لبنان في مهبّ الحرائق السياسيّة والطبيعيّة... والرّاعي للمسؤولين: كفّوا عن مخالفة الدستور!
بين التحذيرات البيئية من ارتفاع مؤشر الحرائق، بعدما تخطّت درجات الحرارة معدّلاتها الموسمية، وبين التنبيهات المحليّة والخارجية من مخاطر استمرار الفراغ الرئاسي وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وعلى وقع العودة المفاجئة لتقلّبات الدولار الجنونية صعوداً وهبوطاً، يقف لبنان عاجزاً بين نيران الحرائق الطبيعية والسياسية والمالية.
في مواجهة غضب موجة الحرّ، قد يتمكّن لبنان من استنفار طاقاته لمواجهة الحرائق المحتملة، ولكن في ملف الرئاسة، لا يزال الجمود سيّد الموقف، وسط ترقّب لما سيخرج عن الاجتماع الخماسي بشأن لبنان، والذي تستضيفه الدوحة الأسبوع المقبل، بمشاركة قطر ومصر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، التي سيمثّلها الموفد الرئاسي الخاص الى لبنان جان إيف لودريان.
أزمة الشغور الرئاسي، تكاد لا تغيب عن أي عظة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي اعتبر في قداس عيد القديس شربل في بقاعكفرا مساء السبت، أنّ "الإبقاءَ على الحكومةِ المستقيلةِ خِيارٌ محفوفٌ بالخطر. فهذه الحكومةُ تبقى حكومة تصريف أعمالٍ حتى لو انتقلت إليها صلاحيّات رئيسِ الجُمهوريّةِ في حالِ حصولِ شغورٍ رئاسيّ. ونظريّةُ الضروراتِ تُبيح المحظوراتِ تفتح أبواباً خطرة". وتوجّه الى المسؤولين السياسيين بالقول: "كفّوا عن مخالفة الدستور، وشكّلوا حكومة جديدة فعّالة، وانتخبوا رئيساً جديداً للجمهوريّة، قادراً على احتضانِ جميعِ اللبنانيّين".
الأزمات السياسية على اختلافها، حضرت في اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، الذي توقّف "بقلق واهتمام كبيرين أمام ظاهرة الفراغ في المؤسسات الدستورية وتآكلها وشلّ عملها على نحو لا سابق له". وفيما حذّر من العبث بنظام الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، لفت الى ان "المساعدة الخارجية لا تكفي. ولا بدّ من إرادة داخلية وطنية جامعة".
من جهته، حمّل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى المتحكّمين الكبار بسياسة لبنان "مسؤولية استمرار الوضع في لبنان على النحو التدميريّ السائد حالياً"، لافتاً الى أنّ "تأنيب السفيرة الفرنسية آن غريو للمسؤولين وكلامها بأن لبنان ليس بخير، يجب أن يلقى الآذان الصاغية لاستعادة ثقة الخارج بالبلد".
أمّا نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فقال إنّ "بعض السياديين يفضّل الفراغ على انتخاب المرشح الطبيعي"، مضيفاً: "نحن منفتحون لحوار ثنائي وثلاثي ورباعي مع من يحب أن يحاور من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، أمّا من لا يحب الحوار، فليبق على قناعاته، وسيلفظه المستقبل".
بدوره، جدّد النائب علي حسن خليل الدعوة الى الحوار، وقال: "نحن لا نريد رئيساً مفروضاً بتقاطعات هجينة لا تحمل مشروعاً سياسياً واضحاً ولا تنطلق من قاعدة سياسية او نيابية صلبة، نحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن ومنفتحون على كل المبادرات والنقاشات".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|