ما طلبه منهم حيّر الجميع.. باسل خياط يوجه رسالة مفاجئة للمعارضة السورية
جلسة... ولو طارت
عيَّن رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً في 14 الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية. واضح أنّه غير مستعجل، إذ لا عائق يمنع انعقادها اليوم قبل الغد، أو الأمس قبل اليوم، على ما كان يردّد، مشترطاً توافق المعارضة حول اسم ينافس مرشح الثنائي «الحقيقي والطبيعي».
لكن على الفريق المعارض أن لا يستعجل ويفرح، ويعتبر أنّ الموعد هو خاتمة الأحزان، أو أنّ الجلسة ستتمخض عن رئيس يكسر احتكار الثنائي للاستحقاق، فاللعبة لا تزال مفتوحة على كثير من المناورات. وحتى الساعة لا يملك هذا الفريق ما يمكن التعويل عليه للحسم. وعلى الرغم من عمليات الضخ المتواصلة عن إيجابيات البوانتاج، وصولاً إلى 68 صوتاً، وعن أجواء متفائلة مفادها أنّ مرشح المعارضة جهاد أزعور متقدم بخطوات على مرشح الفريق الممانع سليمان فرنجية، الذي سقط بالضربة القاضية بفعل انتهاء شهر العسل الباريسي مع «حزب الله» بعد اجتماع البطريرك بشارة الراعي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتوضيح الصورة له، وبعد فشل الإليزيه بالحصول على دعم عربي ودولي لفرنجية.
إلّا أنّ التجارب علّمت اللبنانيين بأنّ من يبيع جلد الدب قبل اصطياده لن ينال إلا الخيبة. ولنا في خيبات فريق «14 آذار» السالف الذكر وغير المغفور لأخطائه وتنازلاته، دلائل لا تُحصى، تكشف مدى بدائية حساباته وسذاجة رهاناته، فكيف بالحال مع التوافق غير المنطقي وغير المتجانس مع كتلة «لبنان القوي»، وتجاهل ما اعترى العلاقات بين هذا الفريق بالجمع وبالمفرق من أذى خلال تعامله مع الرئيس السابق ميشال عون وصهره الغالي، وما تلقاه من طعنات وانقلابات على التوافقات؟؟
أو أنّ الفريق الممانع يراهن مسبقاً على تكتيك الطعنات والانقلابات، وينتظر على حافة النهر حتى تمر جثة التوافق الظرفي أمامه، فيتصرف، بعد أن يكون الفريق المعارض قد استنزف ورقة أخرى من أوراقه، ما يؤدي مرة جديدة إلى تشرذم في صفوف الكتل الصغيرة التي تدور اليوم في فلكه، على الرغم من أنها تبحث عن عائدات تأييدها لأي من الفريقين! أو أن الأمور أبعد من هذا العبث الصبياني الداخلي المخصص للاستهلاك المحلي، الذي لا يمكن أن يُنتج قراراً حاسماً يؤدي إلى انتخاب رئيس؟؟
ولعل الانتظار الحقيقي للحاكم بأمره يرتبط بما سيأتيه من الخارج وتحديداً من الطرف المؤثر فعلاً، المترفع عن التعامل المباشر معه. لذا كانت الرسالة الأولى مع ملابسات خطف المواطن السعودي مشاري المطيري، والتي انقلبت مفاعيلها على طابخ السم بعد التدخل السوري الحازم لمصلحة المخطوف. ليصار إلى استعادة القصف الإعلامي للمملكة من المنابر المعروفة، والعريقة في فبركة الأخبار والملفات، وكأنّها بذلك تنهي مفاعيل هدنة تأتت من الاتفاق السعودي/ الإيراني، أو أنّها تسعى من خلال التصعيد إلى فتح قنوات اتصال عبر محاولات جذب الانتباه المتواصلة، التي تعكس الخوف من الاستبعاد، في ظل معادلات جديدة في الإقليم ستهبط مفاعيلها على الذراع الممانع من فوق، وترغمه على التقيد بها...
وبانتظار أن تسفر هذا المحاولات عما يأمله الحاكم بأمره، فلتكن جلسة. ولو طارت. المهم أنّ سيد المجلس قوطب على ما تردد عن عقوبات دولية بحقه إن هو استمر بإدارة التعطيل، سخر منها في تصريحات متلاحقة، ليعود ويلتزم بها، ولو شكلياً وظاهرياً، وهدفه الوحيد هو قطع الطريق على المخططين للنيل منه بسبب إصراره على إقفال المجلس.
وعلينا أن نتوقع في معمعة الأيام التسعة الفاصلة بين حدث تعيين الجلسة وموعد انعقادها، المزيد من المعارك الكلامية وهستيريا التهديد والوعيد، وكذلك المزيد من استدراج العروض للنواب الحائرين أو المترددين.
سناء الجاك -"نداء الوطن"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|