حَذَر أردني شديد من سوريا بعد "أفراح" الاحتضان العربي... فماذا عن لبنان؟
تُفيد آخر المعطيات المتوفّرة من الأردن بأن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لسوريا، خرجت عن "أفراح" عودة دمشق الى الجامعة العربية، والحضن العربي، وبدأت تتوغّل في ما هو جدّي.
انتقادات
فالصّفدي انتقد أمام المسؤولين السوريين عَدَم تقديم دمشق أي ملموس جدّي حتى الساعة، سواء على صعيد التغيير السياسي الذي سيشكّل مقدّمة لحلّ شامل ومُستدام للأزمة السورية، أو على مستوى عودة اللاجئين، كركيزة أساسية لبَدْء الحديث الفعلي عن إعادة الإعمار. هذا الى جانب الانتقاد الأردني للمراوغة السورية في مجال مكافحة تهريب المخدرات، لا سيّما أن الأمن الأردني لا يزال يبذل جهوداً هائلة لمراقبة تلك الأنشطة على الحدود بين البلدَيْن، وكأن لا عمل سورياً جدياً في هذا الإطار، و(كأن) لا قرار سياسياً وأمنياً سوريّاً بإحداث نقلة نوعيّة وجذرية في مكافحة تلك الأنشطة.
فأكثر ما تفعله دمشق على هذا الصّعيد، هو بعض الملاحقات والعمليات الأمنية في بعض النّقاط والمناطق، ولكن من دون أي انعكاس مُستدام على مستوى كبير.
"ثلاجة"
وتكشف بعض المصادر عن انزعاج أردني من الإصرار السوري المستمرّ على حاجة دمشق لمبالغ مالية كبيرة، من أجل تحضير ظروف عودة اللاجئين، ومكافحة تهريب المخدرات، ومن دون أي خريطة طريق مُتكامِلَة.
فهل يعني ذلك أن لبنان سيمكث في "الثلاجة" طويلاً بَعْد، نظراً لعَدَم فكّ أطراف الداخل الارتباط، بين بيروت ودمشق، لا في أيام الاحتلال السوري للبنان، ولا في زمن الحروب والمشاكل السورية - السورية، والسورية - العربية؟
لبنان؟
أوضح النائب السابق محمد الحجار أن "لبنان ليس في دائرة الاهتمام العربي والدولي، ولكن لا دخل لما يحصل مع النظام السوري بذلك، بل لأن الجميع في الخارج لديهم مشاكلهم وأسبابهم لعَدَم التعاطي معه (لبنان) كأولوية. وما علينا سوى التصرّف على هذا الأساس".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "معلوم لدى الجميع أن المملكة العربية السعودية قامت بالضغط الأساسي لإعادة سوريا الى الجامعة العربية، لاعتبارات تتعلّق بسياستها القائمة على تصفير المشاكل، وتعزيز كل العوامل التي تؤدي الى مزيد من الاستقرار في المنطقة. ولكن النظام السوري في مرحلة ما بعد الرئيس الراحل حافظ الأسد، بات مُراوِغاً جدّاً، ولا يحترم الالتزامات التي يقدّمها".
استقرار حقيقي
وشدّد الحجار على أننا "نتمنى أن تستعيد سوريا دورها الريادي في المنطقة، ولكن على أساس خطوات أساسية لا بدّ للنظام السوري من احترامها، وفي مقدّمها فك تحالفه الإقليمي مع إيران. فهذا التحالف يحقّق مصلحة طهران على حساب مصلحة النظام العربي، وهو تحالف يسمح لإيران بالتدخّل في الشؤون الداخلية العربية أكثر فأكثر".
وأضاف:"لا بدّ أيضاً من تعاطي سوريا مع المعارضين في الداخل السوري بإرادة سليمة، والإقلاع عن سياساتها السابقة تجاههم، والإقرار بأن هناك حلاًّ سياسياً لا بدّ من القيام به كمقدّمة لاستقرار سوري حقيقي".
فراغ ومُحاصَصَة
وردّاً على سؤال حول انعكاسات عَدَم فصل مسار الحلّ في لبنان عن سوريا، بوضوح، حتى في زمن الحرب والمشاكل السورية، أجاب الحجار:"سوريا جارة للبنان. وما يحصل فيها ينعكس عليه، سواء كان إيجابياً أو سلبياً. فضلاً عن أن لَجْم التدهور الحاصل فيه (لبنان) يجب أن يكون مهمّة لبنانية داخلية. ولكن المسؤولين اللبنانيين لا يُظهرون أي حسّ بالمسؤولية، والدليل على ذلك هو الفراغ في الرئاسة الأولى الذي يقترب من شهره العاشر. فضلاً عن استمرارهم بالتصرّف على قاعدة المُحاصَصَة، وكأننا لسنا في بلد مُنهار".
وختم:"إذا لم يتحمّل اللبناني مسؤوليّته تجاه لبنان، فإن العالم لن يفعل ذلك، بل سيستفيد كل من لديه مصلحة بتدهوره (لبنان) لتحقيق مصالحه".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|