لهذه الأسباب لم يدخل "الحزب" لعبة الأسماء المطروحة رئاسياً
يكثِرُ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من إطلالاته التلفزيونية في الآونة الأخيرة نظراً لزحمة الملفات الضاغطة المطروحة وعلى رأسها ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وإنتخابات رئاسة الجمهورية المرتقبة عشية إقتراب موعد إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول 2022 إضافة الى رفع الدولار الجمركي الى عشرين ألف ليرة ومواضيع إقتصادية ومالية أخرى.
في الأكثرية الساحقة من إطلالاته، يتطرق نصرالله الى إنتخابات رئاسة الجمهورية لكن اللاف حتى اليوم أنه لم يلفظ إسم أي مرشح لا رئيس تيار المرده سليمان فرنجية ولا غيره من المرشحين الحلفاء أو الخصوم، كل ذلك على رغم أننا أصبحنا قاب قوسين من دخول المهلة الدستورية لإنتخاب الرئيس والتي تبدأ في 31 آب الجاري أي بعد أيام قليلة.
"عدم دخول الأمين العام لحزب الله في لعبة الأسماء ليست من باب الصدفة" تقول مصادر مقربة من قيادة حزب الله، "بل هي نتيجة قرار إتخذه الحزب على أعلى المستويات ولأسباب عدة".
السبب الأول ودائماً بحسب المصادر عينها، يعود الى إقتناع القيادة بأن الوقت لا يزال باكراً كي تكشف أوراقها، والسبب الثاني لأن الدخول في الأسماء في هذه الوقت المبكر يحرق إسم أي مرشح قد يلفظ السيد نصرالله إسمه في أي لحظة.
أما السبب الثالث فلأن خارطة توزّع القوى في مجلس النواب إختلفت تماماً بعد إنتخابات العام 2022 عما كانت عليه سابقاً بعد إنتخابات العام 2018 وسحبت الأكثرية النيابية من الحزب وحلفائه من دون أن تعطيها لأي فريق آخر. أي بمعنى آخر أن الحزب لم يعد قادراً على إيصال أي رئيس للجمهورية كونه لا يملك مع حلفائه نصاب الثلثين أي 86 نائباً لضمان فوز مرشحه من الدورة الأولى، وحتى إذا إعتمدنا التفسير الدستوري القائل بأن نصاب جلسة الإنتخاب في الدورات التي تلي الدورة الأولى هو الأكثرية المطلقة أي 65 نائباً، حتى هذا النصاب لن يكون الحزب قادراً على تأمينه بسهولة لإيصال سليمان فرنجيه أو غيره، لأن حسابات إنتخابات رئاسة الجمهورية مختلفة تماماً عن حسابات إنتخابات رئاسة مجلس النواب ونائب الرئيس والتي فاز بها كل من بري والياس بوصعب بـ65 صوتاً. كل ذلك من دون أن ننسى بأن أي مرشح لا يتمكن حزب الله من إقناع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل به، سيسقط ترشيحه سقوطاً مدوياً بسبب رفضه من قبل نواب التيار الـ17 وعدم تأمينهم النصاب.
أضف الى كل هذه الأسباب، هناك سبب رابع وأساسي يجعل قيادة حزب الله متريثة قبل الدخول في لعبة الأسماء، وفي هذا السياق تسأل المصادر المقربة من قيادة الحزب، "ومن قال أساساً إن حزب الله يريد مرشحاً لرئاسة الجمهورية من المرشحين الفاقعين المحسوبين عليه كالوزير والنائب السابق سليمان فرنجية أو غيره؟ وهل من مصلحة للحزب بتمديد الحرب الإقتصادية والمالية التي يتعرض لها لبنان ويُحمّل الحزب مسؤوليتها تجاه الشعب اللبناني، برئيس جديد يشبه الرئيس ميشال عون؟ وما المشكلة إذا كان الرئيس غير محسوب شكلاً على حزب الله وبإمكان الأخير أن يبرم تفاهمات إستراتيجية معه في الملفات الكبرى؟"
أسئلة تؤشّر القراءة المعمّقة بين سطورها الى ما يمكن أن تؤول اليه المرحلة المقبلة رئاسياً هذا إذا لم ندخل الفراغ الرئاسي.
مارون ناصيف - الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|