محمد بادي ضحيّة الإهمال... توفي اختناقًا بسبب نفاد مخزون الهواء الخاصّ به!
ارتحل محمد بادي، شهيد الدفاع المدني اللبناني، عن هذه الدنيا، من دون أن يتهاون في أداء مهماته، أو يتهوّر في تنفيذها، إذ كانت صفته البذل والتضحية حتى الرّمق الأخير، الذي قدّمه خلال مشاركته في إطفاء حريق شبّ في مستودع للإسفنج والأقمشة أول من أمس، في شارع متفرّع من طريق المطار.
عشر دقائق كانت كفيلة بخطف حياة بادي، لكنّها كانت خلاصة إهمال مواطنين للشؤون القانونية وإجراءات السّلامة وانحراف المؤسسات الرسمية عن أداء مهماتها المنصوص عليها، ففقدت عائلة لبنانيّة والداً، وزوجاً، وابناً وحيداً، لأنّه لم يكن أمامه وأمام زملائه في فوج الإطفاء إلا بذل الجهود الضرورية لإنقاذ حياة المواطنين الآمنين.
في شرح وقائع الحادث، تكشف مصادر في الدفاع المدني عن أنّ "المشكلة الأبرز تمثّلت في حجم المستودع الهائل، فضلاً عن انعدام الشروط القانونيّة فيه، وافتقاده إلى مبادئ السلامة العامة، حيث البضائع في المستودع مخزّنة بشكل عشوائيّ".
وعن آخر لحظات حياة محمد، علمت "النهار" أنّه توفّي اختناقاً بفعل الموادّ الكيميائيّة الموجودة، وبسبب نفاد مخزون الهواء الخاصّ به.
وفي المعلومات أنّ بادي استخدم عبوّة هواء واحدة، ودخل مرّات عدّة إلى عمق المستودع، وسط الدّخان الكثيف الناتج من احتراق موادّ سامّة. ولكنّ الهواء خلال المرّة الثالثة كان على وشك النفاد، ولم يكن تقدير محمد دقيقاً، وأصرّ على الدخول لأداء واجبه، فكان أن فقد حياته.
وتؤكّد المصادر أن خمسة شبان من فوج الإطفاء تمكّنوا من سحب زميلهم وهو مغمًى عليه، لكنّهم أصيبوا هم أيضاً جرّاء الوضع الحرج الذي كانوا فيه، وأسعفوا إلى مستشفى "الرسول الأعظم" لتلقي العلاج اللازم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|