عربي ودولي

هل تدخل الصين في عمليّة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قريباً؟؟؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

صحيح أن إسرائيل ولاية أميركية في الشرق الأوسط، ودولة تستمدّ "معيشتها" الاقتصادية، والسياسية، والأمنية، ومساعداتها من الولايات المتحدة الأميركية. ولكنها في الوقت نفسه دولة تتمتّع بعلاقات ممتازة مع الصين، أي مع أهمّ مُنافس لواشنطن في العصر الحديث.

فهل يُمكن لبكين التي حملت سلام المصالح الى منطقة الخليج، والتي أنهَت حرب اليمن، أن تنجح في ما أخفق به الأميركيون على مدى عقود وعقود، وهو إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية، وتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟

يستبعد مراقبون حدوث ذلك لأسباب عدّة، أبرزها أن العلاقات الإسرائيلية - الصينية مبنيّة على مصالح، وعلى تجارة، واقتصاد، وتكنولوجيا، فيما هي تفتقر الى البُعْد التوراتي الكامن في العلاقات بين الأميركيين والإسرائيليين.

هذا فضلاً عن أن الأبعاد الإيديولوجية للقضية الفلسطينية شائكة جدّاً، ولا يمكن لدولة مثل الصين أن تنجح فيها. بينما يُمكن لبكين أن تحقّق مجموعة من الخروق في العالم الإسلامي، أي بين السنّة والشيعة من باب اقتصادي، تجاري، نفطي، ومن زاوية مصالح، نظراً لقبول إيران والدول العربية بذلك. أما الحلول المتعلّقة بإسرائيل، فهي تتّسم بمزيد من الصّعوبة، ولا يُسمَح لأيّ كان بالتدخّل فيها.

وبالتالي، تعرف إسرائيل تماماً، أنه رغم كونها واحدة من أكبر شركاء الصين التجاريّين، ومن أكثر الدول التي تتمتّع بعلاقات اقتصادية مع بكين، إلا أن الأخيرة واحدة من الدّاعمين الرئيسيّين للفلسطينيّين، بحُكم النّزعة الثورية الدائمة الموجودة لدى الحزب "الشيوعي" الصيني.

هذا فضلاً عن أن تل أبيب تحسب الحساب جيّداً لمسألة أن لا مفاعيل خاصّة بمصلحتها هي، في أي دور صيني مُحتَمَل بعملية السلام في الشرق الأوسط، من جراء حُسن علاقاتها الاقتصادية ببكين، و(تحسب الحساب) لكون وجودها (إسرائيل) في الصين اقتصادياً، يوازي حضور إيران، والسعودية، والإمارات هناك أيضاً، وغيرها من الدول التي تتمتّع بعلاقات اقتصادية وتجارية مُتزايِدَة مع بكين. والترجمة المنطقيّة لذلك، هو عَدَم الثّقة الإسرائيلية بأي دور صيني زائد في القضية الفلسطينية، وفي عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الشرق الأوسط، خصوصاً أن بكين كانت دعمت الكفاح المسلّح ضدّ تل أبيب خلال العقود الماضية، سياسياً، وعسكرياً.

في سياق متّصل، يرى خبراء في الشؤون الدولية أن حاجة الصين الى التكنولوجيا المتطوّرة، دفعها للتعاون مع إسرائيل منذ ما قبل اعترافها بها، وهو ما يعني أن لا ثقة فعليّة بين الطرفَيْن أبْعَد من الاتّفاقيات الموقّعة، ومن لعبة المصالح بينهما. أما على الصعيد السياسي، فلا يزال الموقف الصيني الرسمي هو أن الشعب الفلسطيني تعرّض لظلم بقيام دولة إسرائيل، وهو ما لا يسمح لبكين بأن تدخل على خط أي تسوية إسرائيلية - فلسطينية، كما فعلت بين إيران والسعودية في الخليج.

ويؤكد هؤلاء أن لا مجال سوى للنّظر الى تدفُّق الاستثمارات الصينية الى إسرائيل، لا سيّما في قطاع التكنولوجيا، وفي كل ما يتعلّق بالبنى التحتية، والى زيادة حجم التبادل التجاري المستمرّ بينهما، ولا شيء أكثر من ذلك.

أما مسار السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فهو متروك للغرب، وللولايات المتحدة الأميركية تحديداً، أكثر من أوروبا.

فأكثر من يفهم حاجات إسرائيل في أي ملف كان، هي واشنطن، التي تتمتّع بدورها أيضاً، بعلاقات جيّدة، وبكلمة مسموعة لدى الفلسطينيين القادرين على أن يبتّوا بهذا النّوع من القضايا، ولدى الدول العربية المؤثّرة في القضية الفلسطينية، وفي قلب التنظيمات والفصائل الفلسطينية، تمويلاً، أو على صعيد المساعدات، وغيرها من الأمور.

العلاقات الإسرائيلية - الصينية قديمة، وتتميّز بشيء من الغموض والسريّة في جوانب عدّة منها، وهي تُثير حفيظة الولايات المتحدة الأميركية في كثير من الأحيان، لا سيّما أن إسرائيل تقع ضمن نطاق استراتيجيّة التوسّع الصيني في منطقة المتوسط، في الفكر الصيني.

فقد اقتحمت الصين العديد من الشركات الإسرائيلية، ومجالات "التحوُّل الطاقوي" في إسرائيل، وهي تشارك في مشاريع بنى تحتية، الى درجة تسبّبت بضغوط أميركية على تل أبيب، وباستجابة إسرائيلية لضغوط واشنطن، بشكل أوقف توسُّع اليد الصينية الى قطاعات حسّاسة جدّاً في إسرائيل.

ولكن تتّفق الآراء على أن لا مجال لدور صيني في عمليّة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إذ ما عاد يُمكن لبكين أن تضغط على تل أبيب، بعد هذا الكمّ الهائل من العلاقات الاقتصادية معها، وذلك تماماً كما أنها عاجزة عن نَيْل ثقة إسرائيل بما هو أبْعَد من الاقتصاد والتجارة.

فهل تبقى نيران التنين الصيني مُتّقدة شرق أوسطياً في منطقة الخليج فقط؟ أو هل اقترب يوم تقديم التنازلات الصينية الكبرى لاقتحام منطقة المتوسّط، بخطوات من مثل إعلان صيني أن القدس عاصمة لإسرائيل، فتكون الصين سجّلت الهدف الأكبر في المرمى الأميركي، وسحبت أقوى الأوراق العالمية من يد واشنطن؟؟؟

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا