"آتٍ لا محالة".. "The Telegraph" تكشف: سقوط بوتين تأخر ليس إلا
تطورت "العملية العسكرية الخاصة" القصيرة المدى التي قادها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسيطرة على كييف لتصبح حرباً على جبهتين.
وبحسب صحيفة "The Telegraph" البريطانية، "عانى الرئيس الروسي من مشاكل على الجبهة الأوكرانية، فعدوه المدعوم من حلفاء أقوياء بشكل غير متوقع يرفض الانصياع. إلا أن محاولة انقلاب رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين الفاشلة فتحت الآن جبهة داخلية كشفت عن ضعف النظام وهشاشة الأمن الداخلي للبلاد. كان بريغوجين قادرًا على الاستيلاء على مركز القيادة في موسكو والاحتفاظ به من دون إطلاق رصاصة واحدة. كما ويمكن لقواته المدججة بالسلاح أن تتقدم مئات الأميال نحو موسكو، من دون مضايقة إلى حد كبير، مع ورود تقارير عن استسلام الجنود الروس لهم. في طريقهم إلى موسكو، ورد أن قوات "فاغنر" أسقطت سبع طائرات هليكوبتر وطائرة نقل. فإذا كان هذا صحيحًا، فهو أحد أكثر الأيام دموية بالنسبة للقوات الجوية الروسية منذ بدء الحرب في أوكرانيا".
وتابعت الصحيفة، "من الواضح أن الكرملين يفتقر إلى القوات لتأمين حتى الأهداف الرئيسية داخل روسيا. لذلك، كان عليهم الاعتماد على مجموعات خاصة أخرى، كقوات رمضان قديروف الشيشاني، الذي أرسل على ما يبدو 3000 رجل كانوا يحاربون في أوكرانيا لمواجهة "فاغنر". وكما أصبح واضحاً اعتماداً على ما شهدنا عليه في أوكرانيا، فإن القوات الروسية غير قادرة على الاستجابة للأزمات غير المتوقعة من دون أوامر من القيادة العليا. هذا الأمر يساعد في تفسير سبب تمكّن رجال بريغوجين من الوصول إلى ما وصلوا إليه".
وأضافت الصحيفة، "إن سعي بوتين لتجنب الاشتباكات العنيفة بين الجنود الروس ومجوعة "فاغنر" أدى إلى شلل في الكرملين مصحوبًا ببحث محموم عن طريقة لإيقاف بريغوجين دون إراقة دماء، مما دفع في النهاية الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى التصرف. من المؤكد أن بوتين لم يكن مهتماً بالخسائر البشرية التي سيتكبدها كلا الجانبين، لكنه كان مهتماً بالتفكك المحتمل في الخطوط الأمامية بسبب التمرد العنيف في شوارع موسكو أو الطرق المؤدية إليها. وقد كشف خطابه للأمة الذي قارن فيه الانتفاضة بانهيار الجبهة عام 1917 مخاوفه الداخلية".
وبحسب الصحيفة، "بوتين هو السبب الرئيسي في كل ما حدث، والأهم من ذلك هو السبب في غزوه غير الحكيم وعدم قدرته على اتخاذ إجراءات فعالة عندما بدأ كل شيء يسير على نحو خاطئ. كما وهو السبب في اتباع سياسته الماكيافيلية "فرق تسد" التي سمحت للمجرم المُدان بريغوجين ببناء جيش خاص قوي. فقد تمكن قائد "فاغنر" على مدى شهور من الإفلات من العقاب. لذلك، فإن أحداث الأيام الماضية هي نتيجة حتمية لإخفاق القادة الروس على السيطرة عليه أو التخلص منه".
وتابعت الصحيفة، "من المؤكد أن سوء تقدير بوتين يمكن تفسيره فقط من خلال الخسائر النفسية لحرب لا يمكن الانتصار فيها على رجل كان يعتقد الكثيرون حتى الآن أنه عبقري سياسي واستراتيجي. والأكيد أن هذه الصفة التي تمتع بها بوتين قد اختفت الآن، كما وتلاشت سمعة القائد الحديدي الذي لا يمكن تجاوزه، وذلك بعد أن أصدر عفوا عن متمردي "فاغنر"، وبعد أن سمح لقائدهم بالفرار إلى بيلاروسيا. لقد ثبت لكل من اعتقد أن بوتين قادر على إدارة أي تحد داخلي أنه على خطأ. ربما تمكن من إخراج بريغوجين من روسيا، لكن أفعال هذا الأخير كشفت أن بوتين ليس إلها".
وختمت الصحيفة، "إن الهجوم المضاد الأوكراني الناجح، والذي قد يكون لديه فرص أكبر للنجاح نتيجة الاضطرابات داخل روسيا، قد يجعلنا أقرب من سقوط بوتين، والذي قد يؤدي بدوره إلى انهيار الجيش الروسي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|