إقتصاد

"الأسعار نار"... إليكم بعض النصائح للتخفيف من المصاريف دون أن يتأثر أسلوب حياتكم

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني في مختلف أرجاء العالم، ومنه عالمنا العربي، بسبب عدة عوامل جيوسياسية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والاضطرابات في سلاسل الإمداد، وتأثيرات جائحة كورونا التي ما زالت ممتدة حتى وقتنا الراهن، لجأ البعض للقروض من البنوك أو المعارف والأصدقاء لتغطية التزاماتهم المالية المتزايدة، وأدى هذا لغرق المزيد من البشر في كابوس الديون.

وعلى سبيل المثال، وفي بلد عربي صغير مثل الأردن، بلغت مديونية الأفراد 12 مليار دينار (الدينار= 0.708 دولار) عام 2020 حسب ما أظهرت أرقام تقرير الاستقرار المالي الصادر عن البنك المركزي.

أما في بلد مثل الولايات المتحدة، فقد وصلت الديون الفردية أرقاما قياسية حيث بلغت 15.6 تريليون دولار عام 2021 وفقا للبيانات الصادرة عن منطقة نيويورك التابعة لمجلس الاحتياطي الفدرالي، وإذا قمت بتجميع هذا المبلغ من الديون في سندات من فئة الدولار الواحد، فسيصل إلى القمر ويعود مرتين.

فكيف نقلل من مصاريفنا ونفقاتنا ونتخلص من بعض العادات الاستهلاكية غير الضرورية في حياتنا، دون أن يتأثر مستوى الحياة الذي اعتدنا عليه كثيرا؟

ابدأ بتتبع عادات إنفاقك
أولى خطوات التوفير وتقليل الإنفاق هي معرفة أين يذهب المال. الكثيرون منا لا يعرفون حقا كيف يتسرب المال من بين أيديهم، ولكنهم يتفاجؤون بأنهم بحاجة للاستدانة منتصف الشهر، لهذا ننصحك بتسجيل نفقاتك لمدة أسبوع كبداية ثم لمدة شهر، وستكتشف أنك كنت تنفق الكثير من المال على أشياء يمكنك الاستغناء عنها بسهولة، ومثال بسيط على ذلك عادتك في تناول كوب قهوتك في الصباح من محلات بيع القهوة الكثيرة المنتشرة في كل مكان بدلا من إعدادها في المنزل، أو أنك تشتري الكثير من الفواكه والخضار التي لا تحتاج لها حقا، وينتهي بها الأمر في حاوية القمامة بعد تعفنها.

الخطوة الأولى لخفض الإنفاق هي معرفة أين يذهب المال، ولنتذكر أن كل موازنة تبدأ برقمين أساسيين: نفقاتك ودخلك الشهري. ضع ميزانية تتعقب كلا من دخلك وإنفاقك، وهذا سيمنحك فكرة أوضح عن كيفية دخول وخروج أموالك، وسيسمح لك بتقييم عاداتك المالية بمرور الوقت لمعرفة أنواع الأنماط الاستهلاكية التي تظهر، وكيف يمكنك تغييرها، وذلك حسب ما ذكرت منصة "بين. أورغ" (ben.org).

سجل كل شيء تنفقه مهما كان صغيرا، ويمكنك استخدام الطريقة التقليدية بالتدوين على دفتر صغير تحمله معك دائما، أو باستخدام التكنولوجيا، مثلا إذا كنت تستخدم بطاقات الائتمان فتحقق من بياناتك، أما إذا كنت تستخدم الدفع نقدا (الكاش) فتأكد من حصولك على فواتير وإيصالات الدفع، ثم قسم هذه النفقات إلى فئتين:

ضع ميزانية
يجب ألا يكون إنشاء الميزانية أمرا معقدا. إنها ببساطة خطة توضح أين ستذهب أموالك وكيف ستنفقها. وهنا يجب الابتعاد عن التعقيد -وهو خطأ يرتكبه العديد من الناس- وبإمكانك تقسيم ميزانيتك إلى 3 مجموعات وهي:

الاحتياجات الأساسية.
الرغبات وهي الكماليات.
الأهداف.
بهذه الطريقة البسيطة ستكون قادرا على مراقبة وتعديل إنفاقك الإجمالي في هذه الفئات حسب الحاجة، مما يجعل ميزانيتك أكثر قابلية للإدارة بكثير من وجود ميزانية أكثر تفصيلا.

