المجتمع

أول جيل سوري وُلد في لبنان.. إلى الامتحانات الرسمية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع اقتراب موعد الامتحانات الرسمية للشهادتين المتوسطة والثانوية، التي ستبدأ بعد نحو أسبوعين، بدأت تظهر بعض الأرقام المتداولة في وزارة التربية عن الطلاب السوريين، وسط مخاوف مستقبلية منها. فأعداد الطلاب السوريين الذين سيتقدمون للامتحانات هذا العام ارتفع عن الأعوام السابقة. وإلى حد الساعة، لا يوجد رقم دقيق بعد، نظراً لعدم انتهاء مرحلة توزيع الطلاب في محافظتي بعلبك-الهرمل وجبل لبنان. لكن التقديرات هي بأن لا يقل عددهم في الشهادتين عن سبعة آلاف طالب.


أعداد غير دقيقة
كان الطلاب السوريون يمتنعون عن التقديم للامتحانات في السنوات السابقة، نظراً لاختلاف المناهج التعليمية بين سوريا ولبنان. لكن من يتقدم منهم للامتحانات هذا العام هم الجيل الذي أتى إلى لبنان بسن الطفولة عقب اندلاع الثورة السورية، وبدأوا تحصيلهم العلمي في الصفوف الابتدائية بلبنان. لكن بعد عامين سيمتحن الطلاب السوريون الذين ولدوا في لبنان خلال العام 2012-2013. وبعيداً عن أن نسب التسرب في صفوف الطلاب السوريين مرتفعة جداً (لا تقديرات رسمية حولها وحول تسرب اللبنانيين)، كما تؤكد مصادر في وزارة التربية. إلا أن ارتفاع أعداد الطلاب السوريين الذين سيتقدمون للامتحانات الرسمية مستقبلاً بارتفاع مستمر. والتحذيرات التي يطلقها البعض في الوزارة، تكمن في إمكانية ارتفاع نسب تسرب اللبنانيين من القطاع الرسمي، سواء إلى سوق العمل أو إلى المدارس الخاصة، ما يؤدي إلى ارتفاع عدد الطلاب السوريين في القطاع الرسمي ويصبحون أكثر من الطلاب اللبنانيين.
وفق بعض إحصاءات وزارة التربية للتعليم الرسمي يصل عدد الطلاب غير اللبنانيين في مرحلة ما قبل الظهر إلى نحو 39 ألف طالب، غالبيتهم من السوريين. أما في مرحلة ما بعد الظهر المخصصة لتعليم الطلاب السوريين فيصل العدد إلى 171 ألف طالب. لكن هذا العدد مضخم، كما تقول مصادر مطلعة، فالعدد المنطقي لهم هو نحو 155 ألف طالب. فهامش الخطأ، أو التلاعب في الأرقام، مرتفع. إذ يصار إلى اكتشاف تسجيل طلاب لبنانيين في فترة بعد الظهر في الجداول التي يرسلها مدراء المدارس. وهذه الأمور إما تكون بسبب أخطاء بطريقة تسجيل طلاب قبل الظهر ضمن جداول بعد الظهر، أو بسبب إلحاق الطلاب اللبنانيين المتعثرين في مرحلة بعد الظهر، أو لرفع عدد طلاب بعد الظهر لأن منظمة اليونيسف تسدد مبلغ 140 دولاراً لصناديق المدارس عن كل طالب في مرحلة بعد الظهر، على اعتبار أنها مخصصة لتعليم الطلاب السوريين.

امتحان من دون تسلسل دراسي
التقديرات هي بأن لا يقل عدد الطلاب السوريين الذين سيتقدمون للامتحانات المقبلة عن سبعة آلاف طالب من القطاع الرسمي وحده. نحو ألفي طالب للشهادة الثانوية ونحو خمسة آلاف طالب للشهادة المتوسطة في مرحلتي التعليم قبل الظهر وبعده. ويضاف إليهم الطلاب السوريون في التعليم الخاص. لكن لا إحصاءات رسمية حولهم بعد للعام الدراسي الحالي. فوفق النشرة الإحصائية الصادرة عن المركز التربوي للإنماء والبحوث عن العام الدراسي 2021-2022 بلغ عدد الطلاب السوريين في التعليم الخاص المجاني وغير المجاني نحو 71 ألف طالب، لكن من دون تحديد المراحل التعليمية. وهي من الأمور التي تفتقر إليها النشرات الإحصائية الرسمية.

إلى هؤلاء الطلاب، سيتقدم للامتحانات مئات الطلاب (لا معلومات رسمية عن العدد) سوريين ولبنانيين من الذين لا يملكون وثائق أو إفادات رسمية أو تسلسل دراسي. فقد صدر قرار عن مجلس الوزراء حولهم قضى بالسماح لهم بإجراء الامتحانات الرسمية وتسوية أوضاعهم لاحقاً، على ألا يتم تسليمهم الشهادات الرسمية قبل حصولهم على الإفادات الرسمية أو الإقامات شرعية في لبنان، بما يتعلق بالطلاب السوريين. القرار أتى نظراً للحرب القائمة في سوريا، وتعذر على الطلاب اللبنانيين والسوريين الذين تعلموا هناك إصدار وثائق رسمية. علماً أنه من هذا الباب يتم السماح لعشرات الطلاب التقدم للامتحانات ويصار إلى تسوية أوضاعهم لاحقاً.

دور سلبي للمنظمات الدولية
المخاوف اللبنانية من أعداد الطلاب السوريين في المدارس الرسمية، مردها إلى إشكالية التسرب المدرسي التي يعاني منها القطاع منذ سنتين والمقدر لها الارتفاع العام المقبل، بسبب اضطراب التعليم الرسمي. ووفق المصادر، فالتقديمات التي تعطى للطالب السوري أفضل من الطالب اللبناني، ما يؤدي لاحقاً إلى ارتفاع نسبة تسرب الطلاب اللبنانيين. فاليونيسف تدفع عن كل طالب سوري 140 دولاراً لصندوق المدرسة وتدفع كلفة الأساتذة والمصاريف التشغيلية، بينما يقتصر دفعها للطلاب اللبنانيين عن مرحلة التعليم الأساسي على 18 دولاراً عن كل طالب. وهذا واحد من الأمور السلبية التي تساهم بها المنظمات الدولية في تعميق الهوة بين الطلاب اللبنانيين والسوريين. فمن المعروف أن طلاب المدارس الرسمية هم من الفقراء ومن الذين يعيشون فقراً مدقعاً، يفوق فقر السوريين في لبنان.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا