نصرالله الى حرب مع إسرائيل محظورة على خامنئي من سوريا؟
لم يعد خبر الحرب المقبلة بين “حزب الله” وإسرائيل، يتم التكهن به فحسب، بل صار قيد التداول والممارسة، وكأن هذه الحرب آتية لا ريب فيها. فعلى غرار خبر “النهار” أمس الاثنين، عن “سحب الحزب الشباب من القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية الى مخيّمات التدريب منذ أكثر من شهر”، واللجوء الى “اعتماد الشباب الأصغر سناً للقيام بأعمال الحراسة الليلية وتزويدهم أسلحة”، هناك أخبار عدّة مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن أخبار يتداولها المعارف في البيئة الشيعية، مثل “ان الكوادر المتفرّغة في الحزب قد تلقت منذ شهر تعليمات بعدم أخذ إجازات مهما تكن الظروف، استعداداً لتطوّرات بدءاً من 2 أيلول المقبل”.
وكان لافتاً أن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي فاته في خطبة الجمعة الأخيرة أن يتناول موضوع الحرب، لجأ استثنائياً الى إصدار بيان الأحد الماضي اعتبر فيه أن “الحل بإنقاذ الدولة من الفوضى الدستورية وانتشال البلد من دوّامة الفراغ السياسي، فيما الإنقاذ المباشر يرتبط بنفط لبنان السيادي حتى لو أدّى ذلك إلى الحرب”. وقد حظي هذا البيان بتغطية لافتة من إعلام “حزب الله” فأفرد له الصدارة.
هل هناك فعلاً حرب؟ عن هذا السؤال تجيب مجلة الإيكونوميست البريطانية الأسبوعية في عددها الأخير، بمقال من إسرائيل حمل عنوان “غاز المتوسط يرسل شرارات متطايرة بين لبنان وإسرائيل – الخلاف حول حقوق التنقيب يتحوّل إلى عنف” جاء فيه: “في منطقة لا تفتقر إلى ساحات المعارك الأبدية، يمكن أن تصبح مياه البحر الأبيض المتوسط قبالة شواطئ إسرائيل ولبنان واحدة جديدة. ويهدّد الخلاف بين البلدين بشأن حقوق التنقيب عن الطاقة في مثلث متنازع عليه من البحر بأن يتحول إلى حرب”. ولفتت المجلة البريطانية الى التهديد الذي أطلقه السيد حسن نصرالله، الأمين العام لـ”حزب الله،” في 9 آب من أن “أيّ ذراع” تمدّ يدها لسلب لبنان من ثرواته “ستُقطع”. أضافت: “ليس للسيد نصرالله أيّ دور رسمي في الحكومة اللبنانية، ولكن يمكن القول إنه أقوى رجل في البلاد. القوة العسكرية لـ”حزب الله” أكثر قوة وتطوراً من الجيش اللبناني، مع ترسانة صاروخية قويّة وطائرات بدون طيّار مقدّمة بشكل رئيسي من #إيران. وفي أوائل تمّوز، أطلقت ثلاثاً من هذه الطائرات بدون طيّار باتجاه حقل غاز يُعرف باسم كاريش (بالعبرية أسماك القرش)، على بعد حوالي 90 كيلومتراً قبالة الساحل الإسرائيلي، جزئياً داخل المنطقة المتنازع عليها. شركة إنرجيان المملوكة لليونان، تعمل بترخيص إسرائيلي، على وشك الاستفادة من الحقل. اعترضت الصواريخ الإسرائيلية الطائرات بدون طيار ودفعتها، لكن رسالة السيد نصرالله كانت واضحة. وهو يصرّ على أن إسرائيل يجب ألّا تبدأ باستخراج الغاز في أيلول، كما خططت”.
