علي إبراهيم في خدمة دويلة "نهر الكلب" … غسان عويدات مطالب بالتدخل!
بعد أن بات لبنان موطناً للفساد والمحسوبيات خلال العقود الثلاث الماضية، فإن الوافد إليه خصوصاً في موسم الاصطياف لن يستغرب، الاستباحة التي يقوم بها مشروع ضخم بشكل غير منطقي على مجرى "نهر الكلب " التاريخي وتشويه البيئة "العذراء" لتلك المنطقة التي سجلت على صخرتها خروج آخر جنود الاحتلال.
ورغم كل الملاحظات ولجوء بعض الوزراء إلى التحذير يضرب المسؤولون عن مشروع "Palms the legends" بعرض الحائط الشكوى التي تقدم بها وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى إلى النيابة العامة المختصّة لملاحقة مرتكبي المخالفات في موقع نهر الكلب الأثري، وتوقيفهم وإزالة المخالفات.
إضافة إلى كتاب وزير البيئة ناصر ياسين إلى وزير الطّاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض حول المشروع، والذي طلب فيه بضرورة الوقف الفوريّ لهذه الأعمال وإزالة التعديات والتقدم من وزارة البيئة بطلب تصنيف للمشروع المذكور وفق أحكام الباب الرابع من القانون444/2002 (حماية البيئة) والمرسوم رقم 8633/2012 (أصول تقييم الأثر البيئيّ) خصوصاً أنّ مجرى النهر مصنّف كموقع طبيعي بموجب قرار وزارة البيئة 97/1/1998، لكي يصار إلى تحديد الدراسة البيئية اللازمة للمشروع وإعدادها من قبل مكتب استشاري متخصّص ومراجعتها من قبل وزارة البيئة قبل البتّ بطلب الترخيص للمشروع".
حتى أن وزير الطاقة الذي منح الإذن لأصحاب المشروع بإقامة جسر خشبي متحرك على النهر حاول تبرئة نفسه، وأكد في تسجيل صوتي لـ"سبوت شوت" أن "المسؤولين عن المشروع لم يلتزموا بالترخيص الممنوح لهم وقاموا بمخالفات".
لكن المفارقة أنه رغم الشكوى والتقارير الإعلامية التي أكدت على حجم وهول المخالفة التي تنتهك منطقة مصنفة "موقع طبيعي" فإن النائب العام المالي علي إبراهيم لا يزال يغطّ في نوم عميق عن مصالح الدولة، بينما مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون التي أقرت بوجود الجرم أمهلتهم حتى نهاية تموز لإزالة المخالفة، لكن الانتظار حتى نهاية الشهر معناه ان المخالفين نالوا مبتغاهم، وحصدوا الملايين من استغلال أملاك تعود للدولة وتشويه الصورة الطبيعية للمنطقة.
حتى مدعي عام التمييز أو التفتيش القضائي لا أحد منهم يتحرك لوقف هذه الاعتداء الصارخ وكأن الأمر لا يتعلّق بمنطقة لبنانية وواجبهم الأخلاقي والمهني يدعوهم إلى الدفاع عن ممتلكات الدولة بوجه كل من تخوله نفسه العبث فيها.
وهي ليست المفارقة الوحيدة في هذا الملف، حيث للنواب الذين انتخبهم الشعب للحفاظ على مصالحهم ومصالح دولتهم بغضون الطرف عن مخالفة، ويسعون وراء أخرى، فلجنة البيئة النيابية بشخص رئيسها النائب القواتي غياث يزبك الذي لا يترك فرصة إلّا وينتقد فيها ما يسميه "دويلة حزب الله" أغمض عينيه على مخالفة بحجم "Palms the legends" كرمى لعيون رفيق دربه في حزب "القوّات" شادي فياض، ودويلته التجارية لا المقاومة على نهر الكلب أمر مشروع بفرمان يبيح للموالين انتهاك ممتلكات الدولة ليسقط معه شعار محاربة الفساد ومشروع الدويلات.
حتى أن كافة نواب كسروان وجبيل والمتن مارسوا دور "القردة الثلاث" فهم لا يسمعون ولا يشاهدون وبالتالي لا يتكلمون ويسمحون بخيارهم هذا باستباحة الأملاك العامة، ولا يستفيقون إلّا للاستثمار في موقف سياسي يجدونه في مخالفة ضمن مناطق خارج نفوذهم السياسي ليصوبوا فيها على خصومهم فقط.
وهؤلاء النواب: نعمة فرام (مستقل)، ندى البستاني (تيار وطني حر)، شوقي الدكاش (قوات لبنانية) سليم الصايغ (كتائب) فريد الخازن (مستقل)، رائد برو (حزب الله)، سيمون أبي رميا (تيار وطني حر)، زياد حواط (قوات لبنانية)، ملحم الرياشي (قوات لبنانية)، سامي الجميل (كتائب)، الياس حنكش (كتائب)، إبراهيم كنعان (تيار وطني حر)، ميشال المر (مستقل)، هاغوب بقرادونيان (طشناق)، إلياس بو صعب (تيار وطني حر)، رازي الحاج (قوات لبنانية).
هؤلاء جميعاً بمختلف مشاربهم السياسية هم اليوم متهمون بالتواطؤ عبر سكوتهم على التعديات والتفريط بحقوق الشعب اللبناني بزيارة هذه المنطقة التاريخية والطبيعية بدون إلزامية المرور بشركة خاصة تمنعه عن حقه الطبيعي هذا.
"نامت نواطير مصر عن ثعالبها" هو البيت الشعري للمتنبّي الذي يمكن الاستعانة به لوصف حال المسؤولين من السياسين والقضاة والحقوقيين الذين ناموا عن ثعالب المخالفات، فأفنت الثعالب عناقيد الخير في لبنان
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|