الصحافة

لقاء كليمنصو: باسيل الضحية الأولى

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يتفرّد وليد جنبلاط بين السياسيّين اللبنانيين في استدعاء الكاريكاتير السياسي على الرغم من تراجع هذا الفنّ الصحافي مع تراجع الصحافة المكتوبة، بعدما كان الكاريكاتير يمتدّ من الجرائد إلى التلفزيون في دلالة واضحة على رسوخه في المشهدين الصحافي والسياسي. لكنّ واقع الحال أنّ "استدارات" وليد بك التي تُلهم الكاريكاتيريست وتسعفهم أحياناً في الخروج من الرتابة والتكرار هي بالغة الجدّيّة لأنّها أحد الأدلّة الواضحة على التحوّلات الإقليمية والدولية التي تحكم المشهد اللبناني في كلّ مرحلة من المراحل.

المقارنة بين وليد جنبلاط ووالده كمال لناحية أسلوب تعامل كلّ منهما مع مثل  هذه التّحوّلات ليست راجحة ملزمة. فجنبلاط الأب وقف في وجه المعادلة الدولية والإقليمية التي رعت دخول القوات السورية إلى لبنان في العام 1976 فدفع حياته ثمناً لذلك. ومعلوم أنّ هذا الدخول لم يكن قراراً سوريّاً بحتاً، بل جاء من ضمن ترتيب إقليمي - دولي كانت واشنطن الطرف الرئيسي فيه. وأمّا وليد جنبلاط فهو لطالما ردّد القول المأثور: "عند صراع الأمم إحفظ رأسك"، وهو ما لم يفعله والده كمال الرجل الفريد في تاريخ السياسة اللبنانية. ولعلّ اغتياله قد علّم نجله درساً سياسيّاً راسخاً. فهو يدرك مخاطر معاندة المعادلات الدولية والإقليمية، أو بالحدّ الأدنى فهو يدرك حدود قدرته على معاندتها تبعاً لموازين القوى الداخلية والخارجية.

للتذكير فإنّ جنبلاط كان قد قال أمام الحشود التي زارت المختارة في الذكرى الـ87 لميلاد والده، في 6 أيلول 2004، أي بعد 4 أيّام على صدور القرار 1559 نتيجة التوافق الفرنسي الأميركي بشأن لبنان بعد قمّة النورماندي بين الرئيسين جاك شيراك وجورج بوش: "لا تخافوا، لم نعد وحدنا في العالم". وهذه عبارة لكمال جنبلاط استحضرها نجله وليد في ذلك النهار للقول إنّ ثمّة معادلة دولية - إقليمية جديدة تجاه لبنان ستلاقي جهود المعارضة اللبنانية لعهد الرئيس إميل لحود، وبالتالي للوصاية السورية على لبنان.

للمفارقة فإنّ رفيق الحريري دفع ثمن هذه المعادلة الجديدة، ولذلك فإنّ قول جنبلاط إنّ "السوريين دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري"، يعني ما يعنيه لجهة أنّ الاتفاق كما الخلاف بين الدولة الإقليمية صاحبة النفوذ الأكبر في لبنان وبين القوّة الدولية الأقوى، أي أميركا، كلاهما خطر. فكمال جنبلاط اغتيل تحت سقف الاتفاق بين واشنطن ودمشق، ورفيق الحريري اغتيل في لحظة الخلاف بين هاتين العاصمتين الذي تزامن مع تدفّق النفوذ الإيراني نحو المشرق العربي إثر الغزو الأميركي للعراق وإسقاط نظام صدّام حسين.

 إيلي القصيفي / "أساس ميديا"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا