الحديث عن الوجهة التي سيسلكها هذا الحوار المرتقب، خصوصاً وان الثابت اليوم هو أن الإنفتاح يسود النقاش في كلّ الملفات والتي يملك الحزب دوراً وتأثيراً فيها.
ورداً على سؤال عن الإستياء على مستوى القواعد الشعبية للحزب الإشتراكي بعد الخطوة الجنبلاطية، اعتبرت الأوساط، أن القاعدة قد تكون مستاءةً بسبب الأجواء المشحونة التي سادت قبل الإنتخابات نتيجة الهجمة من "حزب الله" على جنبلاط والإشتراكي، لكنها لفتت إلى أن القاعدة الإشتراكية، تتفهّم وتستوعب فكرة الحوار والإنفتاح مع قوى سياسية أخرى، وهذا ما حصل بين الإشتراكي وجمهور "القوات" عشية المصالحة في الجبل.
وعن تأثير التقارب مع الحزب على العلاقة بين جنبلاط والقوى السياسية والحزبية الأخرى وبشكلٍ خاص الحلفاء، تشدد الأوساط على الرفض المطلق لأي تأثير سلبي لهذا الإنفتاح على العلاقات مع الحلفاء، خصوصاً وأن رئيس "الإشتراكي"، يقيم حواراً مع خصمه السياسي وشريكه في الوطن، ولكن لا يعني ذلك أن يصبح على خصومة مع غيره. وأكدت أن الحوار، قد أتى بسبب الإنسداد السياسي وبالتالي عدم قدرة البلد والمواطن على تحمّل المزيد من التشنج والخلافات والإنقسامات والخصومة السياسية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|