كواليس لقاءات عين التينة... هل غمزت الخماسية إلى العماد عون؟
ومن جهتها أعلنت الإمارات أمس الخميس، تقديم مساهمة بمبلغ 15 مليون دولار للأونروا "لدعم عمليات الوكالة وخدماتها، ولتوفير المساعدات العاجلة للأسر الفلسطينية، وخاصة إعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها والتي شهدت خلال الفترة الماضية اعتداءات إسرائيلية كان لها تداعيات على آلاف الأشخاص"، حسبما نقلت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام).
وتسعى إسرائيل وسط هذه الظروف إلى تطبيع العلاقات مع السعودية، وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، كشفت في تقرير الشهر الماضي، أن المملكة تسعى للحصول على تعهدات أمنية ومساعدة نووية من الولايات المتحدة مقابل التطبيع مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على المناقشات بين البلدين، القول إن الرياض طلبت من واشنطن تقديم ضمانات أمنية والمساعدة في تطوير برنامجها النووي المدني، بالتزامن مع سعي الولايات المتحدة التوسط لإقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة وإسرائيل.
جسر نحو التطبيع؟
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن إسرائيل ترى أن هناك فرصة جيدة للمضي قدمًا في الخطة المقترحة بشأن الجسر، حتى قبل إقامة علاقات رسمية بين البلدين "لأن جميع الأطراف ستستفيد".
وأضافت أن إسرائيل تروج للخطة في دول الخليج، وتستفيد من الدعم الأميركي لها، ويعتمد الجسر المقترح من طرق برية قائمة حاليًا لكن سيتم تحديثها وإنشاء طرق أخرى.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الخطة باتت ممكنة في ظل اتفاقات أبراهام والتي شهدت تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب.
لكن المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي، أكد أن مثل هذه الخطوة تأتي في إطار الأسلوب الأميركي والإسرائيلي في تقديم المغريات والتي لن "تخضع لها المملكة" حسب تعبيره، لافتًا في تصريحات للحرة، إلى أن الرياض واضحة في مثل هذه الفكرة وربطت أي تعاون بالحل السياسي للقضية الفلسطينية.
كانت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، ريما بنت بندر آل سعود، قالت الشهر الماضي، إن المملكة تركز على التكامل مع إسرائيل، وليس مجرد التطبيع، مشيرة إلى أن ذلك يكون في إطار ازدهار وتكامل المنطقة بالكامل.
وذكرت السفيرة السعودية الشابة خلال جلسة حوارية مع مراسلة شبكة "أن بي سي" الأميركية، أندريا ميتشل، في "مهرجان آسبن للأفكار" في ولاية كولوردو: "نحن لا نقول التطبيع. نحن نتحدث عن شرق أوسط متكامل، وموحد (ككتلة) مثل أوروبا، حيث يكون لدينا جميعا حقوق سيادية ودول ذات سيادة، ولدينا مصلحة مشتركة".
وتابعت: "ليس تطبيعا أن تكون جالسا هناك، وأنا أجلس هنا، ونوعا ما نتعايش ولكن بشكل منفصل. التكامل يعني أن شعوبنا تتعاون، وتتعاون أعمالنا، ويزدهر شبابنا".
ولم تعترض السعودية على إقامة الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل، عام 2020، لكنها لم تُقدم على ذلك قائلة إن أهداف إقامة الدولة الفلسطينية لا بد أن تتحقق أولا.
أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، يرى أن كل شيء ممكن في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة و"لا ينبغي استبعاد أي فكرة أو مبادرة حتى لو بدت مستحيلة أو غير معقولة".
وتابع في تصريحات للحرة: "الوقائع تؤكد لنا جميعا أنها لو كانت مدعومة بقوة من قوى إقليمية ودولية لا يجب استبعادها".
هل يرى النور؟
قال اليامي، إن إسرائيل طالما انتهجت مسار تأجيل الأمور المهمة في مفاوضاتها "ولكن هذا لن يتم مع السعودية"، في إشارة إلى محاولة التعاون والتطبيع قبل حسم القضية الفلسطينية.
وتابع: "المملكة ليس لديها أي مشكلة في إقامة علاقات وتعاون مع إسرائيل مثل أي دولة في المنطقة، لكن بعد حل القضية الفلسطينية".
وواصل عبد الله حديثه للحرة، بالقول إن مشروع الجسر فكرة "تعترضها صعوبات حتى ترى النور، مثل وجود دول لا ترغب في أن تكون جزءا من المشروع أو دول قد تتضرر".
وتابع: "إيران لا تريد أن ترى الخليج متربطة بهذا الشكل مع إسرائيل، كما أن دولا أخرى مثل مصر قد ترى أن ذلك قد يؤثر سلبا على طرق الملاحة".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها إلى أن دراسة لوزارة الخارجية الإسرائيلية والحكومة الأميركية حول المشروع، كشفت أن بهذا المشروع سيتم اختصار زمن الرحلات من عدة أسابيع إلى يومين أو ثلاثة، وأنه سيتم توفير 20% من تكاليف الشحن، مقارنة بطرق أخرى مثل قناة السويس المصرية.
يختتم عبد الله حديثه للحرة ويقول "إن هذا المشروع أمامه تحديات كبيرة وقد لا يرى النور خلال المستقبل المنظور"، حسب تعبيره.