تعيينات تلفزيون لبنان: "ما فينا نزعّل الرئيس برّي"!
أطلق وزير الإعلام زياد مكاري في كانون الأول من العام 2022 حملة على الحارس القضائي لتلفزيون لبنان فيفيان لبس بعد ورود تقارير إلى الوزارة عن مخالفات مالية وشكاوى من بعض الموظفين عن تعاطٍ كيدي من قبل لبس والدائرة المحيطة بها.
لذا طلب استرداد تلفزيون لبنان ليصبح بإدارة الوزير مباشرة، فاستبشر الموظفون خيراً على أمل أن يحصلوا أولاً على مستحقّاتهم المالية التي وعدوا بها وأن ينهضوا ثانياً بتلفزيون لبنان وذلك عبر إجراء تعيينات في المراكز الأساسية الشاغرة كمديرية البرامج والإنتاج.
صحيح أنّ مشاكل التلفزيون كثيرة ولكنها ليست عصيّة على المعالجة خصوصاً في حال وجدت النيّة، لذلك انكبّ الوزير زياد مكاري وفريق عمله على تحديد الأشخاص المؤهّلين لذلك عبر تعيين لجنة للبحث بالأسماء، ولكنها لم تجتمع أبداً وسلّمت بالتعيينات كما أتتها من مكتب وزير الإعلام.
وقد جاءت التعيينات، بحسب "نداء الوطن"، على الشكل التالي:
- وفاء حيدر (من الطائفة السنيّة) مساعد رئيس مجلس الإدارة – المدير العام لشؤون البرامج والإنتاج والأرشيف والـSocial Media وكافة الملفات التي يكلّفها بها الوزير بشأن التلفزيون، وهي الصلاحيات نفسها التي كانت بعهدة ندى صليبا (مارونية). وكانت حيدر مسؤولة عن الأخبار التي ترد في أسفل الشاشة. وأثار تعيينها استياء العديد من موظفي التلفزيون من أبناء الطائفة الكاثوليكية بسبب الصلاحيات الواسعة التي أعطيت لها خصوصاً أنّ الوزير لم يقم بتعيين كاثوليكي مستشاراً له لإدارة شؤون تلفزيون لبنان أسوة بما قام به الوزير السابق ملحم رياشي حين استردّ التلفزيون.
- عماد الطويل (شيعي) مساعد رئيس مجلس الإدارة – المدير العام لشؤون البثّ والإرسال والأمور التقنية.
- ألفرد عكر (ماروني) مدير الأرشيف وكان يشغل سابقاً منصب رئيس قسم المونتاج في مديرية الأخبار ويسجّل عليه أنّ خبرته في الأرشيف تكاد تكون معدومة، كما أنّ مؤهّلاته العلمية لا تسعفه.
- سليم قازان (أرثوذكسي) مدير مالي وكان في السابق رئيس دائرة العمليات ولا يتمتّع بالخبرة في إدارة حسابات الشركات.
- هيثم كالوت (شيعي) مدير برامج وإنتاج وكان سابقاً مهندساً للصوت لا يملك المؤهلات العلمية أو الخبرة لاستلام المنصب.
- آلان معلوف (كاثوليكي) مدير تقني، كان تقنياً في المديرية.
هذه التعيينات وقعت كالصاعقة على رؤوس العديد من الموظفين الذين تفاجأوا من الأسماء التي تمّ تعيينها خصوصاً أنّ بعضها تدور حوله شبهات فساد ولا يصلح للمواقع التي عيّن فيها.
لذلك قرّر الموظفون مراجعة الوزير، وكان جوابه يومها أنّ «هذا أفضل الممكن» وأنّه غير راضٍ عن بعض الأسماء ولكن كان مضطراً للسير بها. وعندما ألحّ بعض الموظفين عليه كان جوابه «ما فينا نزعّل الرئيس نبيه بري».
حالة من الاستياء تسود بين الموظفين في تلفزيون لبنان وقرّر بعضهم التقدّم بدعاوى قضائية باعتبارهم متضررين من التعيينات التي حصلت خصوصاً أنّ ممارسات تهميش يتعرّض لها بعض الموظفين من أصحاب الكفاءات وحاملي الشهادات، فيما قام البعض الآخر من الموظفين إما بتقديم استقالاتهم أو طلب إجازات غير مدفوعة.
الوضع في تلفزيون لبنان شديد السوء، فهل يصحّح الوزير مساره الإداري خصوصاً أنّ التعيينات الأخيرة فشلت في إحداث أي تغيير على الشاشة؟
وعليه يجوز السؤال: هل هذا الأداء سيكون نموذجاً للعهد الجديد في ما لو انتخب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية؟ إلى هذه الدرجة سيمون الرئيس برّي؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|