3 خطوات رئيسية لتخطيط الميزانية :
حدد دخلك بدقة.
تحديد الفواتير الشهرية الثابتة، مثل إيجار البيت وقسط السيارة وفواتير الماء والكهرباء وسداد بطاقات الائتمان أو قسط البنك.. إلخ.
تحديد الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب وعلاج.
ما تبقى هو "إنفاقك التقديري" ويدخل بهذا الباب الكماليات والرغبات، وهنا ننصحك بتحديد مبلغ شهري يمكنك توفيره للطوارئ، وذلك أمر في غاية الأهمية مهما كان المبلغ بسيطا، المهم أن تضع شيئا للطوارئ. وفي الحقيقة فإن هذا التوفير يجب أن يكون "هدفا" لك وجزءا أساسيا من خطتك المالية، وذلك حسب ما ذكرت منصة "ديبيت. أورغ" (debt.org).

تخلص من عادات الشراء غير الضرورية
عدد كبير من الناس يشترون أشياء لا يحتاجون إليها حقا، وعلى أرض الواقع فإن كل واحد منا سيجد في خزانة ملابسه قمصانا لم يلبسها سوى مرة أو مرتين في حياته، وقس على ذلك أمورا أخرى.

حدد ما تحتاجه حقا، وابتعد عن شراء أشياء لا تحتاجها ولن تستعملها إلا نادرا. وقبل أن تشتري شيئا اسأل نفسك: هل أحتاج لهذا حقا أم سينتهي به الأمر مركونا في زاوية ما مهملة من البيت.

يدخل في هذا الباب، أيضا، الاشتراكات الشهرية سواء في قنوات التلفاز أو الإنترنت أو التطبيقات، مثلا الكثير منا يشترك في محطات تلفزيونية لا يشاهدها إلا نادرا، وهناك العديد أيضا من التطبيقات التي ندفع لها اشتراكات شهرية وبالكاد نستخدمها.

ضع قائمة بكافة الاشتراكات التي تدفع لها مبالغ شهرية، وحدد ما تحتاجه منها حقا وحافظ عليه، وتخلص من الباقي، بهذه الطريقة ستجد نفسك قد وفرت مبلغا لا بأس به من المال الذي كان يذهب هدرا.

وهذا يقودنا إلى الخطوة القادمة وهي:

قائمة التسوق
قبل أن تذهب للتسوق من أي مكان سواء كان مراكز التسوق الكبرى أو حتى البقالات الصغيرة، ضع قائمة للتسوق وحدد فيها ما تحتاج إليه بدقة، وهو ما سيقلل كثيرا من "الشراء الاندفاعي" ( impulsive buying) الذي لم تكن تخطط له مسبقا، ولكنك رأيت شيئا أثار إعجابك أو رغبتك فوضعته في عربة التسوق، لتكتشف حين تعود للبيت أنك لم تكن بحاجة إلى هذا مطلقا.

قائمة التسوق تساعدك على خفض نفقاتك، والالتزام بشراء ما تحتاج إليه دون زيادة أو نقصان.

وهناك أيضا تطبيقات تساعدك في إنشاء قوائم التسوق، ومنها "قائمة التسوق من غوغل" (Google Shopping List) التي تعد خيارا سهلا وفعالا لتنظيم مشترياتك.

نصائح مهمة
احتفظ بقائمة تشغيل، خلال الأسبوع، تتضمن الأشياء التي نقصت من البيت أو الثلاجة، مثلا لحوم بيضاء أو حمراء وخضراوات وألبان. وضع النواقص في هذه القائمة أولا بأول.

قم بتجميع العناصر الموجودة بالقائمة في فئات محددة، مثلا: لحوم، ألبان، خضراوات، فواكه. سيمنعك هذا من التجول في ممرات لا تحتاج للمرور بها في المتجر مثل ممر الحلوى والشوكولاتة أو رقائق البطاطس أو المشروبات الغازية حيث تكمن الرغبة الشديدة في الشراء.

قارن بين العلامات التجارية واختر الأرخص والأفضل منها، واذهب لمركز تسوق واحد فقط، فلا داعي لزيارة كل المراكز والمتاجر والبقالات الموجودة بالمنطقة.

اختر المتاجر التي لديها برامج مكافآت وخصومات على التسوق، بهذا ستوفر الكثير من المال.

قم بتجميد بطاقات الائتمان

إحدى العقبات الكبيرة لخفض النفقات هي ديون بطاقات الائتمان، فالعديد منا يستسهل استخدام هذه البطاقات، وبالذات حين لا يكون لدينا المال الكافي لشراء غرض ما نحتاجه. ولكن تذكر أن ديون هذه البطاقات تنمو بسرعة، فأغلبها يضع فوائد عالية خصوصا إذا ما تأخر سداد دين البطاقة، وهو شيء يحدث مع الكثيرين منا.

إذا كان لديك ديون على بطاقة الائتمان، فإن تجميد بطاقاتك يعد طريقة جيدة لخفض النفقات الشهرية، ويمكنك تجميد بطاقاتك بالمعنى الحرفي للكلمة حيث اقترح بعض الخبراء الماليين وضع البطاقات في وعاء به ماء ووضعها في الفريزر، فإذا كنت ترغب في استخدامها، فعليك إذابة الجليد أولا، وذلك حسب ما ذكرت منصة "ديبيت.أورغ"..