وعلى الرغم من أن إسرائيل تشنّ غارات جوّية ضدّ مستودعات أسلحة “حزب الله” وقوافله في #سوريا منذ أكثر من عقد من الزمان، امتنعت عن القتال على الأراضي اللبنانية منذ نهاية حرب عام 2006. وبحسب المجلة البريطانية، لا يريد أي من الطرفين تكرار تلك المواجهة.
لكن هل يستمر قرار عدم المواجهة بين “حزب الله” وإسرائيل، انطلاقاً من الاراضي اللبنانية؟ يقول تامير هايمان، القائد السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية الذي يدير الآن معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: “لقد فقد حزب الله الكثير من شعبيته في لبنان ويحتاج إلى استعادة شرعيته كجماعة مسلحة”. أما إيران، راعية “حزب الله”، فتريد أيضاً إبقاء إسرائيل مشتتة عن المفاوضات الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي مع أميركا وخمس قوى عالمية أخرى.
في المقابل، وإدراكاً منها للموقف، تحاول أميركا التوسط في ترسيم حدود المناطق الاقتصادية الخالصة للبنان وإسرائيل في البحر.
ما الموقف الحالي في إسرائيل؟ تقول الإيكونوميست إن المسؤولين الإسرائيليين “قلقون من أن حزب الله سيميل إلى مهاجمة منصّات إنتاج الغاز مرّة أخرى. وقد يؤدّي ذلك إلى اندلاع حريق أوسع نطاقاً”. يضيف هؤلاء: “إن اختيار معركة مع إسرائيل حول حقوق التنقيب في الخارج هو وسيلة ملائمة للادّعاء أن هناك “احتلالاً إسرائيلياً” للبحر وأن ترسانات صواريخ “حزب الله” لها ما يبررها. هذا لا يعني أن “حزب الله” يريد حرباً، لكنه يمكن أن يتصاعد إلى حرب”. وتقوم كل من إسرائيل ومصر بتوسيع أساطيلهما البحرية للدفاع عن حقول الغاز الخاصة بهما.
في موازاة ذلك، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”، في عددها الصادر في 26 آب الجاري، نقلاً عن مصدر في دمشق، أن المسؤولين السوريين طلبوا من إيران ووكلائها عدم شنّ هجمات ضدّ إسرائيل من أراضيها. وقد جاء الطلب السوري خلال اجتماع افتراضي جمع إيران والأحزاب المدعومة إيرانياً في سوريا والعراق، و”حزب الله” في لبنان، واليمن، و«فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني. وأبلغ قيس قريشي، المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية، أنباء الاجتماع الذي أكده للصحيفة الأميركية مصدر في دمشق. وقال المصدر إن السوريين لا يريدون شنّ هجوم ضد إسرائيل من أراضيهم، لأن ذلك يهدّد باندلاع حرب شاملة في تلك الدولة المزعزعة الاستقرار. وخلال مناقشاتهم، قال السوريون إنهم لا يريدون شن هجمات ضد إسرائيل من أراضيهم حتى لا يخاطروا بحرب شاملة في وقت تعاني فيه البلاد بالفعل من الضعف. لذلك قرّر التحالف، بدلاً من ذلك الرد، على الضربات الإسرائيلية من خلال ضرب القواعد الأميركية في سوريا، على أمل أن تضغط واشنطن بعد ذلك على إسرائيل للتراجع عن إيران.
يستفاد من معطيات الصحيفة الاميركية والمجلة البريطانية، أن الباب قد أوصد بوجه المرشد الإيراني علي خامنئي في سوريا حيث له الأمر على الحرس الثوري الإيراني وذراعه الخارجي فيلق القدس، كي لا تكون إسرائيل في المرمى، فكان لا بد من اللجوء الى نصرالله الذي يتعاطى على أساس ان لا أبواب مغلقة بوجهه في لبنان في مواجهة إسرائيل.
مرة أخرى، السؤال المطروح: هل ستقع الحرب التالية بعد حرب 2006؟ يتصرّف “حزب الله” علانية على أنها قد تقع، وكذلك تتعامل معها إسرائيل بجدية؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|