غوتيريش: علينا أن نجدد التزامنا بحل الدولتين قبل فوات الأوان
ثلاثة مؤشرات مُقلقة.. هل بدأ الانهيار الشامل؟
ليس مفاجئا أن تدعو السعودية رعاياها الى مغادرة لبنان، لتتبعها بعض دول الخليج العربي. فالازمة معها لم تتغير، ولقاءات سفيرها في لبنان وليد البُخاري مع السياسيين والنواب والوزراء وصولا الى شخصيات اعلامية وثقافية لا تخرج من الكادر الدبلوماسي المرتبط بتواصل الحد الأدنى بين سفير دولة وقادة رأي لتبادل الآراء والافكار لا أكثر. أما التحرك على الارض كتدشين مشاريع حيوية كبيرة بدعم سعودي أو الاعلان عن وديعة في مصرف لبنان فهي لا تزال غائبة وربما بعيدة المنال حتى إشعار آخر، فمملكة ما بعد الطائف ومشاريع سوليدير ودعم حكومات الرئيس رفيق الحريري لم تعد قائمة واستُبدلت بمملكة المصالح المشتركة والودائع المنتجة والتي تعود بالفائدة لصالح السعودية لا أطراف لبنانية على حساب الدولة.
تشابك الازمات الداخلية يعكس قلقا خارجيا من انفجار وشيك يتخطى ما حصل في تشرين 2019، وهنا تنطلق مصادر سياسية مطلعة من التحذير السعودي لتبدي مخاوفها من تكرار الحوادث الامنية في أكثر من منطقة، يُضاف اليها تخبط الحكومة في معالجة ديونها مع مصرف لبنان مع رفض مجلس النواب تحمل كرة النار عبر التشريع باقتراض الدولة من الاحتياطي الالزامي وهو ما قد يؤدي في الاسابيع المقبلة في حال لم تجد السلطتين التشريعية والتنفيذية آلية قانونية لإقراض الدولة من مصرف لبنان، الى موجة احتجاجات شعبية. وما يُقلق أكثر هو خروج منصة صيرفة عن الخدمة ودفع رواتب القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين بالليرة اللبنانية وهذا وهذا يعني أن العودة الى الشارع ستكون أكيدة.
وتشير المصادر الى أن الورقة الامنية حاضرة وبقوة لاسيما وأن ما حصل في مخيم عين الحلوة ما هو الا "بروفا" لما قد يحصل في مخيمات أُخرى وهو مرتبط بحسابات بين الفصائل الفلسطينية، وأيضا بعلاقاتها الخارجية حيث تختلف المصالح بين الدول الراعية لها، وهو مؤشر خطير قد يدفع بلبنان نحو تحمل تبعات حروب داخلية لا ناقة له ولا جمل في تداعياتها، مؤكدة ان هناك تقارير لدى الاجهزة الامنية مقلقة لناحية الانقسامات بين الفصائل خصوصا الاسلامية منها التي بدأت تعيد حساباتها مع منظمة التحرير وترفض قراراتها، وهي تأخذ بالحسبان ما يحصل في الضفة الغربية من عمليات مرتبطة مباشرة بقياداتها المتشددة. من هنا كان تحذير المملكة من مغبة ما يجري داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان وهو قابل للاشتعال في أي لحظة طالما ان رقعة الخلافات تتسع وهناك شبه عصيان على قرارات حركة فتح ونقمة على سفير السلطة الفلسطينية في لبنان.
ووسط جمود سياسي يُترجم عداد الفراغ الرئاسي، تقفز الى الواجهة التطورات الامنية جنوبا مع تكثيف المناورات الاسرائيلية والتي يقابلها تأهب لبناني على مدار الساعة، وسط دعوات من قبل أطراف حزبية ومجموعات عسكرية بالبقاء على أُهبة الاستعداد لأي عدوان اسرائيلي قد يحصل. وتضع المصادر المطلعة لقاءات قيادة حزب الله مع مسؤولين من حماس والجهاد اضافة الى مسؤولين ايرانيين في اطار البحث في الخيارات العسكرية المتاحة في حال كان هناك توجه اسرائيلي نحو التصعيد.
كل شيء يدعو الى القلق في ظل ما تشهده الساحة اللبنانية من تقلبات وخلط أوراق، والسخونة الامنية والاجتماعية الناتجة عن الازمة الاقتصادية ستولد الانفجار الحتمي خصوصا وأن القوى السياسية غير قادرة على وقف النزيف المالي الحاصل، بل تعمل على تنظيم هذا النزيف الى أن يأتي الانهيار الكامل وهو الهدف غير المعلن الذي يتم التحضير له.
علاء خوري - ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|