نصف سنة مرّ ولا رئيس للجمهورية... فماذا عن خيارات المعارضة؟
لا شك في أن الفترة المقبلة ما بعد مرحلة الأعياد لن تكون كسابقاتها على مستوى الاستحقاق الرئاسي. إذ يبدو أن قوى المعارضة تكثف لقاءاتها حالياً، على الرغم من أن اجتماعاتها لم تتوقف خلال الفترة السابقة.
ولا شك أيضاً في أن الاستحقاق الرئاسي الذي يكلّله الفراغ منذ أكثر من ستة أشهر، لا يمكن التعامل معه حالياً، كما لو أنه فراغ جديد أو مستحدث، إذ إن نصف سنة مرّ حتى الآن على الشغور واللارئيس.
وأمام كل هذه التحديات، سؤال مشروع ماذا تفعل المعارضة؟
يؤكد عضو كتلة نواب الكتائب النائب الياس حنكش لـ"النهار" أن "التنسيق لم يتوقف بين الكتل والقوى المعارضة. التشاور ينطلق دوماً من حساسية المرحلة التي وصلنا إليها، والتي تبدو كارثية، يوماً بعد يوم".
إن توجيه السؤال إلى المعارضة لا يعفي القوى الأخرى أو الكتل النيابية الوازنة من مسؤولياتها، لاسيما إذا سلّمنا بمنطق المعارضة، وهو أن هذه الكتل هي من تعرقل ومن تضع العصي في الدواليب. إنما لطالما بدت هذه الكتل الموالية كما لو أنها جسم واحد، أو أقله لا تظهر اختلافاتها إلى العلن، بل غالباً ما تسير بموقف واحد – موحّد، إن كان لجهة عدم تسمية رئيس واعتمادها التصويت بالورقة البيضاء في كل الدورات الانتخابية التي جرت حتى الساعة.
في المقابل، يبدو التشرذم في صفوف المعارضة، وأحياناً في الصف الواحد كما جرى مراراً في صفوف نواب "التغيير" أو المستقلين.
اليوم، تبدو المرحلة أكثر سوداوية، وخصوصاً أن التحركات الخارجية لنواب المعارضة لم تتوقف، من باريس إلى واشنطن، إلى غيرها من عواصم القرار، حيث تتوالى الوفود النيابية، لشرح وجهة نظرها من الملفات النيابية، وخصوصاً من نقطتين أساسيتين: الانتخابات الرئاسية والملف الاقتصادي وفي مقدمه ملف صندوق النقد.
رئاسياً، هل يمكن القول إن رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض لا يزال مرشح المعارضة؟. يجيب حنكش: " نحن لا نزال مع مرشحنا ميشال معوض، أو مع أي مرشح يتمتع بالمواصفات نفسها ويجمع حوله قوى المعارضة، أي أن يكون له ثقل المعارضة ورصيدها كقوى مجتمعة".
أخيراً، لفتت حركة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الخارجية، إذ زار فرنسا مرتين في غضون أسبوعين، وهو سبق ولمح إلى إمكان التعطيل في حال فرض الفريق الآخر مرشحه. فهل لا يزال هذا الخيار مطروحاً كتائبياً، وماذا عن تقاطعه مع الأحزاب الأخرى؟.
يشدد حنكش على أن "الكتائب تضع خيار التعطيل في إطار الموقف التوحيدي الذي يمكن أن تلجأ إليه المعارضة ككل، ضمن أدبيات السياسة، وفي مرحلة معينة، أي تحديداً إذا فرض فريق 8 آذار مقاربات تشريعية أو انتخابية، في اطار الفرض أو الضغط السياسي. وفي الأساس، لن نلجأ إلى التعطيل إلا من باب الخيارات الموحدة، كي تكون له نتائجه".
هكذا، مرّ نصف العام بلا رئيس للجمهورية... فأي خيارات تحتملها بعد هذه البلاد التي باتت في قلب كرة النار؟!
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|