افرام في معراب: الشرق الأوسط يعيش فجرًا جديدًا وعلينا ألا نطيح الفرصة
مستشفى يُنذر مريضاً ورجل يُهرّب زوجته... تلافياً لدفع الفاتورة
ما زالت الأزمة الاقتصادية والمالية، مُضافة إلى تداعيات جائحة "كورونا" تفتك باللبنانيين، وتحوّل حياتهم إلى عاطلين عن العمل حيناً، أو يئنّون من البؤس والفقر المُدقع أحياناً، ما أوقع بعضهم بالعجز عن سداد نفقات علاجية مُتراكمة عليهم، وسط بحثهم اليومي عن تأمين قوت العيش بكفاف وكرامة.
الشاب محمد عبد الله الحسن واحد من هؤلاء، يعاني من مرض الربو، فتكت به "كورونا" أثناء عمله في جمع الخُردة، ما أجبره على دخول أحد المستشفيات المرموقة في المدينة لتلقي العلاج، فمكث فيها نحو شهر إلا خمسة أيام بين العناية الفائقة وغرفة العلاج. نجا من الموت ولكنه لم ينج من تداعيات نفقات العلاج الباهظة.
الحسن اكتسب شهرة واسعة، حين نُشرت صوره وسط النار الملتهبة، وهو يجمع الأسلاك المعدنية من الاطارت المشتعلة التي أضرمها المحتجّون في ساحات وشوارع المدينة خلال انتفاضة تشرين الأول 2019، إلى أن أُصيب بـ"كورونا" وأدخل الى المستشفى صفر اليدين وخرج منها بكفالة التوقيع على تعهّد بسداد النفقات المالية المتوجبة عليه، كي لا تتراكم عليه الديون، وبقي في منزله يتلقّى العلاج ويتنفّس على الأوكسجين.
المفاجأة، أنّ الحسن تسلّم بلاغ إنذار من المستشفى عبر وكيلها المحامي بضرورة سداد بدلات الخدمات الطبية والاستشفائية والمخبرية المستحقّة عليه إبان دخوله إلى المستشفى من تاريخ 22 شباط 2022 إلى 19 آذار 2022، والبالغة نحو ستين مليون ليرة لبنانية، وذلك في مدّة اقصاها 24 ساعة من تاريخ تبلّغه أو رفضه تبلّغ الانذار الراهن، "وإلا سنضطر آسفين لسلوك الطرق القانونية والقضائية المتاحة لالزامكم بسداد البدلات والمبالغ المترتّبة بذمّتكم، إضافة لبدل العطل والضرر والمصاريف والنفقات كافة وأتعاب المحاماة".
ويقول الحسن لـ "نداء الوطن" وهو دامع العينين: "ما زلت إلى اليوم عاطلاً عن العمل بسبب الربو، وأتنفس على الأوكسجين في البيت، وليس هناك من يُساعدني، فكيف لي تأمين المبلغ ودفعه وأنا عاجز عن تأمين لقمة الطعام والشراب لأسرتي المؤلفة من 6 أفراد: أنا والزوجة وأربعة أولاد وجميعهم في المدارس، البكر فيهم ملاك وعمرها 16 عاماً ثم أحمد وعمره 15 عاماً".
ويوضح الحسن أنّه يضطرّ شهرياً إلى دفع رسم الاشتراك الشهري بالمولّد الخاص كي يُشغّل ماكينة الأوكسجين، "لا أستطيع العيش من دونها، فيما بعض الخيّرين يرأفون بنا ويساعدونني بين الحين والآخر، وأدعو اليوم أصحاب الأيادي البيض والقلوب الرحيمة إلى مساعدتي في سداد المبلغ، لست مُتهرّباً منه، ولكن لا قدرة لي، علماً أنّ كلفة الفاتورة بلغت وقتها نحو 175 مليون ليرة وقد ساعدني البعض بدفع نحو 3 آلاف دولار أميركي ونيّف، وبقي نحو ستين مليون ليرة لبنانية (اليوم نحو 600 دولار أميركي).
وحالة الحسن ليست الوحيدة، فقد بقيت حكايات مرضى كثر، بعيداً من الأضواء والإعلام معاً، وقد ضجّت أخيراً واحدة منها، حين عمد زوج مريضة، أُدخلت إلى أحد المستشفيات الخاصة للخضوع الى جلسة علاج من مرض عضال، إلى تهريبها بطريقة بوليسية من دون أن يدفع الفاتورة لأنّ لا طاقة له عليها، بعدما بلغت نحو 3 آلاف دولار أميركي، في ظاهرة تعتبر الأولى من نوعها في المدينة، إذ يعجز مرضى عن السداد، ولكن المستشفى تتحمّل حيناً جزءاً من النفقات، أو يتمّ التوقيع على تعهّد بالدفع حيناً آخر، أو يبادر أصحاب الأيادي البيض إلى المساعدة لإنهاء معاناة مثل هذه الحالات الإنسانية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|