الصحافة

لا ضوء أخضر ولا أصفر ولا أحمر

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما يقوله البعض إنّ لا ضوء أخضر سعودياً لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، يراه الفريق الداعم له في الداخل والخارج ضوءاً أصفر، فيما يقرأه الفريق المعارض لرئاسة فرنجية من سياديين ومستقلين، ضوءاً أحمر. أي لا ضوء. وفي كل الأحوال حسابات الجانب الفرنسي الذي يسعى لتحريك المياه الراكدة لا ينكر بأن ترشيح فرنجية لا يحظى بعد بالـ65 صوتاً في الدورة الثانية من الاقتراع...

على رغم أهمية الاجتماع الذي عقده فرنجية الجمعة الماضي مع المستشار الرئاسي الفرنسي المكلف بمتابعة ملف لبنان من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون السفير باتريك دوريل، خصوصاً أنّ باريس لم تخفِ أنها حصلت على أجوبة عن الضمانات التي كانت سعت إليها في سياق محاولتها إقناع الرياض والفرقاء اللبنانيين المعارضين بخيار رئيس «المردة»، فإنّ التحفظات نفسها التي كان أثارها الفريق السيادي من رؤساء أحزاب «القوات اللبنانية» و»الكتائب» و»التقدمي الاشتراكي»، والجانب السعودي، تكررت بعد هذا الاجتماع وقبله، حيال فكرة الضمانات هذه.

باتت هذه التحفظات معروفة: سبق لفريق «حزب الله» أن قدّم ضمانات عام 2006 بأن لا حرب مع إسرائيل لكنه تسبب بها في تموز من العام نفسه، قال إنّه لن يستخدم سلاحه في الداخل، لكنه غزا بيروت في 7 أيار 2008، تعهد بعدم إسقاط الحكومة في اتفاق الدوحة لكنه استخدم الثلث المعطل مع حلفائه ليفعل ذلك آخر 2010، ثم عاد فاستخدم فائض القوة والتهديد حين أخرج «القمصان السود» في 2011 لفرض نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة بدلاً من عودة الحريري. وافق على النأي بالنفس عن صراعات المنطقة عام 2012 ثم تراجع عنه وأقحم لبنان في الحرب السورية، ثم تدخل في اليمن وشنّ حملات على المملكة العربية السعودية وأرسل خلايا إلى بعض الدول العربية... وتعهد الرئيس ميشال عون باعتماد نهج مستقل عن مشروع إيران و»الحزب» عام 2016، فانتهى الأمر بالتماهي الكامل من قبله ومن فريقه مع ذلك المشروع... وتُختصر هذه الملاحظات بأنّ كل ما تضمنته البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، فضلاً عن قرارات ضبط الحدود، جرى ضربها بعرض الحائط.

ثمة من يقول إنه يستحيل الحصول على الضمانات بألا يُستخدم الثلث المعطل لعرقلة عمل الحكومة المقبلة، وتسهيل تنفيذ الإصلاحات، وألا يستمر «الحزب» في معاكسة مصالح لبنان مع الدول العربية والخليجية، طالما هو يحظى بتغطية لبنانية من حلف في قمة السلطة، لتوظيف سلاحه وفق حاجات طهران، في سوريا والعراق وغيرهما بحجة المقاومة ضد إسرائيل واستيلاد الحجج لإبقائه، من تحرير مزارع شبعا وكفرشوبا، إلى حماية الثروة النفطية في البحر، وصولاً إلى تهديد الأمين العام السيد حسن نصرالله الأخير لإسرائيل إذا اعتدت على أي مقيم على الأرض اللبنانية (الفلسطينيون)، على خلفية عملية «مجيدو» الأخيرة في فلسطين المحتلة... وهذا يعني أنه يسوغ لنفسه إبقاء الجبهة اللبنانية مفتوحة طبقاً للحسابات الإيرانية. ويمكن لفرنجية، مثل عون وبعض الفرقاء الآخرين، أن يستخدم الذريعة القائلة إن خرق «الحزب» للضمانات «مسألة إقليمية أكبر منا» وتحتاج إلى «تسوية إقليمية»، والإصرار على وضع حد لتلك الممارسة «يتسبب بحرب أهلية»... إلى ما هنالك من ذرائع.

في كل الأحوال جاءت زيارة فرنجية بناء لطلبه، ويُقال إنّه حمل معه موقفاً مكتوباً يستند فيه إلى مواقف سابقة معلنة. أمّا باريس فحجتها في تسويق معادلة فرنجية والقاضي في محكمة العدل الدولية السفير السابق نواف سلام، مع إشارات إلى ترشيح جهاد أزعور حاكماً لمصرف لبنان، أنها تسرّع إنهاء الفراغ لرئاسي الذي يفاقم استمراره خطورة الوضع الحالي على المستويات كافة، فيما ترفض السعودية الدخول في لعبة الأسماء، سواء للرئاسة الأولى أو الثالثة وتكتفي بالمواصفات، وفي ضوئها يقرر اتخاذ الموقف المناسب من المرشحين، بناء على التشاور مع الفرقاء اللبنانيين.

ما تقوم به باريس، وينتظر أن تستكمله مع الرياض، ليس التحرك الوحيد. هناك الاتصالات الصامتة التي يقوم بها الفاتيكان، الذي يبتعد عن طرح الأسماء بطبيعة الحال، ويطرح مواصفات ليست بعيدة عما بات معروفاً، وينطلق، حسبما تأكد من زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأخيرة للكرسي الرسولي، من شعوره بأن استمرار الفراغ الرئاسي اللبناني يشكّل خطراً لناحية الحفاظ على النموذج اللبناني ليس على الصعيد المسيحي وحسب انما على الصعيد الوطني، بوقف نزيف الهجرة المتمادية الذي يتسبب بخلل ديموغرافي. وليست متابعته لأوضاع المسيحيين فيه إلا من زاوية اهتمامه بمسيحيي الشرق. ومواصفاته أن يحظى بتوافق بين القوى الرئيسة، وينفّذ اتفاق الطائف، ويسعى لإعادة النازحين السوريين (طرحها ميقاتي مطالباً بدور فاتيكاني). والفاتيكان يتواصل بعيداً من الأضواء مع الدول الغربية كافة، وخصوصاً أميركا وإيران، لاستعجال انتخاب رئيس.

يضاف إلى التحرك الفرنسي، التحرك القطري عبر زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي اليوم إلى بيروت، بعد تنسيق مع السعودية وأميركا وإيران.

وهي تحركات تتناول إضافة إلى معادلة فرنجية ونواف سلام، جهاد أزعور ونعمت فرام وصلاح حنين وزياد بارود للرئاسة والرئيس تمام سلام لرئاسة الحكومة...

وليد شقير - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا