عبداللهيان لـلحزب: لا تستفزوا السعودية
مسألتان أساسيتان بحثهما مع الأمين العام للحزب وزيرُ الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حين زار لبنان. مسألتان تواكبان الاتفاق الإيراني - السعودي في لبنان والمنطقة. وهما نقطتان حضرتا أيضاً في لقاء عقده الأمين العام للحزب مع الرئيس السوري بشار الأسد بعدما غادر عبد اللهيان بيروت، وقبل أن يصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا.
وحسب معلومات "أساس" فإنّ نصرالله شارك في جانب من اللقاءات بين الأسد ورئيسي. وبعض المعلومات تشير إلى أنّه عقد لقاء ثلاثي بينهم جرى خلاله البحث في مختلف الملفّات.
لبنان وسوريا
أما المسألتان اللتان بحثهما عبد اللهيان ونصرالله فهما:
- الأولى تركّزت على الملف اللبناني الداخلي، وعنوانها تكليف كامل للحزب، ملؤه الثقة، بإدارة ملفّ انتخابات رئاسة الجمهورية والاستحقاقات الداخلية اللبنانية، بدون أن تقدم إيران على أيّ تدخّل في هذا الملف. وهي أبلغت جميع القوى في الداخل والخارج بأنّ المرجع لمتابعة الانتخابات الرئاسية هو الحزب والأفرقاء اللبنانيون.
لكنّ الأهمّ هو ما قاله عبد اللهيان بوضوح حول ضرورة الانسجام مع الاتفاق الإيراني - السعودي، والسعي إلى تحقيقه وتطبيقه وتوسيع إطاره، لأنّ إيران حريصة عليه وعلى الانجازات التي يمكن أن تتحقّق بموجبه.
وكانت هناك نصيحة بعدم الذهاب إلى خيار رئاسي يؤدّي إلى استفزاز السعودية، وعدم انتخاب رئيس جمهورية في مواجهة مع المملكة. وإذا مضى الحزب في إصراره على سليمان فرنجية، فالأفضل أن يكون هناك رضى سعودي.
هذا الموقف في الأساس هو الذي كان يتّخذه الحزب منذ دعوته إلى الحوار، ومن خلال التنسيق بينه وبين فرنجية وصولاً إلى الضمانات التي قدّمها للسعوديين عبر الفرنسيين. وكان الحزب موافقاً عليها لطمأنة السعودية. وهذا موقف الرئيس نبيه برّي الذي أكّد أنّه لن يسير في تسوية بدون رضى السعودية.
- المسألة الثانية إقليمية الأبعاد، وترتبط بالملفّ السوري انطلاقاً من بوّابتين:
1- استعادة العلاقات العربية بدمشق، وهي جرت بالتنسيق بين سوريا وإيران.
2- الاجتماعات الرباعية التي تُعقد بين روسيا وإيران وتركيا وسوريا، وترتبط بملفّات عدّة على الساحة السورية، بعضها سياسي وبعضها الآخر أمنيّ وعسكري.
راحة إيران والسعودية
على خطّ استعادة العلاقات العربية - السورية، تركز النقاش على ضرورة إنجاح هذه المساعي، خاصة أنّ النظام في سوريا يحتاج إلى الارتياح والمساعدات العربية. وهو ما يُفترض أن يؤدّي إلى إراحة إيران اقتصادياً، مقابل ارتياح السعودية في اليمن.
يحدث الارتياح الإيراني في سوريا على قاعدة العودة العربية إليها والمساهمة في تقديم مساعدات للنظام. بينما تحفظ إيران وجودها من خلال الاتفاقات الاستثمارية والاقتصادية في سوريا، حيث طهران مرتاحة إلى وجودها. إذ لن يتمكّن أحد من إخراجها أو إضعاف نفوذها. وهذا ما جرت ترجمته خلال زيارة الرئيس الإيراني وتوقيع الاتفاقيات.
لكنّ ذلك يحتاج إلى خطوات من قبل الإيرانيين وحلفائهم على الجغرافيا السورية لتقديم بعض الطمأنة إلى الدول العربية. وهذا ما بدأ بتسليم معلومات استخبارية حول مهرّبي المخدّرات وضبط عمليات التهريب. لكنّ الأهمّ هو القيام بإجراءات ميدانية على الأرض تتعلّق بعمليات إعادة التموضع أو بالأحرى الانسحاب من نقاط متعدّدة وتخفيف الوجود العسكري.
مختبر سوريا العسكري
تشير مصادر متابعة إلى أنّ عملية إعادة التموضع الإيراني بدأت من خلال تخفيف الظهور العلني للقوات الإيرانية والحزب في دمشق، وتحديداً قبل زيارة وزير الخارجية السعودي للعاصمة السورية. إذ تمّ تفكيك حواجز، خصوصاً في منطقة جسر الرئيس المؤدّي إلى قصر المهاجرين، أو في محيط السيّدة زينب.
ومسألة إعادة التموضع التي يتمّ بحثها، تتركّز على إجراء انسحابات من بعض المواقع العسكرية الأساسية في شرق سوريا. وتحديداً في مدينة الميادين ومدينة البوكمال. وهذا مقابل الاحتفاظ بنقطة هناك مع عدد قليل من العناصر. وإعادة التموضع ستحصل في العاصمة السورية دمشق. وستكون هناك انسحابات من منطقة البادية السورية وفي محيط تدمر. وستُجري القوات الإيرانية وقوات الحزب إعادة تموضع في محافظة ريف دمشق وفي المناطق القريبة من الحدود اللبنانية - السورية. ويُفترض أن تتمركز الفرقة الرابعة وقوات أخرى من الجيش السوري في هذه المواقع.
تكشف المعلومات أنّ الشمال السوري، وتحديداً منطقة حلب، سيشهد أيضاً إعادة تموضع قوات لإيران والحزب. وهذا لا يرتبط فقط بالتقارب العربي مع دمشق، إنّما كذلك بمسارات الاجتماعات الرباعية بين روسيا وإيران وتركيا وسوريا. فالنظام السوري يريد جدولة الانسحاب العسكري التركي من الشمال السوري لعقد لقاء مع إردوغان. وهذا ما لم توافق عليه أنقرة حتى الآن، فيما الصيغة التي يعمل عليها الروس هي تراجع القوات التركية في الشمال السوري إلى شمال خطّ الـ M4 ، على أن تدخل إلى هناك قوات روسية وأخرى للنظام السوري، مقابل انسحاب الإيرانيين أيضاً. على أن تكون هذه الانسحابات اختباراً لهذه الآليّة في المرحلة المقبلة، خصوصاً ما سيقوم به النظام مع الروس في مسألة تقويض أيّ تحرّك للأكراد في تلك المنطقة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|