محليات

اللبنانيون بين حدَّين مع “الحزب”: وفاق أو فراق

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم تعد العلاقة بين “حزب اللّه” وبين أكثرية اللبنانيين من كل الطوائف قابلة للالتباس والمسايرة أو المهادنة، أو للتجريب مرة جديدة بما يُشبه تلك التسويات البائسة منذ الاتفاق الرباعي 2005، واتفاق الدوحة 2008، والصفقة الرئاسة 2017وما قبلها وبعدها من حكومات فاشلة وحكم مرتهَن، وبما تخللها من شعارات وعناوين أشدّ بؤساً ك”ربط النزاع” و”النأي بالنفس” و”الاعتدال والوسطية” و”العيش المشترك” و”تفادي الفتنة”… وكلها شكّلت ستاراً لتغلغل المشروع الإيراني وأجندا “حزب اللّه”، وانتزاع لبنان من حاضنتيه العربية والدولية، وإغراقه بما هو فيه من تفقير شعبه وتحقير سمعته وانهيار دولته.
وبما أن السكوت عن النتائج الكارثية لتلك التسويات لم يعد ممكناً، وقد طفح كيل اللبنانيين من اللعبة القاتلة التي تلعبها السلطة الحاكمة بغطاء السلاح الحاكم، فإن مصارحة “حزب اللّه” ومطارحته بالحقائق والوقائع باتتا مسألة واجبة وشديدة الالحاح.

إن معظم اللبنانيين، بتشكيلاتهم السياسية والطائفية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لا يستطيعون الاستمرار في علاقة ملتبسة معه ومع وظيفة سلاحه العابرة للسيادة والحدود، والمصادِرة للقرار الشرعي، والذاهبة نحو تشويه ثم تصفية الأسس التي قام عليها لبنان كوطن ودولة ونظام حياة، وهو يدرك مدى انكماش الغطاء الذي كان يتستّر به عند المسيحيين والسنّة والدروز، وحتّى داخل بيئته الشيعية، بشهادة أرقام الانتخابات النيابية الأخيرة ونتائجها.

لذلك يفتّش اللبنانيون بصدق عن حل حقيقي للعلاقة المأزومة بينهم وبينه:
فإمّا أنه يقرن القول بالفعل في حديث أمينه العام حسن نصراللّه عن رغبته في النقاش والحوار لوضع استراتيجية دفاعية، أي معالجة سلاحه بإبطال وظيفته الخارجية وضغطه الداخلي وليس كخدعة لتشريعه وتغطيته، وعن إشارته إلى التخلّي عن تلك الثلاثية الاشكالية “غير الذهبية”، على الأقل في البيانات الوزارية، وتطوير العلاقة مع الخليج العربي، ورفض الصدام الداخلي والفتنة، بما يؤسس لوفاق داخلي حقيقي تنهض عليه صيغة حياة وطنية مستقرة.
وإمّا أنه يتمسّك بمشروعه وسلاحه بأبعادهما الإقليمية والداخلية الخطيرة، حاسباً أنه منتصر حتماً، وأن تطويع سائر اللبنانيين تحت هذا المشروع بالترغيب والترهيب مسألة وقت… فيؤسس بذلك لحالة فراق أو طلاق.


نعم، إن معظم اللبنانيين باتوا غير قادرين على الاحتمال والتعايش الكاذب مع سلاحه:
فأمامهم حدّ الاتفاق والوفاق، ولكن بدون تكرار التسويات السابقة بخبثها وشرورها ومصلحيتها وألغامها كشاهدة زور على إطلاق يد “حزب اللّه” من أعلى الهرم إلى أسفله، أو حدّ الفراق السلمي الهادئ تحت صيغ دستورية وسياسية متاحة ومعتمدة في العالم.

مع الأمل في ألّا يأخذه بخار الغلبة وهوس القوة إلى ركوب مغامرة الحرب الأهلية التي وعد زعيمه بتفاديها.
فليكن “وعده صادقاً”. 
   الياس الزغبي                

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا