مخطط تهجيري لأهالي بيروت بغطاء تنموي!
من منّا لم يقصد منطقة مار مخايل – الجميزة التي تزدحم بالسيارات والمارة نهارا، وتعجّ بروّاد السهر في الحانات والملاهي ليلاً..
هناك حيث الاكتظاظ المتزايد، تقرّر إنشاء ساحة للمشاة عند أحد أكثر التقاطعات ازدحاما وتحديدا عند نقطة التقاء منطقة مار مخايل بالجميزة حيث يتقاطع شارع ارمينيا بشارعي باستور وغورو.
بالشكل قد يبدو المشروع تنموياً غير أنه بالمضمون تهجيري بامتياز لأن الرقعة المستهدفة لا تصلح لهكذا مشاريع تستلزم تضييق الطريق لتعريض الأرصفة التي يحتلّها أصحاب المطاعم والحانات أساساً، وهو ما لا يسمح بتخصيص هذه الأرصفة للمشاة كما ينصّ المشروع لا بل يضيّق الطريق على السيارات ما يزيد الازدحام المروري، ويلغي أي مواقف للسيارات في بلدٍ يتلهّى فيه أهل الحلّ والربط بمشاريع غير صالحة للتنفيذ بدلا من أن يعملوا بجدّ على إنشاء قطاع نقل عام مشترك هو مطلب كل لبناني.
وكان الأهالي قد تقدّموا بثلاث عرائض اعتراضا على المشروع تسجّلت في بلدية بيروت لكنها بقيت حبرا على ورق الى أن نزلوا الى الشارع ورفعوا الصوت في العلن بمؤازرة النائبين غسان حاصباني وهاغوب تيريزيان فتوقفت الأشغال موقتا الى حين إعادة النظر في المشروع، علما أن قرار التنفيذ اتخذته بلدية بيروت بموافقة ثمانية أعضاء فقط من أصل أربعة وعشرين، ما يدلّ على هشاشة القرار والمجلس البلدي الذي يعاني من التفكّك نظرا الى اعتكاف واستقالة عدد من أعضائه، غالبيتهم يمثلون دائرة بيروت الأولى، وذلك اعتراضا على سياسة الأمر الواقع التي يمارسها المجلس البلدي في اتخاذ القرارات، وبالتالي لم يعد المجلس الحالي يمثّل شريحة واسعة من أهالي بيروت.
أمام هذه الوقائع، نضيء على النقاط التالية:
-بعدما لمس أهالي بيروت الأولى بشكل خاص محاولة واضحة لتهجيرهم من منطقتهم وعدم الأخذ برأيهم في تنفيذ المشاريع أو المخططات الملتبسة الأهداف، باتوا اليوم يطالبون بمجلس بلدي منفصل لبيروت الأولى.
-أين البلدية والقوى الأمنية من الفوضى واحتلال أصحاب المطاعم والحانات الليلية لأرصفة الجميزة - مار مخايل من دون حسيب أو رقيب.. وغياب التنظيم في المنطقة؟
علما أن هذا الموضوع ليس جديدا فالأهالي أطلقوا الصرخة مرارا وتكرارا وعلى مدى سنوات مضت وتوجّهوا الى وزير السياحة ومحافظ بيروت من دون جدوى.. كما ان نواب بيروت الأولى اجتمعوا مع مطارنة بيروت وأصدروا بيانا يطالبون فيه بتنظيم السهر خصوصا بعدما انتشرت في الآونة الأخيرة الممنوعات في بعض الأماكن مع تسجيل حوادث مخلّة بالآداب والأخلاق، ناهيك عن أصوات الموسيقى المرتفعة في أوقات متأخّرة من الليل ما يسبّب إزعاجا لأهالي المنطقة.. لكن أياً من هذه التحركات لم يأت بالنتيجة المرجوة.
اليوم، الأشغال في موقع المشروع المذكور متوقفة بانتظار قرار بلدية بيروت التي أعاد محافظ بيروت الكرة الى ملعبها إذ أحال المشروع مرة جديدة الى المجلس البلدي يوم الاثنين.
الأمر الذي يثير خشية الأهالي ممّا قد تلجأ اليه البلدية، فهل تعيد فرض المشروع عليهم أم تحيله الى إدارة الهندسة لتحسين شروط تنفيذه بما يتناسب مع واقع المنطقة؟
هنا يعبّر الأهالي عن هاجسهم من أن تطول فترة توقّف الأشغال ما يرتّب ازدحاما إضافيا وفوضى بغية إخضاعهم للأمر الواقع.
هم يؤكدون رغبتهم بتحسين وتطوير المنطقة لكن بما يتلاءم مع حاجاتها، أما الذي يحصل في هذا المشروع هو تطبيق تصميم متطوّر لمنطقة تفتقد أمورا أساسية مثل البنى التحتية التي لم يلحظها المشروع المذكور.
في هذا المجال، نشير الى أن عددا من نواب المنطقة كان قد تقدّم باقتراحات بديلة لتحسين شروط المشروع والتخفيف من تداعياته السلبية والحفاظ على تشجير الأرصفة غير أن هذه الاقتراحات لا تزال قيد الدرس.
ويطرح نواب بيروت الأولى الاستحصال على تمويل من الجمعيات الدولية لإعادة تأهيل الأرصفة والبنى التحتية المهترئة في المنطقة وتحسين الطرقات لتسهيل حركة المرور مع الإبقاء على مواقف لسيارات الأهالي وزوّارهم.
كما يمكن الاستثمار لتحسين شروط محطة شارل حلة والجسر لإنشاء مواقف للسيارات يستفيد منها أهالي المنطقة.
وإذ تبرز الخشية من مخطط لإنشاء مشاريع توسيع أرصفة وتضييق طرقات امتدادا من مرفأ بيروت وصولا الى الجميزة مار مخايل وسط حديث عن ضمّ هاتين المنطقتين، لا بدّ من الإشارة الى ان المشروع غير مستدام بيئياً إنما يزيد من البقع الإسمنتية في المنطقة بدلا من زيادة التشجير أو إقامة حدائق عامة على سبيل المثال إضافة الى ارتفاع نسبة التلوث البيئي الناجم عن ازدحام السيارات بسبب تضييق الطريق.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|