محليات

بانتظار إكسبو بيروت الرئاسي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وصول الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، إلى بيروت، ليس حدثاً معزولاً عن تطورات كثيرة ومتعددة، سبق أن تمت في العالم والمنطقة ولبنان.

فعلى المستوى الإقليمي والدولي، وصل لودريان إلى بيروت فيما كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لا يزال في بداية انطلاقة أيام ووقائع زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس، والتي سيقضي فيها عشرة أيام. مع العلم أنها الزيارة الثانية للزعيم السعودي خلال سنة إلى فرنسا، بعد أولى أجراها في تموز 2022.

ومن الواضح، حسب وقائع وأحداث زيارة بن سلمان الباريسية، أن البلدين، المملكة العربية السعودية وفرنسا، باتا شريكين كبيرين ومقربين في الكثير من المجالات والقطاعات والتوجهات، إضافة إلى العلاقة القوية التي باتت تربط الرجلين ببعضهما أي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي. فالسعودية وفرنسا تنخرطان في مشاريع مشتركة تعول فيها كل دولة على الأخرى في نجاح خطط وتوجهات اقتصادية وتنموية لها ولمستقبل بلادها واقتصادها.

تسعى وتهتم السعودية للفوز باستضافة إكسبو 2030 في الرياض، وتمهيداً للتصويت لاختيار المدينة المستضيفة لهذا الحدث، في اجتماع الجمعية العمومية التالي الذي سيعقد في شهر تشرين الثاني 2023.

وقد وصل الأمر إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أي الملك المقبل للسعودية، حضر شخصياً في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة "إكسبو 2030" الذي أقيم في باريس لممثلي 179 دولة من أعضاء المكتب الدولي للمعارض -المنظمة المسؤولة عن معرض "إكسبو" الدولي.

في المقابل، فإن لفرنسا طموحات ومشاريع متعددة في العربية السعودية ودول الخليج والمنطقة.

فوزير التجارة الخارجية والاستقطاب والفرنسيين في الخارج، أوليفيه بيشت، تحدث مثلا عن حضور 130 شركة فرنسية في الاقتصاد السعودي، وعن استثمارات سعودية كبيرة في الاقتصاد الفرنسي.

عملياً، ما هو ظاهر حتى الآن، أن هناك شراكة وتعاون قوي بين الدولتين فرنسا والسعودية، كل لمصلحة كل بلد واقتصاده وتقوية وتدعيم خططه.

إذا، لودريان وصل إلى بيروت، على وقع هذه التطورات بين بلاده والعربية السعودية، في مقابل انفتاح سعودي- إيراني أنجز إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبداية مسيرة من الوئام بينهما لا تزال تحت الاختبار.

لودريان كان حذر في 27 آب 2020، من موقعه كوزير للخارجية آنذاك، من أن لبنان -وفي كلام غير مسبوق يومها- أمام احتمال مواجهة "خطر الزوال". وكان مضى يومها على انفجار مرفأ بيروت أكثر من أسبوعين، وعلى استقالة حكومة حسان دياب 17 يوماً.

منذ ذلك الحين، جرت مياه كثيرة في لبنان. وبعد تعثر الاندفاعة الفرنسية في شقها الأول، التي تبنت فيها وسوقت بحماسة واندفاع للمرشح الرئاسي المدعوم من حلفاء إيران وسوريا، أي الوزير السابق سليمان فرنجية. ما ولد في المقابل رد فعل رافض وتقاطع قوي من قوى أخرى معارضة في وجه هذا الترشيح، وعلى وجه الخصوص من قوى مسيحية أساسية ووازنة.

من هنا، فإن مهمة لودريان لن تكون مهمة سهلة. وهو بطبيعة الحال لم يعد قادراً على التمسك كما كان الوضع سابقاً بالمرشح فرنجية، بعد وقائع الجلسة الانتخابية الأخيرة لمجلس النواب التي تمت في14 حزيران. والتي انتهت إلى تقدم المرشح الذي تقاطعت عليه المعارضة، أي جهاد أزعور، على فرنجية بالأصوات.

لهذه الأسباب سارع الموفد الفرنسي للتأكيد أنه لا يحمل مبادرة محددة، بل إصرار رئاسي فرنسي على المساعدة، وأنه سيقوم بزيارات أخرى للبنان.

في الجوهر، بعد جلسة الانتخاب الأخيرة، تجاوز الأمر بوقائعه مسألة الأسماء المعروفة والمتداولة، ولم يعد مقنعاً أو جائزاً التنقل بين التسميات. ويبدو أن الأزمة قد تخطت التنافس على الأسماء إلى البحث عن المشاريع والمقاربات والبرامج، التي تمهد لتسويات سيعمل على إحداها الموفد الفرنسي. مما يعني، بعد انتهاء زيارة بيروت ستكون هناك عودة إلى باريس مرفقة بتقرير لماكرون، واجتماعات مع خلية الأزمة الفرنسية، التي شكلها الرئيس الفرنسي لمتابعة ملفات لبنان الموزعة بين الخارجية والاستخبارات الفرنسية، وتشاور مع اللجنة الدول الخماسية العليا، ومن ثم صياغة مبادرة تحمل عناصر تسوية محتملة.

في هذه الأثناء، لبنان وشعبه في غرفة الانتظار فترة ليست بقصيرة أو سريعة، مع احتمال قوي بتخطي أشهر الصيف من دون انتخاب رئيس، إلى أن يأتي أوان انطلاق إكسبو بيروت الرئاسي، بما يحمله من تغيرات تفرضها التطورات المتصلة بأحداث الإقليم المقبلة والمتغيرة.  

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا