دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
الراعي... إذا أردتم المثالثة، فهذه الصيغة التي أريدها!
كرر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة يوم الاحد 21 آب ،تخوفه من تعديل النظام اللبناني الحالي، نظرا لكون الصيغة الجديدة التي خرجت الى العلن وهي المثالثة تحمل مخاطر تخل بالتوازن وتهدد الدور المسيحي...
وبعيدا عن جدية الخطوة لتشكيل الحكومة او مدى تحقيقها في ظل التجاذبات المحيطة بها ، فالواضح بأن السعي لحكومة جديدة يهدف لاستدراك الفراغ الرئاسي المتوقع كما مرات عدة في السابق، اذ لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال المهلة الدستورية لهذا الاستحقاق .
واتى كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، صريحا في مضمونه منذ عدة ايام، بإعلانه عن رغبة الحزب بتعديل النظام وصولا الى آخر جديد يعطي هذا الفريق حقه الطبيعي في المعادلة ..
هذا الكلام رفع من هاجس البطريرك الراعي وخوفه على رعيته المؤتمن عليها ،سيما انه حذّر منه مرارا قبيل الانتخابات النيابية رافضا تطييرها يومها ،لاعتباره بأن حزب الله ونتيجة توازنات جديدة يرتكز عليها ينتظر الفرصة لطرح تعديل النظام من باب الفراغ النيابي، اضافة الى قناعته بأن القوى المسيحية وكل من موقعها لا تستطيع او تتجرأ على تعطيل خطوة الاطاحة باتفاق الطائف وصيغة المناصفة لحساباتها الرئاسية .
لكن نسف النظام ليطال تعديل كل اتفاق الطائف قد لا يأتي دفعة واحدة ،او من خلال المؤتمر التأسيسي الذي تبدي فرنسا حماسة تجاهه ،كما يقول متابعون لهذا الكلام في الكواليس الغربية ،بل من خلال سلخ مناصب من حصة المسيحيين تحول خلافاتهم دون قدرتهم على حمايتها ،سيما ان العلاقة بين فرنسا وبين الحزب وفق دبلوماسي فرنسي بلغت مرحلة متقدمة لا حدود لها .
لكن اي تعديل جديد للطائف لن يطال حصة الطائفة السنية ، اذ تشدد قياداتها باستمرار على التمسك به خلافا للقوى المسيحية كافة ،عدا ان لقاءات ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ،الموزعة مع كل من الرئيسين الاميركي والفرنسي ،جو بايدن ومانويل ماكرون ،وكذلك جولاته الخليجية والعربية تناولت في بياناتها صراحة الحفاظ على اتفاق الطائف ،حرصا على مصلحة لبنان اضافة الى بنود تؤكد على سيادته .
اي ان الطائفة السنية في لبنان تحظى بغطاء من شأنه وفق المتابعين وفي ظل توافق دولي ،ان يحمي الجانب السني في هذا الاتفاق اذا تم تعديله على حساب الحصة المسيحية ، لصالح الطائفة الشيعية ،مستغربة المصادر تعاطي المسيحيين بانهزام مع هذا الواقع ، و قول عدد من قواهم " اننا لا نملك شيئا بعد اليوم لنخسره وان مصدر قوتهم كانت صلاحيات رئاسة الجمهورية قبل اتفاق الطائف " مشيرة المصادر الى أن رئاسة الجمهورية تمتلك صلاحيات قوية اذا اجيد استعمالها في عدة محطات دستورية ،كما ان المسيحيين وتحديدا الموارنة يتولون مناصب مهمة في هيكلية النظام الحالي ،على ما قال المتابعون هؤلاء لأحد الأساقفة الموارنة ...
لكن ارتفاع منسوب قلق بكركي تجاه تعديل النظام ، بات مدّعما بوقائع ناتجة عن اندفاعة ماكرون تجاه ايران وحزب الله وارضائهما لتأمين مصالح اقتصادية لبلاده ولفريقه ، وصولا الى حد تأمين حيازة حزب الله على نفوذ اقوى يكتسب شرعية في هيكلية النظام على حساب الحصة المسيحية ، مقابل مكاسب تجارية لفرنسا وما يشهده مرفأ بيروت من تلزيمات واستثمارات هي اول الغيث ،الناتج عن مثلث ماكرون -حزب الله عبر وزارة الاشغال -نجيب ميقاتي ...
لكن بكركي ستواجه اي تعديل للنظام ،ولن يسجل البطريرك الراعي الذي يحمل تاريخا لعقود من العنفوان والمقاومة حصول هذا الامر ابّان رئاسته للكنسية المارونية ،وهو حسب زواره كان ابلغ ماكرون شخصيا عن رفضه اي تعديل للنظام ،كذلك وسع اتصالاته في اتجاه الفاتيكان وواشنطن ،مكررا رفضه تعديل النظام ، لكنه في الوقت ذاته مع " تنظيم " النظام ليكون نظاما رئاسيا شبيها بالنظام الفرنسي فتشكل هرمية واضحة لادارة البلاد وليست عدة رؤوس او قوى ،وهو الخيار الذي سيواجه به الحماسة الفرنسية اذا ما طرح الامر يومها ..
سيمون أبو فاضل - الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|