دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
هل حُصرت المعركة بين فرنجية وقائد الجيش؟
يشير مصدر ديبلوماسي بارز ومعني بمتابعة تطورات الملف اللبناني الى أن لبنان مقبل على ثلاثة احتمالات خلال الأشهر المقبلة هي أولاً: الرضوخ لمرشح "حزب الله" المدعوم فرنسياً سليمان فرنجية، ثانياً: توافق إيراني – أميركي على انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون، ثالثاً: فراغ في السلطة سيؤدّي في حال استمراره الى مؤتمر تأسيسي لن يكون لمصلحة المسيحيين، أو الى تعديل للطائف.
ويقول المصدر إن الوضع الرئاسي ما زال ضبابياً، فمن جهةٍ، الثنائي الشيعي يدعم انتخاب سليمان فرنجية، لكنه حتى الآن يعجز عن تأمين فرص نجاحه، لمعارضة الأكثرية المسيحية التي ترفض الاقتراع له وهي تهدّد بتعطيل هذه الانتخابات في حال عدم التوافق على مرشّح آخر. وليس هناك إجماع داخل المجموعة الخماسية لمصلحته، وهذا يؤدي الى استنتاج أن الواقع يتطلب البحث عن حلّ آخر لانتخاب رئيس متحرر من الطبقة السياسية الفاسدة وقادر على توحيد البلد بعدما تعمّق الانهيار وتفكّكت مفاصل الدولة.
ويرى المصدر أن باريس ما زالت تدعم انتخاب فرنجية الذي يشكل حالياً "الحل الممكن" لأنه ما زال المرشح الوحيد المعلن، وأن البلد نظراً الى وضعه السياسي والاجتماعي والمالي والاقتصادي لا يمكنه تحمّل الفراغ المؤسساتي الذي قد يؤدّي الى اضطرابات اجتماعية أو حتى أمنية. ولكن حتى الآن لا إجماع داخل مجموعة الخمس لدعم ترشيح فرنجية. فالرياض ترفض الدخول في بازار الأسماء وهي تضع مواصفات الرئيس المقبل. وواشنطن لم تعلن دعمها لهذا الترشيح بل هي تنتقد المقايضة الفرنسية التي تقوم على انتخاب فرنجية رئيساً ونواف سلام رئيساً للحكومة وتطالب بتحرك داخلي لسد الفراغ. حتى إن المصدر ينوّه بأن باريس عدلت أخيراً موقفها من هذه المقايضة وهي مستمرة فقط بدعم فرنجية على أن يتم التوافق على رئيس الحكومة في ما بعد، فيما مصر لا تؤيّد هذا الترشيح وقطر تنسّق مع السعودية. أما في الداخل فإن انتخاب فرنجية يحتاج الى موافقة إحدى القوى المسيحية أي استدراج "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل للسير بهذا الخيار ضمن مقايضة هذا الدعم ببعض الامتيازات، لكن حتى الآن ما زال الطريق غير معبّد أمام هذا الخيار.
أما الاحتمال الثاني وفق هذا المصدر فهو التوافق على انتخاب قائد الجيش جوزف عون، وهذا احتمال مرجّح إذا توحّدت القوى المعارضة لدعم العماد جوزف عون بغطاء أميركي مدعوم من الإيرانيين. وهو غير مستبعد وفق المصدر. فترجيح كفة قائد الجيش يحتاج الى مطالبة واشنطن لطهران بتأمين انتخابه من خلال مقايضة إقليمية. وظهر أخيراً تخوّف فرنسي من ذلك لأنه سيقضي على المبادرة الفرنسية الداعمة لترشيح فرنجية. فهل تطالب واشنطن طهران بدعم انتخاب عون؟ ويُذكر أن واشنطن هي التي أمنت اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وهذا الاتفاق إذا حصل يحتاج الى موافقة "حزب الله". ويمكن لباريس أن تؤدّي دوراً في دخولها على هذا الخط للمساعدة على نجاح هذه المقايضة كما حدث في الاتفاق على ترسيم الحدود حيث أدّت دور الوسيط مع الحزب. وهذا الترشيح سيجد دعماً داخل المجموعة الخماسية من جهة وعند الأطراف المسيحية كـ"القوات اللبنانية" وفريق من داخل "التيار الوطني الحر" الذي لا يعارض انتخاب قائد الجيش، بل يحبّذه. ويرى هذا المصدر أن المعركة الرئاسية في لبنان باتت شبه محصورة بين اسمَي فرنجية أو عون، أما حظوظ بقية المرشحين فأضحت متراجعة جداً.
أما إذا استمرّ عدم التوافق بين القوى الفاعلة على أحد المرشحين فالبلد مقبل على التعطيل المتبادل وقد يؤدي ذلك الى أزمة حكم يمكن أن تستمر شهوراً عديدة والى إعادة النظر في مندرجات اتفاق الطائف والتحوّل الى مؤتمر تأسيسي جديد سيخسر بالطبع المسيحيون من خلاله العديد من الصلاحيات. فهل سيحثّ ذلك القوى المسيحية على التنازل عن مطالبها لمصلحة أحد المرشحين؟
ويشير المصدر إلى أن الحل السياسي غير متوفر حالياً ولا وجود لدى الدول الداعمة لخطة "ب". ويحتاج ذلك الى مزيد من الوقت، أي أشهر، لإنجازها وقد يمتد الفراغ الرئاسي حتى تموز المقبل وهو الحد الذي وضعه المجتمع الدولي للتدخل بقوة من أجل فرض صيغة على اللاعبين في الملعب اللبناني في حال عدم توافقهم، لأن هذا الفراغ سيؤدي الى وضع هشّ يثير مخاوف العديد من الدول الداعمة للبنان والتي تخشى الانفجار.
ويرى المصدر أن انتخاب عون أو فرنجية قد يؤدّي الى سدّ الفراغ الرئاسي لكنه لن يؤدي الى حلّ الأزمة السياسية والقيام بالإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي لإنهاض البلد بل هو استمرار لإدارة الأزمة بانتظار عودة الثقة المفقودة بالدولة اللبنانية والتطورات الإقليمية التي تعمل على إعادة ترسيم للشرق الأوسط.
"النهار" - سمير تويني
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|