الصحافة

الحزب القومي: انقسامات حزبية وتبريرات للظهور المسلّح

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

العمل المسلح في لبنان ليس موضة جديدة بل قديمة العهد منذ الستينيات، عندما انطلق العمل الفدائي كما كان يُسمّى حينذاك، الى فصائل فلسطينية أخرى من جبهات الرفض وسواها من أحزاب عقائدية وأصولية بالجملة والمفرق، ومن ثم الميليشيات التي وُلدت من رحم الأحزاب العتيقة والنيو منها، فيما أطلقت المقاومة الوطنية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي لتتحوّل الى مقاومة إسلامية أي "حزب الله"، الذي لا يزال الأبرز تسليحاً لا بل عديداً وعتاداً، وثمة فروع له تصبّ في خانة سرايا المقاومة أي بعدما حُلّت الميليشيات وسلّمت سلاحها بعد اتفاق الطائف ولم يبق في الميدان إلا حديدان أي "حزب الله"، ومن الطبيعي أن هناك فصائل فلسطينية في المخيمات لديها من السلاح الكثير الكثير.

توازياً، كانت لافتةً تغريدة النائب السابق فارس سعيد، عن تدريبات وتسليح للحزب السوري القومي الاجتماعي في معظم المناطق، واضعاً هذه المسألة في عهدة الجيش والمعنيين لما تنطوي عليه من خطورة في مرحلة السلم الأهلي والأهداف الكامنة وراءها.

بداية، يشار الى أن الحزب القومي كان له دور بارز في "المقاومة الوطنية" من خلال عمليات له لتتوقف عملياته بناءً على حصر المقاومة بـ"حزب الله" لمتطلبات إقليمية، فيما أيضاً لا أحد ينكر تاريخ هذا الحزب العريق الذي مرّ عليه الكبار من السياسيين والإعلاميين والنخب في كل الميادين، فضلاً عن فكر مؤسّسه أنطون سعادة وعقيدته وعمقه، لكن انقساماته المتتالية أنهكته وأتعبته وما زالت تتوالى فصولها الى اليوم وارتفع منسوبها في الآونة الأخيرة بدليل أن الحزب لم يتمثل بأي نائب في المجلس النيابي الحالي، الى صعوبة نجاح المساعي التي بُذلت داخلياً وخارجياً لتوحيد صفوفه.

والسؤال المطروح بعد تغريدة النائب السابق سعيد، الذي لا يهادن بل يتسم بالجرأة والشجاعة في طرح العناوين الوطنية، وقد يكون من أبرز الباقين من القوى السيادية أو فريق الرابع عشر من آذار، هل التسليح غير الشرعي الذي تحدّث عنه سعيد أمر واقع؟ هنا، لا بدّ من الإشارة إلى أن الحزب القومي يقاتل الى جانب النظام السوري منذ اندلاع الحرب في عام 2011 تحت ما يُسمّى " نسور الزوبعة" الى "ميني" الاستعراض الميداني الذي يجري سنوياً في شارع الحمرا.

إزاء هذه الوقائع، يقول النائب السابق فارس سعيد لـــ"النهار": لم أُشر الى هذه المعلومة والتحذير من التسليح جزافاً، بل ذلك ما قاله علناً رئيس الحزب القومي ربيع بنات بالفم الملآن، هذا التسليح إنما هو ضمن سرايا المقاومة وفي معظم المناطق اللبنانية مما يثير القلق من تداعياته على كافة المستويات، سائلاً: أين التزام الحزب القومي وسواه من الذين يتسلحون بمن فيهم "حزب الله"، باتفاق الطائف حيث ثمة بند نصّ على نزع سلاح الميليشيات، ويبدو أن المسألة "على ناس وناس" مما يُعدّ خرقاً للطائف والدستور معاً، والقلق أن ذلك يعطي ذريعة لأطراف وقوى أخرى للتسلح على قاعدة الدفاع عن النفس".

ويتابع قائلاً: "إن ما يقوم به الحزب القومي من الدعوة للعمل المسلح في هذا التوقيت بالذات، باعتقادي يدخل في إطار انزعاج الحزب كما "حزب الله" أو الممانعة عموماً من الاتفاق الإيراني – السعودي والتقارب العربي – العربي بعد الانفتاح السعودي والخليجي على سوريا، ما يلغي وجود هذه الأحزاب المسلحة بمعنى أنه لم يعد لها دور للقتال في سوريا والعراق واليمن، إضافة إلى السؤال الآخر: لماذا بقاء السلاح منتشراً على الساحة اللبنانية؟ فالجيش اللبناني لديه كل الجهوزية للإمساك بالسلم الأهلي والدفاع عن البلد وقد أثبت قدراته في أكثر من محطة إن على الحدود مع إسرائيل أو سواها، لذا ثمة متضررون من هذه الاتفاقات ويحاولون أخذ البلد ساحة ومنصّة لمشاريعهم التدميرية بفعل الدويلة ضمن الدولة والسلاح غير الشرعي، ما أوصلنا الى ما نحن عليه من إفلاس على كافة الأصعدة". ويضع سعيد دعوة الحزب القومي الى الكفاح المسلح برسم مجلس النواب والحكومة وسائر المعنيين والمسؤولين اللبنانيين، فهل من يُجيب ويتحرك؟

أما ماذا عن رد الحزب القومي؟ في خضم الانقسامات داخله وصعوبة التواصل مع هذا الجناح والآخر، فإن مصدراً معنياً في الحزب قال لـــ"النهار" إن ما صرّح به بنات يُعدّ تاريخياً من أدبيات الحزب، حيث هذه العبارة للزعيم أنطون سعادة الذي دعا لمواجهة ومقاتلة اليهود، دون أن يخوض في التفاصيل أو الرد حول ما يقوم به القومي من تسلّح وتدريب.

أخيراً، ولدى السؤال عن وجود عناصر مسلحين في بعض شوارع الحمرا وبشكل واضح، يقول إن هناك شخصيات وقيادات تستوجب وجود عناصر من الحزب لحمايتها كسائر الأحزاب في لبنان.

"النهار"- وجدي العريضي
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا