نائبة "الممانعة"… إبداعات حليمة قعقور تثير الريبة
لا تكتفي النائبة حليمة قعقور بخدمة محور الممانعة "استراتيجياً"، بل تذهب أكثر من ذلك إلى العمل على تشويه صورة زملائها التغييريين في مجالسها، وعلى شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي، من باب المزايدة الشعبوية التي لا تُغني ولا تسمن من جوع.
نائبة "الصدفة" التي حلّت في المرتبة الثالثة بعد مارك ضو ونجاة عون صليبا في الشوف – عاليه، تتعاطى وكأنها معصومة من الخطأ. وهي ما كانت لتدخل الندوة البرلمانية لولا أصوات المغتربين الذين ينتظرون منها مواقف واضحة، لا شعارات وهمية وخطابات رنانة.
طبعاً هذا لا يعني أننا نتبنّى ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وبنظرنا هو من محور "كلن يعني كلن". ويحقّ لكل نائب في مجلس النواب أن لا يصوّت له وأن لا يخضع لضغوط "القوات اللبنانية" وحملات التخوين التي تقودها الكتائب. لكن أداء حليمة قعقور يتخطّى مسألة تبنّي جهاد أزعور أو رفضه، ليصل إلى حد ضرب صورة التغيير الحقيقي الذي يريده الشعب اللبناني.
لم تفوّت قعقور أي فرصة لفرط تكتل "التغيير" ونجحت، والآن بدأت مرحلة جديدة عنوانها تشويه صورة زملائها الذين دعموها في الانتخابات بشتى الوسائل، منهم من عمل على إقناع الناخبين بالتصويت لها، ومنهم من رشّحها لرئاسة الحكومة، ومنهم من سلّط الضوء عليها حين كانت أسيرة "العتمة" السياسية.
تلعب قعقور دوراً في غاية الخطورة، وعلى عدة مستويات، فهي لا تسير بأي قرار يضرّ بمحور الممانعة "استراتيجياً"، والاستحقاق الرئاسي ملف استراتيجي صرف. طبعاً هي تتباهى أنها مع حصرية السلاح بيد الدولة، وتدعم انخراط المرأة في العمل السياسي عكس قناعة الحزب، لكنها من الحريصين على مشروع الممانعة في العناوين الكبرى.
ليس المطلوب من قعقور أن تؤيّد سلاح "حزب الله" ولا أن تتبنّى عقيدة دينية معينة، فالدور المناط بها هو الحفاظ على التوازن الذي يريده الحزب في مجلس النواب، بمعنى أن لا تكون قعقور في صفوف خصومه، وهذا ما يحصل.
بصرف النظر عن اسم جهاد أزعور أو غيره، فإن المعركة الرئاسية ليس الهدف منها إيصال أزعور وحكماً لن يصل، بل هي معركة رئاسية بامتياز بين مشروعين، واختارت قعقور مدعومة بزميلها "الفيلسوف" إلياس جرادي، أن لا تدعم أي خطٍ على حساب آخر، هذا هو الدور المطلوب من قعقور وجرادي كما أشرنا سابقاً.
وآخر إبداعات نائبة "الممانعة"، أن مواجهة الحزب تكون عبر تأسيس أحزاب جديدة، أي أن اللبنانيين عليهم الالتحاق بقعقور وحزب "لنا" كي يحقّ لهم معارضة محور الممانعة، وغير ذلك يعتبر انخراط مع أحزاب طائفية تنتهج التحاصص بما يهدم مفهوم ومنطق الدولة.
قعقور ومن يشبهها، لا يمثلون ثورة 17 تشرين، فالانتفاضة لا تكون بالشعبوية والتحريض والممانعة، وإذا كان التغييريون يريدون الاستمرار كما يجب، عليهم عزل هكذا نماذج عن لقاءاتهم ومجالسهم.
الجدير ذكره، أن حليمة قعقور هي من رفضت وأسقطت آلية التصويت داخل تكتل "التغيير" وأدى ذلك إلى خروج النائبين ميشال الدويهي ووضاح الصادق، وهي من قسمت قرار التغييريين حول تسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، واقترعت مع سينتيا زرازير واليأس جرادي بورقة بيضاء، وهي اليوم تواصل مهامها بتخوين زملائها الذين اقترعوا لأزعور من منطلق سياسي، واختارت زياد بارود على قاعدة "بارود أو لا أحد".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|