في جزيرة بالبحر الكاريبي.. بكين تلاعب واشنطن بنفس سلاحها
أزمة جديدة تنضم لسجل نزاعات الصين والولايات المتحدة، بادعاء الأخيرة أن بكين "تدير قاعدة تجسس عليها في كوبا"؛ مما يعيد للأذهان أجواء أزمة "الصواريخ الكوبية" بين واشنطن وموسكو قبل 61 عاما.
ويرى خبيران، عسكري وسياسي، في تعليقهما لموقع "سكاي نيوز عربية" على هذه الأحداث، أنه "في حال صحّت المعلومة، فإن قاعدة التجسس قد تجعل الولايات المتحدة كتابا مفتوحا أمام الصين".
واعتبرا أن الصين "تستغل علاقتها بكوبا ذات الموقع الجغرافي الحساس بالنسبة إلى الولايات المتحدة، للرد على استغلال واشنطن علاقتها بتايوان".
أصل الاتهام الأميركي
حسب وسائل إعلام أميركية، فإن مسؤولا في البيت الأبيض، رفض كشف هويته، اتهم بكين بأنها "طوّرت بنية تحتية لمنشأة تتحكم فيها في كوبا لجمع المعلومات الاستخباراتية".
المسؤول ذاته أكد أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، "اطلع على معلومات بشأن الوجود الصيني الاستخباراتي في كوبا منذ عام 2021".
نفي كوبي وهجوم صيني مضاد
من جانبها، نفت كوبا هذه المزاعم على لسان نائب وزير الخارجية، كارلوس فرنانديز دي كوسيو.
دي كوسيو قال على تويتر: "التكهنات الافترائية مستمرة، ومن الواضح أن عددا من وسائل الإعلام تروّج لها للإضرار وإثارة القلق، من دون احترام الحد الأدنى من معايير الاتصال، ومن دون تقديم بيانات أو أدلة لدعم ما يتم نشره".
أما الصين، فاتهمت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ ون بين، خلال مؤتمر صحفي، واشنطن بـ"نشر الشائعات".
بكين اعتبرت أن واشنطن "تمتلك براءة اختراع في التدخل بشكل متعمّد في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى".
تكرار لأزمة "الصواريخ الكوبية"
عام 1961، اكتشفت طائرات تجسس أميركية قواعد صواريخ نووية سوفيتية في كوبا، وعُرف فيما بعد أن الاتحاد السوفيتي أراد بها عمل توازن ردع لواشنطن، التي نشرت صواريخ نووية في تركيا القريبة من الاتحاد السوفيتي.
ويوضّح الخبير العسكري، جمال الرفاعي، خطورة وجود أنشطة تجسس صينية في كوبا بالنسبة إلى الولايات المتحدة، بالقول:
" كوبا تبعد تقريبا 100 كلم عن سواحل فلوريدا الأميركية؛ مما يجعلها تهديدا استراتيجيا إذا استُغلت من أعدائها".
"كوبا بمثابة صداع دائم في رأس أميركا، والكل على علم بأزمة الصواريخ حين حاول الاتحاد السوفيتي استغلال كوبا لزعزعة استقرار الولايات المتحدة، والوضع حاليا يشبه هذه الأزمة، إذا صح وجود قاعدة التجسس".
"معنى قاعدة التجسس أن بكين تستطيع رصد تحركات السفن والطائرات الأميركية؛ مما يساعدها في النزاعات التجارية والعسكرية مع واشنطن، كما أن فلوريدا بها منشآت عسكرية حساسة للغاية، ومنشآت نووية، وقواعد سرية تنطلق منها عمليات أميركية".
"واشنطن لن تقبل بوجود أعين للصين بالقرب منها، وقد ترد على بكين في ملعب تايوان".
"ليس من المستبعد أيضا أن تتخذ واشنطن إجراءات ضد كوبا".
نقل أزمة تايوان إلى كوبا
بدوره، يركّز الخبير في العلاقات الدولية، جاسر مطر، على أن تعميق علاقات الصين بكوبا لهذه الدرجة يعني "رد بكين على ما تفعله واشنطن ضدها في تايوان".
ويستدل على ذلك بهذه المؤشرات:
"الصين وطّدت علاقاتها مع كوبا بعد أن وطّدت أميركا علاقاتها مع تايوان".
"اختارت الصين اتباع نفس سياسة أميركا في خلق أزمة قرب حدودها".
"وجود قاعدة تجسس صينية يعني أن سواحل أميركا أصبحت تحت نظر بكين؛ مما قد تستغله الأخيرة كورقة مفاوضات لوقف دعم أميركا لتايوان".
"قد تشتد الحرب الباردة بين الصين وأميركا، ويصل الأمر لأن تكون القاعدة الاستخباراتية قاعدة عسكرية".
"الكل على علم بأن كوبا ليست على وفاق مع أميركا؛ فليس من المستبعد استضافتها لقاعدة استخباراتية صينية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|