هل سيفتخر سبيلمان بجنسيّته اللبنانية أكثر من افتخار اللبنانيين بـ "بيزنس" منحه إياها؟
هكذا، وتحت ضغط الـ "بيزنس"، وبخطوة شرعيّة، تمّت الموافقة على تجنيس اللاعب الأميركي عمري سبيلمان، بهدف تمكينه من أن يكون ضمن صفوف منتخب لبنان لكرة السلة في نهائيات كأس العالم.
لا تُتعِب نفسها
فرص لبنان في "مونديال" كرة السلّة سترتفع بتلك الخطوة. ولكن بمعزل عن كل ذلك، فإنه لا بدّ من النّظر الى أن عدداً لا بأس به من الذين يعيشون على الأراضي اللبنانية، لا يزالون عاجزين عن إيجاد الإطار التربوي، والوظيفي، والطبي، والمعيشي.. اللازم لهم، لكونهم لا يملكون جنسية لبنانية، وهم بأمسّ الحاجة إليها منذ سنوات طويلة، وذلك بمعزل عن الاعتبارات الطائفية، والديموغرافية، والسياسية التي تتحكّم بهذا الملف.
فقد تعاني من هذا الواقع مجموعة متوفّرة ضمن جماعة معيّنة أكثر من غيرها. ولكن تلك الحالات موجودة في كل الطوائف تقريباً، من دون أن تُتعِب الدولة اللبنانية نفسها بتخصيص الوقت الكافي لدرس الملفات، ومن يستحقّ التجنيس أو لا، ومن يتوجّب الإسراع في هذا المسار من أجله أو لا.
الحضارة
أمر آخر أيضاً، وهو أنه إذا كان سبيلمان يعرف ما يفعله، من باب مهني، ومن زاوية منفعة مالية شرعيّة له، إلا أنه لا بدّ للدولة اللبنانية من أن تصرف ولو القليل من الوقت على أمر أساسي، وهو البحث في كيفيّة تمكين أي أجنبي من أن يشعر بقيمة فعليّة للجنسية اللبنانية، في ما لو مُنِحَت له، وليس بقيمة المقابل المادّي لتلك الخطوة فقط (المشاركة في بطولة دولية تحت العلم اللبناني).
فلبنان، هو البلد الذي لطالما تمتّع بنكهة فريدة من نوعها في الشرق، والبلد الذي كنّا نحبّ لو يتسنّى للأجنبي الذي يُمنَح جنسيّته أن يشعر، تماماً كما يشعر اللبناني الذي يمتلك الجنسية الأميركية، أو الفرنسية، أو البريطانية...
فنحن لسنا بلد "الشحادة"، ولا بلد الممرّ وصندوق البريد، بل بلد الحضارة، وصِلَة الوصل الحقيقية والأصليّة بين الشرق والغرب، وهو الدور الذي بات الكثير من بلدان منطقتنا يتسابقون عليه منذ سنوات قليلة.
تجارة سياسية
دعا مصدر مُطَّلِع الى "ضرورة البحث أوّلاً عن حقيقة أهل كل من يطالب بالحصول على الجنسية اللبنانية، وهو موجود على الأراضي اللبنانية. فهؤلاء ليسوا مولودين كلّهم من لبنانيّين بالضّرورة، ولا بدّ من التأكّد من تفاصيل كل ملف".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الدولة اللبنانية لا تسأل عن تلك التفاصيل، ولا تهتمّ بشيء، وهي حوّلت منح الجنسية الى تجارة سياسية منذ زمن طويل. فعلى سبيل المثال، بعض الأشخاص لا يعرفون أصلاً من هم أهلهم، ولا يوجد أي إثبات يقول إنهم ولدوا من أبوَيْن لبنانيَّيْن، وهم يطالبون بالجنسيّة اللبنانية، ويعانون على مستويات عدّة من جراء عدم امتلاكها. ولكن وضعهم يحتاج الى بحث وحلول من نوع آخر، لا ترتبط بالحصول على الجنسيّة اللبنانية حصراً، خصوصاً أن عدداً لا بأس به منهم ليسوا لبنانيّين لا من ناحية الأب، ولا من جانب الأمّ".
تحايُل
ولفت المصدر الى أنه "إذا كان الولد مولوداً من أب لبناني، يجب أن يُمنَح جنسيّة الأب طبعاً. وأما إذا كان مولوداً من أم لبنانية، فمنحه الجنسية يحتاج الى قانون، فيما هذا الأخير يتطلّب التدقيق ببعض الأمور أيضاً. فلا يجب السماح بتكرار أخطاء الماضي، عندما جُنِّسَ الآلاف من المسلمين، مقابل القليل جدّاً من المسيحيّين".
وأضاف:"هذه نقطة غير طائفية، بل هي واجبة حتى لا تتحوّل فئة لبنانية الى "مهجّرة" داخل بلدها. فمنح الجنسيّة اللبنانية يحصل أحياناً بتحايُل، وتحقيقاً لأهداف سياسية، ومن الواجب التحذير من ذلك لأن البلد لأهله جميعاً، وليس للباحثين عن تحقيق أهداف سياسية".
وختم داعياً "كل لبناني مولود في لبنان الى تفعيل الشّعور بلبنانيّته، والى عَدَم التخلّي عن جنسيّته بالممارسة والسلوك، في كل مرّة يهاجر أو ينتقل فيها الى الخارج".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|