الصحافة

إما أميركا أو جهنم

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ البداية، قلنا ان المبادرة الفرنسية ليست أكثر من كلام في الهواء. لا باب للحل سوى الباب الأميركي الذي، في أحيان كثيرة، باب جهنم. لنحاول أن نقرأ ثانية، مذكرات أندريه غروميكو لنتعرف على ما يدعوها «ديبلوماسية هيروشيما». في كل مكان، الديبلوماسية الأميركية هي... ديبلوماسية هيروشيما !

اذا لم تكن دولة ما أو جهة ما، حليفة للولايات المتحدة (و»لاسرائيل» بطبيعة الحال)، لا بد أن تتحول تلقائياً الى أرض يباب. هكذا كان يفترض بلبنان. أن يكون تحت الوصاية «الاسرائيلية». آرييل شارون دق بحذائه على باب رئيس جمهوريتنا. ما نشهده الآن، وبوجود منظومة سياسية تمثل ذروة الخراب، هو ثمن الـ»لا» في وجه الوصاية (أم في وجه حذاء شارون؟).

كم كان رهاننا خاطئاً وساذجاً وبدائياً، حين اعتقدنا أن اتفاق بكين بين السعودية وايران سيؤدي الى تغيير دراماتيكي في المعادلات، كما في العلاقات على امتداد الشرق الأوسط. في نهاية المطاف، ثمة أنظمة عربية لا تستطيع الا أن تكون الحجارة على رقعة الشطرنج.

لا ندري الى مدى دقة وصدقية رؤية بعض المصادر الخليجية حين تتحدث عن «التباطؤ الايراني القاتل»، وعن «رغبة آيات الله في استخدام الاتفاق لتكريس وجودهم الجيوسياسي في أكثر من مكان في المنطقة، ما صدم الأمير محمد بن سلمان الذي يسعى لبلورة «مفهوم» مختلف لشرق أوسط يكون خالياً من سائر الترسبات التاريخية والايديولوجية. وهي الترسبات التي طالما استعملت من أكثر من جهة لابقاء بلدان ومجتمعات المنطقة على قارعة التاريخ، بل على قارعة الزمن».

المصادر اياها تضيف «للتو دخل رجب طيب اردوغان، بصورة «الأخ العزيز»، لا بصورة الثعلب أو بصورة الثعبان، الى قصر اليمامة الذي كان ينتظر زيارة ابراهيم رئيسي. هل حقاً ما يتردد خليجياً عن خلاف حاد داخل مراكز القوى في ايران حول آليات ومفاهيم الاتفاق»؟

ظهور الرئيس التركي في كل من الرياض وأبو ظبي (الدوحة تحصيل حاصل)، يثير التساؤلات حول اذا كانت هناك عثرات في تنفيذ الاتفاق. ترانا نفتش عن أميركا أم عن ايران، بعدما تحدثت قناة «فوكس نيوز» عن «ذلك الركام السيكولوجي بين ضفتي الخليج». وكان صادماً أن تستعيد بعض مواقع التواصل القول الذي نقل عن الخليفة عمر بن الخطاب «ليت بيننا وبين الفرس جبلاً من نار، لا ينفذون الينا ولا ننفذ اليهم» !!

لماذا يفترض بالخليج أن يكون جبل النار أو جبل الجليد، في زمن يقوم على التداخل والتفاعل بين الثقافات وبين الأسواق وبين الاستراتيجيات؟ العرب شاء من شاء، موجودون في الفرس، والفرس شاء من شاء، موجودون في العرب. هذا ينطبق على أمم أخرى اذا آخذنا بالاعتبار المسار المعقد للتاريخ. لكن القوى العظمى اعتادت أن توقظ المناطق الأكثر بشاعة في التاريخ، كما لو أن فيليب حتي لم يقل في احدى الندوات، «أحياناً كثيرة يخيّل اليّ أن التاريخ هو الناطق باسم الشيطان».

أين أزمتنا في لبنان من كل هذا ؟ لعلها موجودة في كل هذا. «الفايننشال تايمز» أوحت بأن أزمتنا ترتبط بالأزمة في سوريا، وأن مصير سوريا يرتبط بما ينتهي اليه الصراع في أوكرانيا. ما يحدث في الشرق الآوروبي، لا بد أن تكون له تداعياته على المشهد المستقبلي للغرب الآسيوي. الطبقة السياسية في لبنان، كسلالة تتحدر من أكلة لحوم البشر، لم تعد أكثر من ظلال بشرية. شيء ما يشبه تماثيل الشمع داخل ذلك الحريق. السؤال البديهي هل تحترق الطبقة أم تحترق الدولة؟

لبنان، وقد تحوّل الى مسرح (في الهواء الطلق) لكل اشكال الكراهيات. قيادي مسيحي ينقل عن ديبلوماسي غربي في بيروت قوله «لا أدري ما كان هناك في الأفق رئيس جمهورية في لبنان». هل يعني ذلك اقفال أبواب الدولة بعد الضوضاء التي يثيرها أصحاب النظريات «التفكيكية». لعلمكم ثمة في باريس، كرمز للعلمانية، توجد مطاعم لا تقدم النبيذ. عندنا، كبشر يشبهون عيدان الثقاب، المسألة تصل الى حد اعلان الحرب الأهلية.

تريدون أن تعرفوا الى أين تمضي بنا ثقافة التفاهة. تابعوا ما يصدر عن النواب الأربعة لحاكم المصرف المركزي. كنا نتصور على مدى سنوات وسنوات، أنهم كائنات فقدت، لسبب أو لآخر، القدرة على النطق... 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا