كيف يمكن تجنب مخاطر "الحمل الخطر" على الأم والجنين؟
"عندما قررت وزوجي الحمل، أجرينا الفحوص اللازمة للتأكد من صحتنا، والتأكد من عدم وجود أي مشكلات صحية قد تؤثر على صحة الجنين. وبالرغم من جهودنا، فإن الحمل أتت معه بعض التحديات. بدأت أعاني من إسهال قوي ومتواصل في الشهر الثالث من الحمل، وفي الشهر السادس، حدث نزيف غير طبيعي. وعندما زرت الطبيبة في الشهر الثامن، اكتشفت أن ضغط الدم عندي مرتفع جداً، مما اضطرها إلى التوصية بالولادة فوراً. لم أشعر بأي من أعراض ارتفاع الضغط من قبل في المنزل، ولم تظهر خلال مواعيدي عند الطبيبة". نادين وهي أم لطفلة واحدة، اختبرت الحمل الخطر الذي يتضمن مجموعة من التحديات والمضاعفات الصحية التي يمكن أن تؤثر على صحة الجنين وصحة الأم. تختم قائلة "أبلغتني الطبيبة أنه لا يمكنني الحمل مرة أخرى، لأن هذا سيشكل خطرًا عليّ وعلى جنيني".
الحمل الخطر
الحمل الخطر هو كل حالة يتعرض فيها الجنين و/أو الأم لمخاطر صحية خلال فترة الحمل. يمكن أن يكون السبب وضع الأم الصحي العام، كأن تعاني مثلا من السكري، ارتفاع ضغط الدم، الليف، السرطان.. أو بسبب مشكلات تنتج عن الحمل نفسه.
على الرغم من أن مصطلح "الحمل الخطر" يمكن أن يبدو مخيفًا، إلّا أنه لا يعني بالضرورة أن الحمل لن يكتمل بنجاح. فمع المتابعة الطبية المناسبة يمكن تجنب المضاعفات وحماية صحة الأم والجنين، خصوصاً بعد التطور الطبي الكبير.
حسب الطبيب النسائي المتخصص بالحمل ذات المخاطر والطب الجيني، الدكتور أندرو حداد، فإن "عمر الأم عامل أساسي في خطر الإصابة بمضاعفات الحمل والولادة. فالنساء اللواتي تقل أعمارهن عن 17 عامًا أو يزيد عمرهن عن 35 عامًا معرضات أكثر من سواهن".
في بعض الأحيان، يمكن لبعض حالات الجنين، وأحياناً جيناته، أن تشكل خطرًا على الحمل والأم. يقول حداد "إذا كان عند الطفل مرض وراثي أو أي تغيير في الحمض النووي قد يؤدي إلى مرض وراثي، يمكن أن يتسبب في الحمل الخطر. ويؤدي زواج الأقارب إلى ارتفاع حدوث مثل هذه الأمراض".
يضيف "ممكن أن تبدأ بعض العوارض للحمل الخطر بالظهور في الأشهر الأولى. كما يمكن أن تحصل في أي شهر من الحمل. فارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل مثلاً، يظهرعموماً بعد الأسبوع الـ20 من الحمل. وفي الحالات السيئة، يمكن أن يصاحب الحمل رؤية ضبابية ونزيف وصداع، قد تزداد شدتها وتكرارها مع تقدم أشهر الحمل، مما قد يضطر إلى توليد الطفل قبل أوانه. وفي بعض الحالات يضطر إلى التضحية بالجنين لإنقاذ الأم. وتتحول لتسمم حملي، كما يمكن معالجتها، فلا تتطور".
الدكتور حداد في غرفة العمليات
حالات نادرة
يشير الدكتور حداد إلى أن تعبير "الحمل ذات المخاطر" يشمل أنواع متعددة، منها النادرة ومنها الأكثر رواجاً. ففي لبنان والشرق الأوسط، تنتشر بعض الأمراض الوراثية كالتلاسيميا وحمى البحر المتوسط وغيرها. وهي تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خلال الحمل. فمثلاً، حمى البحر المتوسط قد تتسبب في التهاب في الجسم، ينتج عنه أعراض كارتفاع الحرارة لدى الأم، والألم في البطن والصدر والمفاصل، بالإضافة إلى الاحمرار والتهاب الجلد. يضيف "الخطر الأول يتمثل في احتمال أن يرث الجنين جينات هذا المرض بنسبة 50% إذا كان الأب حاملًا لجينات هذا المرض والأم مصابة به، والخطر الثاني يتمثل في إمكانية حدوث التهاب في جسم الأم الحامل، مما يزيد من احتمال التعرض للإجهاض المتكرر أو الولادة المبكرة أو تسمم الحمل أو حتى فقدانه".
في بعض الحالات الصعبة التي تختبرها المرأة، يصعب عليها الحمل مرة أخرى. ويؤكد حداد أن "هناك شروطًا قد تجبرنا على إبلاغ المريضة بأن الحمل قد يشكل خطراً عليها، وبالتالي من الأفضل تجنبه، مثل بعض أمراض القلب، وارتفاع ضغط الشرايين الرئوية، والصمام الميكانيكي، ومرض الكلى في مراحله المتقدمة".
حداد الذي يعمل في Hackensack University Medical Center في الولايات المتحدة، وهو في زيارة إلى لبنان، يقول إنه في حالات نادرة نضطر إلى التدخل الجراحي للجنين لتجنب فقدانه. ويروي حالة نادرة تابعها قبل أشهر قليلة، حين عاين مريضة كان جنينها، وهي فتاة، تعاني من امتلاء رئتيها بالماء مما عرقل نموها. فاضطررنا لثقب صدر الجنين وتثبيت أنبوب في رئتيها لإفراغ الماء منها باستمرار والسماح لها بالنمو الطبيعي. وبعد أشهر، تحسنت ونمت رئتا الطفلة وولدت بصحة جيدة".
المتابعة تجنب الأسوأ
هذه القصة تعكس تطور الطب والنسب العالية لإمكانية إنقاذ الطفل والأم معاً.
صحيح أن نسبة الحمل الخطر تصيب فئة كبيرة من النساء حول العالم، إلّا ان الحلول ممكنة ويمكن تجنب التداعيات السلبية لكثير من الحالات. كما يمكن بالمتابعة الدقيقة للنساء اللواتي يتم تشخيصهن بالحمل الخطر أن يحصلن على العلاجات والمتابعة المناسبة. ويلفت حداد إلى أنه "يمكن تجنب الكثير من مضاعفات بعض الأمراض من خلال التواصل الدائم بين الطبيب والمرأة الحامل واطلاعه على تاريخها الطبي. كما أن من بين الإجراءات الضرورية إجراء فحص الإيكو في الثلث الأول من الحمل ومن ثم في الثلث الثاني، وبعدها في كل شهر للتحقق من نمو الجنين، وأخيرًا في الربع الثالث على الأقل مرة أسبوعيًا، حسب الحالة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|