جعجع أكد اهمية حقوق المسيحيين: نعمل مع السعودية كي نمنع أمّنا الحنون من التأمر علينا

بدا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع متفائلا بالنسبة الى الوضع الديموغرافي في لبنان وخاصة ان اتفاق الطائف يحمي هذا الواقع ويحمي المسيحيين بغض النظر عن الاعداد.

وفي حلقة مع عدد من الاعلاميين شاركت فيها وكالة "أخبار اليوم"، رفض جعجع التهويل بان المسيحيين يفقدون وظائفهم، موضحا ان 35% من المواقع الخاصة بالمسيحيين شاغرة كما ان هناك 44% من مواقع المسلمين شاغرة ايضا، وبالتالي المقاربة التي تتحدث عن تفريغ ممنهج لمواقع المسيحيين غير صحيحة لان نفس الاسباب موجودة عند الجميع.

وشدد جعجع على ان القوات كأقوى فريق مسيحي لن تتنازل عن اي حق من الحقوق التي منحها الطائف للمسيحيين، وهذه الحقوق ليست مرتبطة بمجمل عدد الشعب اللبناني او بالنسب، قائلا: حتى حزب الله لا يستطيع ولا يجرؤ على مقاربة هذا الموضوع معنا على الرغم من تجربته في الاستحصال على عدد من المراكز في الدولة تتعلق على سبيل المثال بالجيش او الاجهزة الامنية او اي منصب آخر، والدليل ان حزب الله يخشى من اللامركزية، واكد انه عند ذكر اللامركزية في وجه الحزب سيعطون المسيحيين اكثر مما يريدون.

واستطرادا، اكد جعجع ان المسيحيين "يولدون" بطريقة صحيحة ، لكن ما يحصل عند المسلمين هو تكاثر ونمو بطريقة متعمدة انطلاقا من سياسة الخميني لاكثار النسل، مشددا ان العدد لا يهمنا، وقائلا: من خلال طبيعة هذه الديموغرافية النوعية، ليس صدفة ان كل المفاصل السياحية والاقتصادية والطبية والاعلامية المهمة في البلد موجودة لدى المسيحيين.

وشدد على انه لا يجوز ان نستخف بحقوقنا ولا بقوتنا، واذا لا يريدون ان يعترفوا بحقوقنا فاننا سنذهب الى مكان آخر وعندها سنكون "اكيد احسن من الآن".

واذ كرر: الاطراف الاخرى تدرك ان المسيحيين هم من يحركون الاقتصاد، لكن هذه الاطراف تريد ان يعمل المسيحيين عندها كأيام الامارة.

وردا على سؤال، اشار جعجع الى انه لا يخاف من هجرة المسيحيين، لا سيما باتجاه دول الخليج، قائلا: بل على العكس مشكور المهاجر اللبناني الذي ساهم في صمود البلد من خلال مدّه بالاموال، معتبرا ان من هم في دول الخليج في نهاية المطاف سيعودون.

وجزم ان اللامركزية الادارية تشكل خلاصا للمسيحيين، في حين ان الطرف الآخر يستغل كل مقدرات المسيحيين التي يجب ان تبقى عندهم ولهم.

واذ توقع الا يعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، قال جعجع: في حال عاد سنبلغه بشكل حاسم وحازم بان لا حوار بالاطار الذي يطرحه حزب الله، مضيفا: طرح الفدرالية واللامركزية بشكل واسع راهنا لم يأت من فراغ.

من جهة اخرى، شن جعجع هجوما على التيار الوطني الحر الذي وصفه بالعنصر الغريب والحالة الشاذة في مجتمعنا، وطالما هذه الحالة موجودة لن نستطيع ان نصل الى اي مكان، وتابع: كان يمكن ان يكون عهد الرئيس ميشال عون افضل عهد لو تصرف كما يجب.

اما بالنسبة الى حزب الكتائب، فقال جعجع: على الرغم من اننا اختلفنا معه في فترة من الفترات، لكنه لم يحد عن الخط السيادي، والآن نحن على تواصل جيد.

واكد جعجع ان لا عودة الى تفاهم 2016، قائلا: لا عودة، لا صلح، لا اعتراف.

وعن حزب الله، قال: اذا باله طويل فبالنا اطول بكثير، ولا يستطيع تخويفنا او اللعب على عامل الخوف، معتبرا ان القوات لا يمكنها ان تقوم بكل شيء بمفردها، بل يجب التعاون وبالتالي العمل خطوة خطوة كي نصل الى الهدف المنشود وتحديدا يجب ان تكون الدول الاجنبية معنا.

واضاف: نعمل الآن بكل قوتنا مع السعودية كي نمنع امنا الحنون من التآمر علينا مع حزب الله. فنحن اليوم في حالة مقاومة اكثر من ايام الحرب، فالمقاومة ليست دائما في السلاح.

واوضح ان ما نطرحه من افكار ليس من باب الحقد بل من باب الخير للجميع وللوطن، وامورنا لا تحل الا بتركيبة جديدة اسمها لغاية الآن اللامركزية الموسعة.