ما يمكن أن يحققه لودريان... في علم الغيب
كل التفاهمات السابقة التي أنتجت في كل مرة تسويةً رئاسية وأدت إلى انتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور رئاسي طويل، قد أظهرت فشلها بعدما أرست قاعدةً تقضي بالحوار تمهيداً لتسوية، وتعطيل الإنتخابات بانتظار الحوار والإتفاق أو التسوية.
وفي الوقت الراهن، يبدو الإستحقاق الرئاسي مرهوناً بالحوار المنتظر والذي سيحمل مشروعه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان قريباً إلى بيروت. وقد لاحظ الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين، أن الجميع في لبنان، من ممانعة ومعارضة، هم بانتظار عودة لودريان وما سيحمله من مبادرة حوارية، إلاّ أنه كشف أن السؤال المطروح هو "هل هناك موعد نهائي؟" ليجيب أن "البلد كله بانتظار أن تؤكد باريس هذا الموعد، لأن تحركات لودريان لن تكون سرية".
وكشف المحلل شاهين ل"ليبانون ديبايت"، عن أن بعض الأطراف ترى أنه من الضروري أن يزور لودريان، الرياض والدوحة وأن يطلع على مساعي قطر لدى إيران، ومساعي وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، عندما التقى نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في طهران، خلال وجود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في باريس.
لذلك، تحدث شاهين عن فترة انتظار هذين الحدثين، الإعلان الرسمي عن الزيارة وحصيلة مشاورات لودريان مع اللقاء الخماسي قبل زيارة بيروت. لكنه لفت إلى وجود عقبتين أساسيتين أمام لودريان، واحدة داخلية وأخرى خارجية، لأنه في الداخل لا يبدو أن الحماس شامل بالنسبة للدعوة إلى الحوار، إذا وجه لودريان الدعوة إليه.
وفي هذا السياق، أشار شاهين إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قد طرح مشروعين للحوار، خلال لقائه وفداً من نقابة المحررين، عندما قال إن "الطاولة في مجلس النواب جاهزة، وطاولة أخرى في قصر الصنوبر"، وبالتالي أكد شاهين، أن أي شكل ممكن أن يتخذه هذا الحوار له معنى مختلف عن الآخر، فإذا كان في ساحة النجمة، له جدول أعمال محدد، وفي قصر الصنوبر جدول أعمال آخر، إذ ستكون الكلمة للفرنسيين".
وعليه، ليس من الحكمة استباق الأحداث، حيث كشف شاهين أن المعارضة تتريث في إبداء أي موقف وقد أرجأت البحث في إصدار بيان بشأن الحوار، بانتظار موقف باريس، أي أن كل شيء معلّق على أمرين: الأول، ما يمكن أن يحققه لودريان، وهو ما زال في علم الغيب، والثاني، هل في قدرته أن يختصر موقف لقاء باريس الخماسي، أم أنه سيضطر إلى مناقشة طروحاته مع أعضاء اللقاء قبل زيارة بيروت أو بعدها، وبالتالي، هذين الأمرين سيحددان طبيعة المرحلة المقبلة، فيما الباقي تكهنات فيها أمنيات أكثر ممّا فيها وقائع ومعطيات".
واستدرك شاهين مشدداً على أهمية كلام الرئيس بري، الذي ينفي كل الروايات، التي تقول إن النظام سيكون مطروحاً على طاولة الحوار، وإعلانه أن التفاوض سيكون على انتخاب الرئيس فقط، علماً أنه عاد وأشاد بما انتهى اليه لقاء اتفاق الدوحة عندما انتهى إلى انتخاب الرئيس ميشال سليمان وحدد شكل الحكومة وقانون الإنتخاب، أي أنه يتحدث عن الحوار وكأنه يتمنّى اتفاقاً مماثلاً لاتفاق الدوحة، الذي ما زال يشيد به علماً أنه كشف أن اتفاق الدوحة، قد جرى التمهيد له عبر حوارٍ في بيروت.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|