محفوض: إذا جلسة ٩ تهريبة فلن يكون لكم رئيس تهريبة من اللي بيوقف بالصف
متلازمة ستوكهولم اللبنانية
متلازمة ستوكهولم هي حالة نفسية تُصيب الإنسان عندما يتعاطف ويتعاون مع عدوه أو من أساء اليه بشكل من الاشكال، وقد تصل الى مستوى ظهور بعض علامات الولاء له وحتى لدرجة الدفاع عنه والتضامن معه.
هذا المرض النفسي الذي يُصيب الفرد كما حدده علماء النفس إبتلى به الإنسان اللبناني شعباً وقادةً على السواء وبنفس المستوى ولكن بعوارض مختلفة، فالشعب اللبناني يعاني من الفقر والذل والحرمان نتيجة ولائه الاعمى لقادته وعوارض المتلازمة عند القادة أنها تحرمهم من سيادتهم وإستقلالية قرارهم والقدرة على بناء دولة حقيقية بمعايير القانون والعدالة والحوكمة الرشيدة نتيجة تعاونهم وولائهم لخاطفهم وآسرهم الخارجي وهذه المتلازمة اللبنانية صبغت السياسة اللبنانية منذ عقود وجعلت التربة في لبنان صالحة للتسويات (وليس الحلول) والخلافات (واحياناً حروب) وتُعتبر هذه المعادلة الدائرية (تسوية - خلاف...) ذات الفترات الزمنية المتقطعة من الثوابت والمبادئ الوطنية اللبنانية كوحدة لبنان والعيش المشترك والعدو الإسرائيلي...
المرحلة الحالية في هذه الدوامة، هي مرحلة المواجهات وهي على مستويين، أولهما بين الأطراف الداخلية ويتجلى في الصراعات السياسية، الاقتصادية، المالية والشعبية بعناوين متعددة ومتنوعة (انتخاب رئيس جمهورية، صلاحيات حكومة تصريف اعمال، ملف النزوح السوري…) وإعتمدت هذه الأطراف في خلافاتها على ما يُسمى في العلم العسكري "حرب الإستنزاف" ويُعتمد هذا الأسلوب عندما تتيقن الأطراف المتقاتلة الى أن الوسائل الأخرى ستؤدي الى الفشل أو إنها غير ممكنة عملياً مراهنين على عامل الوقت للضغط على العدو لدفعه الى الانهيار والاستسلام وعادة تكون بين أطراف متقاربي القدرات والامكانيات، وهذه هي حالة الأطراف المتصارعة في لبنان حالياً من أحزاب موالاة ومعارضة ومجموعات التغييريين والسياديين والخ…أما المستوى الثاني من المواجهة فهو بين القوى المحلية وآسريهم من قوى إقليمية ودولية وتتجلى صور هذه المواجهة في عدم إعلان هذه القوى الإقليمية والدولية عن موقف صريح فيما خص الانتخابات الرئاسية، فوزير خارجية إيران دعا الأطراف الداخلية الى التوافق على مرشح والسفير السعودي لم يضع فيتو على أي مرشح ولم يدعم احد ودعا ايضاً الى الاتفاق ما بين الأطراف اللبنانية والدول الغربية تدعو الى رئيس مهمته الأساسية تنفيذ الإصلاحات السياسية والمالية والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وبالتالي فإن مصير هذه المواجهة يعتمد على مدى قدرة الفرقاء الداخليين على الصمود في مواقفهم بإنتظار جلاء الصورة أكثر في المواقف الخارجية في ظل تصاعد الازمات السياسية والاقتصادية في الداخل اللبناني وتنطبق حالة هذه المواجهة على قول للكاتب والدكتور الإيراني "علي شريعتي": عندما يدعوك أحدهم الى الصلاة والتضرع الى الله وفي الوقت ذاته يكون منزلك مشتعلاً ، فاعلم بأنها دعوة غير بريئة، لأن الاهتمام بغير إطفاء الحريق والانشغال بأمر آخر حتى لو كان عملاً مقدساً فهو الانتحار لك ولاهل منزلك لذلك فمن الأولى أن تُطفئ حريق منزلك ومن ثم الذهاب الى الصلاة.
يتطابق وضع السياسيين في لبنان، المنادون بالسيادة والاستقلال وحرية القرار مع حالة طير في قفص ووُضع هذا القفص في صالة مقفلة ومن ثم فتح باب القفص فخرج الطير من القفص وظن نفسه حراً طليقاً ومستقلاً وصاحب قرار بالطيران أو عدمه، انه شعور خاطئ وكاذب بالحرية والسيادة، لأن الأسير الذي يعلم انه مأسوراً يفكر ويعمل على فك اسره فبينما الذي لا يعرف أنه أسير ويشعر بالحرية فشعوره وهم وكذب وهو يشكر الله ويحمده على تلك الحرية المزيفة.
نهاية الازمة في لبنان ستكون عندما يدرك أهل السياسة في لبنان الحقيقة وبأنهم ضمن صالة مقفلة والمخرج الوحيد منها هو بتعاونهم وبتنازلهم عن مصالحهم السلطوية الخاصة، وعندها سينتخبون رئيساً ويشكلون حكومة ويتوافقون مع صندوق النقد الدولي ويتفاوضون على الاستراتيجية الدفاعية…
المطلوب من القادة اللبنانيين ثلاثة أمور:
-الشفاء من متلازمة ستوكهولم
-إطفاء الحريق في المنزل قبل الذهاب الى الصلاة
-الخروج من القفص ومن الصالة المقفلة.
العميد المتقاعد طوني مخايل
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|