"مشروطة وليست مجانية... عودة سوريا هي بداية الطريق"!
لم يكن لتعويم أو تطبيع العلاقات العربية مع سوريا، الوقع نفسه على كل الدول العربية، وتحديداً الدول العربية التي لم تكن على وئامٍ مع النظام السوري طيلة السنوات الماضية، والتي بقيت تعارض ولو بعيداً عن الأضواء، قرار جامعة الدول العربية بإعادة سوريا إليها، وتمسّكت باعتماد معادلة "الخطوة خطوة" فيما وصفتها دول أخرى بالخطوة الرمزية.
أمّا على المقلب الدولي، فإن الرفض الغربي وتحديداً الأميركي، سيترك بصماته عل مجمل المشهد في الجامعة خلال القمة المرتقبة في جدة في التاسع عشر من الجاري، حيث تعتبر مصادر ديبلوماسية مطلعة، أنه من المبكر "التهليل" لما سيعكسه القرار على مستوى العلاقات بين واشنطن وحلفائها في الجامعة العربية.
وفي هذا المجال، تقول المصادر الديبلوماسية لـ"ليبانون ديبايت"، بأن التدقيق في حيثيات ودوافع الموقف العربي، يُظهر أن الولايات المتحدة الأميركية، وبمعزلٍ عن انتقادها للقرار، فهي غير قادرة على رفض أو اعتراض قرار حلفائها العرب وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وبالتالي، فإن واشنطن لا تستطيع أن تضغط في الملف السوري، إلاّ من باب البيانات والمزيد من العقوبات، من أجل الدفع نحو حل الأزمة السورية سياسياً.
وفي متابعتها لمسار وتطور المواقف الأميركية من الوضع السوري، تلفت هذه المصادر إلى أن واشنطن نأت بنفسها عن الملف السوري منذ عهد الرئيس دونالد ترمب، وتحديداً بعد قراره سحب القوات الأميركية الموجودة في سوريا والإبقاء على عدد قليل من جنودها هناك.
ومن هنا، فإن المصادر الديبلوماسية، تتحدث عن ثلاثة عوامل تحكم الموقف الأميركي من الوضع السوري، إذ أن كل ما يهمّ واشنطن، هو أن لا يكون لروسيا موطىء قدم عسكرياً في سوريا وقاعدة عسكرية على البحر الأبيض المتوسط أولاً، كما أن وجود وتنامي نفوذ إيران في سوريا يقلق أميركا، لأنها تشكل خطراً على إسرائيل ثانياً، وصولاً إلى حماية آبار النفط رغم قلّة عددها ومواجهة تنظيم "داعش" ثالثاً.
وعن تأثير الرفض الأميركي، تؤكد المصادر أنه "موجود، ولكنه لن يدفع نحو توجه الإدارة الأميركية إلى فرض موقفها على حلفائها العرب، وذلك لجهة تحديد شركائهم في الجامعة العربية، خصوصاً وأن بعض هؤلاء الشركاء، قد حرص على التأكيد أن عودة سوريا، هي بداية الطريق وليست نهاية المسار".
وبالتالي، ترى المصادر أن عودة سوريا "مشروطة وليست مجانية، وأبرز الشروط، تتمثل في استجابة النظام في سوريا للمطالب العربية بتسوية الأزمة السياسية وهي داخلية مئة بالمئة، كما بإعادة النازحين السوريين".
وعن عدم الرضى الأميركي، تقول المصادر إنه "ليس لواشنطن أن تفرض ما تريده على الدول العربية والجامعة العربية وواشنطن، خصوصاً وأنها لم تقدم شيئا للحل في سوريا وللضغط من أجل التعاون بين النظام والمعارضة وتسوية الأزم، باستثناء العقوبات.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|