يُجنِّدون سفراء للبنان في العالم... دليلُ السّائح و"عيونو"
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
مهنةٌ سياحيّة منسيّة في بلدٍ سياحيّ بامتياز يتحضّر لاستقبال زحفٍ من السيّاح والمُغتربين في الأشهر المُقبلة. مُهمّتهم اختصار جمال لبنان وتاريخه والحضارات التي تعاقبت عليه عبر معلومات مُكثّفة وفي ساعات قليلة، أما غايتهم القصوى فهي تجنيد سفراء للبنان في العالم، سيّاحٌ يزورون وطننا ويحلمون بالعودة يوماً ما الى ربوعه.
أدلاء السياحة، ينشطون على طول الخارطة لإرشاد السيّاح الى أجمل ما في بلدنا ونقل أبهى صورة عن وطن الحضارات والإرث الكبير، وعن الزّمن الجميل.
يشرح العضو في نقابة الأدلاء السياحيّين جان كلود حوّاط أنه "يُمكن لأيّ شخص يرغب بممارسة المهنة أن يتخصّص في الجامعة اللبنانيّة أو أن يخضع لدورة في المعهد السياحي في وزارة السياحة ويحصل على إذنٍ بمزاولة هذه المهنة من الوزارة"، مشيراً الى أنه في لبنان "هناك زهاء 350 مرشداً سياحيّاً، 100 منهم فقط في النقابة"، ويُضيف في معرض حديثه عن هذه المهنة الحرّة: "زاد عملنا بصورة غير مسبوقة منذ بداية الـ2023، وموسم الصيف المقبل سيكون ممتازاً، والملاحظ أنّ السياحة في لبنان لم تعد تقتصر على أشهر مُحدّدة، بل باتت تمتدّ طوال السنة".
ويوضح حوّاط: "هناك نوعان من المُرشدين السياحيّين، الأول محلي، ويعيش ضمن نطاق منطقة سياحيّة معيّنة ويحضر عند الطلب ويتقاضى حوالي 20 دولاراً على الجولة في المعلم السياحي، والدليل الذي يتم حجزه مسبقاًَ من خلال مكتب سفر وسياحة، ويحصل على 100 الى 120 دولاراً مقابل جولة على عددٍ من المعالم في اليوم الواحد مع مجموعة من السيّاح"، مفنّداً أنواع السياحة في لبنان: "السياحة الثقافيّة في المعالم الأثرية، السياحة الدينيّة في المعالم الدينيّة لمختلف الديانات، وتجذب الأوروبيّين بشكلٍ خاصّ، والسياحة البيئيّة التي راجت بشكلٍ خاصّ خلال جائحة "كورونا"، أضف الى ذلك السياحة الريفيّة الجاذب الكبير للسيّاح الذين يسألون دوماً عن بيوت الضيافة ويطلبون زيارتها في عدد كبير من المناطق".
ما هي الوجهات المفضّلة لدى السيّاح؟ يُجيب: "في المرتبة الأولى قلعة بعلبك، ثمّ بيبلوس التي يدرُس عنها التلامذة في المناهج الفرنسيّة، فمغارة جعيتا التي تجذب السيّاح العرب والخليجيّين، ومتحف بيروت الوطني الذي يعتبره السيّاح من المحطات الضروريّة خلال جولتهم في لبنان ويعبّرون عن إعجابهم بما فيه من كنوز أثريّة، فضلاً عن وادي قنّوبين وغابة الأرز، وبيت الدين ودير القمر"، كاشفاً أنه "يُطلب منّا من قبل بعض المتحدّرين من أصل لبناني يزورون لبنان لأول مرّة أن نُساعدهم في مهمة البحث عن أصولهم وبيوت أجدادهم في قراهم، والفرحة تكون كبيرة جدّاً عندما يصلون الى خواتيم سعيدة".
ويحذّر المرشد المتمرّس من "ظاهرة الأدلاء غير المرخّصين الذين يتعدّون على هذه المهنة ويدلون بمعلومات مغلوطة عن بعض المناطق والمعالم، وقد باتوا كثراً"، ويقول "يخضع الأدلاء لدورات تدريبيّة دائمة ولا يُمكن لأيّ شخص أن يُمارس هذه المهنة".
"يعتقد بعض السيّاح أنّ لبنان صحراء، ويشعرون بصدمة عندما يعاينون جماله وتنوّعه ويُعبّرون عن إعجاب كبير لبلدنا، والواقع هو أنّ الصحراء هي في عقول السياسيّين الذين يشوّهونه، أما نحن فعيون السيّاح، لأنهم يرون عبرنا لبنان الحقيقي".
في وقتٍ تضيع فيه بوصلة الوطن السياسيّة وتضع مصير شعب في مهبّ المجهول، بوصلة ومنارة السياحة ثابتتان. لذا، لا تسألوا السياسيّين بعد اليوم عن لبنان، إسألوا "السياحيّين"، لُبنانُهم مختلف، يعرفون الكثير عنه ويبشّرون بالخير الآتي منه...
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|