مناورة حزب الله: رسالة صاروخيّة من عرمتى إلى العيشيّة
كتب نجم الهاشم في" نداء الوطن": ما ظهر من أسلحة ومن استعراضات بشرية في عرمتى لا يخيف إسرائيل. «الحزب» يعرف أنّ إسرائيل تعرف بشكل دقيق ما يمتلكه من قدرات صاروخية وبشرية. وهي من خلال الممارسة تكشف عن قدراتها الإستخبارية من خلال عمليات القصف التي تنفّذها في سوريا وتستهدف شحنات عسكرية لصالح «الحزب». وهي تعرف معلومات من داخل إيران مكّنتها من القيام بعمليات في داخلها تستهدف برنامجها النووي، سواء من خلال اغتيال علماء يعملون فيه، أو من خلال نقل كميات كبيرة من وثائق المشروع. وعلى رغم ذلك لم تتمكّن إيران من الحدّ من قدرات إسرائيل الإستخبارية.ما حصل في عرمتى يكشف قدرات متواضعة لـ»الحزب» وتقنيات بدائية لا ترقى إلى مستوى التهديد الذي أطلقه أمين عام «الحزب» السيد حسن نصرالله ضد إسرائيل. في حرب 7 أيار 2008 ضد بيروت والجبل استخدم مئات من عناصره مع أسلحة وصواريخ وآليات بمشاركة حركة «أمل» وتنظيمات أخرى موالية له. بعد غزوة الطيونة في 14 تشرين الأول 2021 هدّد «القوات اللبنانية» ورئيسها سمير جعجع بمئة ألف مقاتل. في 25 أيار الحالي هدّد إسرائيل بمئات آلاف المقاتلين.طبعاً لم تنتظر إسرائيل استعراض «الحزب» لتكتشف القدرات المتواضعة التي أظهرها. لا يمكن شنّ حرب لتحرير فلسطين بواسطة الموتوسيكلات، أو سيارات الدفع الرباعي أو بالـATV، أو براجمات الصواريخ التي صادر أهالي شويّا إحداها بعد عملية قصف قامت بها من خراج البلدة. ولا يمكن تحرير فلسطين بصواريخ يحملها أفراد على أكتافهم وكأنهم في عرض رياضي. ولا من خلال رشاشات كلاشنيكوف تجاوزها الزمن، ولا من خلال تقنيات لكشف طائرات الدروِنز والتشويش عليها. ولا من خلال مدفع ميدان من عيار 130 ملم. فعلى من كان يناور «الحزب» في مناورته المكشوفة؟
استعراض ««حزب الله» في عرمتى يكشف أن «الحزب» لم يعد يتمسّك باستراتيجية العمل تحت الأرض، لأن ما يمتلكه من قدرات لم يعد سرّاً. ولذلك لا يمكن أن تكون الرسالة التي أراد توجيهها موجّهة إلى إسرائيل. فالوضع عند الحدود مضبوط تحت اتفاق قواعد الإشتباك واتفاق ترسيم الحدود البحرية والمصالح الإقتصادية بين لبنان وإسرائيل. والرسالة موجهة إلى الداخل حيث يعجز ««حزب الله» عن فرض مرشحه الرئاسي وعن القيام بعملية عسكرية ضد عدو غير موجود اليوم كما فعل في 7 أيار 2008. كأنّه يخوض مواجهة ضد عدو وهمي يعتبر أنّه يمكن أن يستمرّ في معارضته وعرقلة مشروعه. وهو في عرمتى لا يبعد عن مسقط رأس قائد الجيش العماد جوزاف عون في بلدة العيشيّة إلا مسافة قليلة. كأنها رسالة صاروخية أراد إرسالها وهو يعرف أنها ستصل إلى من يريد من دون أن تكون هناك قدرة على الردّ عليها لأن السلطة السياسية غائبة ولأنه لا يمكن استدراج الجيش إلى مواجهة لا يريدها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|