إذا كنت ترغب في القيام بذلك بشكل رسمي أكثر، فيمكنك إيقاف بطاقات الائتمان مؤقتا بالانتقال إلى موقع الإنترنت أو التطبيق الخاص بها وتجميدها، مما يمنع أي عمليات شراء جديدة، وهذا يقودنا إلى نقطة أخرى بالغة الأهمية وهي: سداد ديون البطاقات.

سداد ديون البطاقات أولوية قصوى

كلما تخلصت من الديون بشكل أسرع، زادت الأموال التي ستحصل عليها في ميزانيتك الشهرية أو توفرها في مدخراتك، لهذا الغرض ضع سداد ديون بطاقاتك الائتمانية في المقام الأول، وذلك قبل سداد الديون الأخرى مثل قسط السيارة أو المنزل، فديون هذه البطاقات تنمو بسرعة بسبب ارتفاع الفوائد المتراكمة عليها كلما طال أمد سدادها، وهنا يجب أن يتضمن جزء من ميزانيتك مدفوعات أعلى من الحد الأدنى لبطاقتك الائتمانية حتى تتخلص منها بأسرع وقت ممكن.

استخدم النقد فقط
وبدلا من البطاقات ننصحك بالتحول إلى الإنفاق النقدي، فهذا سيجعلك تتسوق بواقعية وأنت ترى الأموال تخرج من محفظتك، وسيقلل ذلك كثيرا من عمليات الشراء الاندفاعية غير المحسوبة.

وكما هو الحال مع العديد من أنظمة الإنفاق والميزانية الأخرى هذه الأيام، هناك تطبيقات يمكنها مساعدتك في إدارة ذلك مثل تطبيق "مينت" (Mint) وتطبيق "مينفيلوب" (Mnvelopes) وغيرهما.

اختصارات منزلية
وأخيرا نأتي لموضوع في غاية الأهمية وهو المنزل، حيث يكلفك منزلك وعادتك المنزلية الكثير من المال من غير أن تحس بها، ومن أهمها:

مصاص دماء اسمه الكهرباء
هناك مصاص دماء في منزلك وأنت لا تشعر، فأي جهاز كهربائي يتم توصيله بالتيار الكهربائي يمتص الطاقة ويستهلكها حتى عند إيقاف تشغيله وعدم استخدامه.

يُطلق على هذه الحالة "طاقة مصاص الدماء" (vampire power)، أو الحمل الوهمي، وهي تمثل 10% على الأقل من فاتورة الطاقة في منزلك، وهذا قدر كبير من الهدر لشيء لا يتم استخدامه. إذا كانت فاتورة الكهرباء الخاصة بك تصل إلى مبالغ كبيرة في الشهر فإن هذا هو السبب على الأرجح كما ذكرت منصة "فيفث بيرسون" (Fifth Person).

نعلم أنه سيكون من الصعب عليك أن تقوم بتوصيل وفصل جهاز تستخدمه كل يوم مثل جهاز الحاسوب الخاص بك، ولكن هذا هو الحل الواضح والبسيط للتخلص من مصاص الدماء الخفي في بيتك. ببساطة افصل أي جهاز كهربائي لا تستخدمه بانتظام.

كما نلاحظ أن الكثير من العائلات تقوم بإنارة البيت كاملا في الليل مع أنها لا تستخدم سوى غرفة أو غرفتين منه. قم بفصل التيار عن الغرف والأماكن غير المستخدمة، وستجد أن فاتوة الكهرباء قد انخفضت بشكل كبير نهاية الشهر.

تناول الطعام في البيت
يكلف تناول الطعام في المطاعم الكثير من المال، وهنا يمكن أن يوفر إعداد وتناول وجبات الطعام في المنزل الكثير من المصاريف، وفي هذا السياق ننصحك بتخطيط وجباتك الأسبوعية، حدد ما الذي ستتناوله هذا الأسبوع، وخطط له والتزم بمخططك.

وهنا، تقدم شبكة الإنترنت مجموعة لا حصر لها من نصائح الطهي والوصفات، حتى للذين لا يجيدون الطهي، فإذا لم يكن لديك وقت لإعداد وجبات الطعام خلال الأسبوع بسبب العمل، فقم بإعداد بعض الوجبات في عطلة نهاية الأسبوع، ثم قسمها في أوعية خاصة وضعها في الثلاجة لتضمن توفر طعامك في أيام العمل، كذلك بإمكانك إعداد "ساندويشات" سريعة في الليل لأخذها معك للعمل في الصباح حيث ستوفر ثمن وجبات الإفطار في المطاعم.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا