باسيل "صانع الملوك"؟!
تردّدت معلومات عن أنّ حقيبة سفر قيد الإعداد في مقرّ "التيار الوطني الحرّ" سيغادر بها رئيسه جبران باسيل قريباً ليجول على عواصم تبدأ بطهران وتمرّ بالدوحة وتنتهي بدمشق، لعلّ وعسى أن ينال دعماً يُنهي محنة التمرّد على الأمين العام للحزب. ففي العواصم الثلاث ما يمنح "السيّد" الطمأنينة إلى أنّه ما زال قريباً من الضاحية روحيّاّ، ولو كان البعد الجسدي طويلاً.
فهل يعود وريث الجنرال إلى بيروت مجدّداً بصكّ الأمان؟
عبارة "عليك الأمان"، التي يريد أن يسمعها باسيل يومياً من الضاحية الجنوبية، وتصله مشوّشة بسبب تردّي التواصل بين الجانبين، تخفّف من هلع مقرّ ميرنا الشالوحي لكن لا تلغيه. وما يزال مبكراً وقت انتهاء محنة وريث الزعامة العونية. إلا أنّه يعاني ما يعانيه كلّما أشار إليه أحد بـ"صانع الملوك". فهذا موقع أكبر من قدرة باسيل على التربّع فوقه، فيما هو فعليّاً في حال من "يريد السترة" من "الملك" المقيم في الضاحية، الذي يتصاعد غضبه على من يجرؤ على الاعتراض على قراره بـ"تعيين" رئيس الجمهورية.
وراء كواليس الاتصالات الناشطة من كلّ حدب وصوب يبذل رئيس "التيار" قصارى جهده كي يقول إنّه في حالة درس الخيارات، على أمل أن يلوح بارق من الضاحية يشير إلى أنّ الحزب بصدد النزول عن شجرة ترشيح سليمان فرنجية، فيسارع باسيل إلى الهتاف "لبّيك يا سيّد".
هذا البارق لم يظهر حتّى الآن. وهو ما يجعل رئيس "التيار" في قلق وأرق وخشية من أن يُصدر الحزب فتوى لا ردّ لها، ومن ملامحها تسريب الحزب الأسبوع الماضي نبأ لقاء سيُعقد هذا الأسبوع يجمع الحاج وفيق صفا وباسيل، وهو الأوّل من نوعه منذ شهور. وكان الغرض من هذا التسريب جسّ النبض لمعرفة كيف سيتصرّف مقرّ ميرنا الشالوحي مع الزائر الآتي من حارة حريك، فكان أن صرّح باسيل إلى "الشرق الأوسط" أنّه عقَد مع الضاحية زواجاً مارونياً لا وجود فيه للطلاق إطلاقاً.
صانع الملوك؟
لم يلقَ باسيل طوال مسيرته في كنف عمّه الجنرال بعد عودة الأخير من منفاه الباريسي عام 2005، اهتماماً مثل الاهتمام الذي يلقاه منذ نهاية فترة الجنرال الرئاسية في آخر تشرين الأول الماضي. وقتذاك ساد اعتقاد أنّ وريث الجنرال في رئاسة "التيار" سيلقى التهميش أسوة بعهد بائد أوصل لبنان إلى درك جحيم لم يتخيّل مثله شاعر إيطاليا الأكبر دانتي. لكنّ هذا الاعتقاد لم يكن في محلّه وما يزال بعدما تبيّن أنّ معركة رئاسة الجمهورية تتّكل على أصوات النواب المقترعين أيّاً كانت صفاتهم، حتى لو كانت كتلك التي يتمتّع بها باسيل المتحدّر من أسوأ التيارات السياسية في تاريخ لبنان.
صهر الجنرال يتربّع على صهوة كتلة نيابية هي الثانية من حيث الحجم بعد كتلة حزب "القوات اللبنانية" على الصعيد المسيحي. وعلى الرغم من أنّ أفضال الحزب على التيار العوني في الانتخابات النيابية العام الماضي أنّه أمدّه ببضعة آلاف من أصوات شيعية ملتزمة في عدد من الدوائر الانتخابية على امتداد لبنان تقريباً، موفّراً لباسيل نحو خمسة مقاعد إضافية، إلا أنّ ذلك لم يعطِ الحزب حقّ الإمرة على "التيار" كي يسير في خيار الثنائي الشيعي ترشيح الزعيم الزغرتاوي سليمان فرنجية، فكان أن وقع الافتراق الذي ما زال دون الطلاق بين الحزب و"التيار".
"الواعظ في كنيسة"
هكذا تردّدت عبارة "صانع الملوك" الشائعة سياسياً لكي يتمّ وصف وريث الزعامة العونية. فالأخير صار "بيضة قبّان" بين كفّتيْ ميزان الممانعة والمعارضة. فإذا مال نحو كفّة أعطاها حجماً من الأصوات يقرّبها من الفوز بمنصب الرئاسة الأولى. لكنّ هذه البيضة الباسيليّة لم تجنح حتى الآن نحو أيٍّ من الكفّتين لأسباب شرحها الأخير مليّاً في حديثه إلى صحيفة "الشرق الأوسط". ومن يقرأ هذه المقابلة يُخيّل له أنّ صهر الجنرال، وكاد أن يكون قَسّاً لا وريثاً لزعيم "التيار". ولأنّ باسيل سطع نجمه في حارة حريك، قبل أن يتسلّل ضوؤه إلى ميرنا الشالوحي، فهو ليس واعظاً وإنّما خائف من أن يكون تمرّده على قرار الحزب ترشيح فرنجية مكلفاً كثيراً، وأن يؤدّي بـ"التيار" إلى التهلكة، فحينئذٍ لن يكون في العالم من ينجده سوى الحزب نفسه.
أحمد عياش - اساس ميديا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|