إقتصاد

صندوق النقد إلى "صندوق الفرجة" اللبناني...الرئيس باب الحلول

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب داني حداد في موقع mtv:

يوحي بعض ما يُكتب عن الاستحقاق الرئاسي بأنّ دول العالم كلّها منشغلة بهويّة من سيصل الى قصر بعبدا. الحقيقة مختلفة. لسنا أولويّة في الاتفاق السعودي الإيراني. لسنا على بساط البحث في ما يجري على الطاولة بين السعوديّة وسوريا. ولسنا، خصوصاً، على الرادار الأميركي قبل إعادة تكوين المؤسسات الدستورية في لبنان، من خلال الانتخابات الرئاسيّة. 

لم تتدخّل الولايات المتحدة الأميركيّة، حتى الآن، في الاستحقاق الرئاسي اللبناني بشكلٍ مباشر. تضع مواصفات، أبرزها أن يكون رئيساً إصلاحيّاً. يبقى لنا، في لبنان، أن نحزر على من تنطبق هذه المواصفات.
وهي تدعو اللبنانيّين الى الاتفاق على رئيس، لكي تساعده، وكأنّ الأمر في غاية السهولة.

المشهد الأميركي "خرقه" أخيراً رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان. زيارة اكتسبت أهميّة كبيرة، في الشكل والمضمون، خصوصاً أنّها أتت بناءً على دعوة من منظمي "اجتماعات الربيع" في صندوق النقد الدولي والتي ضمّت أهمّ الشخصيّات الماليّة الرسميّة في العالم، وشملت لقاء مسؤولين فيه، كما في البنك الدولي والبيت الأبيض ووزارة الخزانة، بالإضافة الى عشاء في السفارة اللبنانيّة شمل مروحةً واسعة من أبناء الجالية، من مختلف الانتماءات.

طرح كنعان في صندوق النقد سلسلة ملفات، بصراحة قاربت أسلوب النقد الإيجابي لمسار المفاوضات مع الصندوق. هو قدّم، مع ثلاثة نوّابٍ آخرين، أول اقتراح لمشروع كابيتال كونترول في المجلس النيابي في ٢٠ أيّار ٢٠٢٠، ولم يُقرّ بسبب ملاحظات الصندوق وعوامل أخرى. النتيجة، باختصار: لا كابيتال كونترول حتى اليوم.

وعلى الرغم من اعتبار الصندوق أنّ الخطوات التي قام بها المجلس النيابي في موضوع السريّة المصرفيّة كانت متقدّمة وتلبّي بعض ملاحظاته، إلا أنّ الصندوق طرح بعض الملاحظات الإضافيّة. 
ويبقى الملف العالق الأبرز إعادة هيكلة المصارف الذي لا يزال على طاولة التفاوض بين الحكومة والصندوق. 

تأخّر الإصلاح كثيراً، وغالباً بسبب كثرة الملاحظات والتعقيدات. التضحية بالجيّد من أجل الأفضل توصل أحياناً الى الأسوأ. لعلّ هذه العبارة تختصر بعضاً من قصّة صندوق النقد مع المجلس النيابي اللبناني. 
لكنّ المهمّ أنّ كنعان خرج بانطباعٍ إيجابي عن نيّة الصندوق الوقوف الى جانب لبنان على أن تُتابع في خلال الأسابيع المقبلة بعض النقاط العالقة، خصوصاً أنّ رئيس لجنة المال يدرك أنّه لا يجوز تحميل الصندوق مسؤوليّة ما ارتكبه لبنانيّون من هدرٍ وفسادٍ وسوء إدارة، علماً أنّ الاستحقاق الرئاسي الذي سيؤدّي الى تشكيل حكومة جديدة وتحريك عجلة التشريع هو المحطة الفصل في هذا الشأن.

ومن "الصندوق" الى البنك الدولي، سمع كنعان كلاماً إيجابيّاً ووعوداً سيتابعها عبر مراسلات واتصالات. وفي وزارة الخزانة، مع المسؤولين عن العقوبات والجرائم الماليّة، كان كلامٌ في العمق عن لبنان والفساد وفرص الإصلاح. وفي البيت الأبيض لقاءٌ وسلامٌ وكلام. ومع الجالية عبارة ردّدها كنعان أمام لبنانيّين يؤيّدون أكثر من فريق: انفصلوا عن الخلافات اللبنانيّة، وتوحّدوا هنا، من أجل لبنان.

ومن أجل لبنان كانت هذه الزيارة، وهي كوّة فتحها كنعان في جدارٍ أميركي، من عاصمةٍ هي اليوم مركز القرار، المالي خصوصاً. زيارة ممكن أن تحقّق الكثير، وتكون بدايةً لعملٍ كبير. يحتاج الأمر الى شرطٍ وحيد ليتحقّق في "صندوق الفرجة" اللبناني، قد يبدو اليوم هو الأصعب: انتخاب رئيس.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا