محليات

زحمة تسريبات “مفخخة” و”طبخة بحص”

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتزاحم الملفات الاقتصادية والسياسية والمالية على وقع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نهاية تشرين الأول، إذ أشعل قرار رفع الدولار الجمركي دولار السوق السوداء ليتخطى الـ33 ألف ليرة خلال ساعات قليلة، كما احترقت طبخة البحص الحكومية بعدما “دعس” بها النائب جبران باسيل مسرباً “أنباء مفخخة” عن أن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي سيعود إلى بعبدا أمس الخميس ناقلاً أجوبة معينة على الملاحظات التي أبداها الرئيس ميشال عون خلال لقاء الأربعاء حول التشكيلة الحكومية المرتقبة.

اقتصادياً، أحدث تسريب الكتاب الذي وجهه ميقاتي إلى وزير المالية يوسف خليل بشأن التوافق الحكومي على اعتماد سعر 20 ألف ليرة للدولار الجمركي بلبلة في البلد، الأمر الذي دفع ميقاتي إلى المسارعة للاجتماع مع الأخير لتطويق تداعيات الموضوع، في حين منحت لجنة المال والموازنة النيابية الحكومة مهلة “أسبوع إضافي وأخير” بغية حسم أرقام إيراداتها ونفقاتها وتحديد الأثر الذي ستخلّفه تسعيرة الدولار الجمركي الجديدة على المواطنين.


في هذا المجال، أكد الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان عن تداعيات قرار رفع الدولار الجمركي واصفاً إياه بالخطوة الناقصة، وقال لـ”الشرق الأوسط”، “عملياً رفع الدولار الجمركي لا يؤثر إلا على المستهلك مع الارتفاع الحتمي لأسعار المواد الاستهلاكية، لا سيما أن المشكلة في لبنان تكمن في أنه ليس لدينا اكتفاء ذاتي واقتصادنا استهلاكي بامتياز بحيث نعتمد على الاستيراد بنسبة 90 في المئة”.


وأضاف أبو سليمان، “القول إن الأساسيات لن يشملها الدولار الجمركي غير صحيح لأنه في الواقع الكماليات أصبحت من المواد الاستهلاكية الأساسية في حياة اللبنانيين”، متوقعاً أن يتراوح ارتفاع الأسعار بين 5 و30 في المئة. لقراءة المقال كاملاً اضغط على الرابط: إيرادات رفع الدولار الجمركي وهمية ولا سقف للدولار

في المقابل، استغربت أوساط عبر “الجمهورية” طريقة التعاطي الرسمي مع ملف الدولار الجمركي، وتقاذف المسؤوليات من جهة الى أخرى، تهرّباً من مواجهة الحقائق. واشارت الى ان القوى السياسية لا تزال تتصرف إزاء هذا الملف استناداً الى حسابات شعبوية وكأن الانتخابات النيابية لم تحصل، مشيرة الى ان هناك ضرورة كما يبدو للفت انتباه تلك القوى الى انّ الانتخابات انتهت وان هناك قرارات صعبة يجب اتخاذها لمواجهة الازمة وتداعياتها.

وشددت الأوساط على أن نحو 80 في المئة من السلع التي تهم المواطن لا يشملها رفع الدولار الجمركي، وأن الـ20 في المئة المتبقية تتضمن في معظمها السيارات والكماليات، معتبرة انه أصبح مُلحاً اتخاذ هذا القرار لتغطية جزء من النفقات الضرورية للدولة.

مالياً، تربط مصادر “الشرق الأوسط” ارتفاع الدولار الذي تجاوز الـ33 ألف ليرة في السوق السوداء، أمس الخميس، ببدء الحديث عن الدولار الجمركي، وتقول، “كما ساهم في تفعيل المضاربات التوجه الرسمي لمضاعفة سعر الدولار الجمركي من 1515 ليرة إلى 20 ألف ليرة دفعة واحدة، وسط إقرار مسبق بالعجز عن ضبط فلتان أسعار الاستهلاك وحماية السلع غير المشمولة بالتعديل الكبير لاحتساب رسوم الاستيراد والجمارك. فضلاً عن العجز المشهود في وقف التهريب عبر الحدود البرية”.

وتلفت إلى أنه “يضاف إلى هذه العوامل، إقدام مصرف لبنان على خفض نسبة استفادة شركات استيراد المحروقات من إجراء المبادلات النقدية عبر منصة صيرفة من 85 في المئة إلى 70 في المئة، وسط ترقب بمتابعة هذا الخفض تدريجياً خلال الأسابيع المقبلة، مما سيحوّل تلقائياً كامل الطلب لتغطية مستوردات المواد النفطية إلى الأسواق غير النظامية، وبالتالي مضاعفة حجم الطلب اليومي. علماً بأن تهريب مادة البنزين تحديداً بسبب فارق السعر في السوق السورية يزيد من فاتورة الاستيراد”.

حكومياً، تنوعت الروايات حول اللقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي، فوفق السيناريو المعهود نفسه، لم تدم مفاعيل اجتماع قصر بعبدا أكثر من 24 ساعة ليسارع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى “سحب البساط” العوني من تحت أقدام الرئيس المكلف و”فركشة” خطواته نحو استعادة الودّ والتقارب مع رئيس الجمهورية ميشال عون على نية التأليف، فبادر باسيل بدايةً إلى تسريب “أنباء مفخخة” عبر إعلام 8 آذار تفيد بأن يقاتي سيعود إلى بعبدا أمس الخميس ناقلاً أجوبة معينة على الملاحظات التي أبداها الرئيس ميشال عون خلال لقاء الأربعاء حول التشكيلة الحكومية المرتقبة، “للإيحاء بأنّ الرئيس المكلف عاد إلى عادة التلكؤ والتباطؤ في التشاور مع رئيس الجمهورية بمجرد عدم عودته إلى قصر بعبدا (أمس) لعدم وجود رغبة صادقة لديه في تشكيل حكومة جديدة قبل نهاية العهد”، كما رأت أوساط حكومية، ليستأنف في ضوء ذلك رئيس “التيار الوطني” هجومه الإعلامي على ميقاتي خلال الساعات الأخيرة، مجدداً الاقتباس عن لسانه قوله أمام عدد من الوزراء: “مش حرزانة نشكّل حكومة”.

من جهة أخرى، رجّحت أوساط سياسية مطلعة لـ”الجمهورية” الّا يُسفر الحراك المتجدد على المسار الحكومي الى نتائج فورية، مستبعدة ان تسفر زيارة ميقاتي الأخيرة لقصر بعبدا الى إنهاء المأزق الحكومي في وقت عاجل. وأبدَت هذه الاوساط خشيتها من ان تكون محاولة الخرق الأخيرة مجرد عملية إلهاء بغية الايحاء بأنّ هناك مسعى جديا للتشكيل ولرفع المسؤوليات في التقصير او العرقلة من هذا الجانب او ذاك.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا