كيف ومتى يمكن أن تنتهي حرب أوكرانيا مع روسيا؟.. تقرير لـ"CNBC" يجيب

دخلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا مرحلة جديدة هذا الصيف، بعدما شنت كييف هجومها المضاد الذي طال انتظاره. والآمال اليوم أن تتفوق أوكرانيا في معركتها.

وبحسب شبكة "CNBC" الأميركية، "في الواقع، تواجه القوات الأوكرانية تحصينات دفاعية روسية واسعة النطاق تم بناؤها في الشتاء في الوقت الذي كانت فيه أوكرانيا تنتظر المزيد من الأسلحة الثقيلة من حلفائها قبل شن هجومها المضاد في حزيران. أصبح من الواضح أن الهجوم المضاد لن يؤدي إلى نتائج سريعة وأن النجاح ليس مضمونًا. ويحذر الخبراء العسكريون من أن هذا يعني أن الحرب من المحتمل أن تطول، مما يضع ضغطًا هائلاً على أوكرانيا للقتال لعدة سنوات أخرى قادمة، كما وعلى شركائها الدوليين ما سيجبرهم على الالتزام بمليارات الدولارات من الموارد العسكرية والإنسانية والمالية".

وتابعت الشبكة، "قال الجنرال البريطاني المتقاعد ريتشارد بارونز، القائد السابق لقيادة القوات المشتركة البريطانية، للشبكة إن "على أوكرانيا أن تُظهر قدرتها على إحراز تقدم، لكن الجميع يعلم أنه، ونظرًا لحجم القوة لديهم، لن يطردوا كل روسي من أوكرانيا في عام 2023". وأضاف: "بحلول نهاية هذا العام، يعتقد كلا الجانبين أنه لا يزال بإمكانهما كسب المزيد من خلال الاستمرار بالقتال. لا يمكن لروسيا أن تستسلم ولا يمكن أن تخسر بسبب العواقب الوخيمة على النظام الروسي، أما أوكرانيا فلا تزال تتمتع بالإرادة للقتال وليست مستعدة للتخلي عن الأراضي المحتلة، إنها فقط تريد المزيد من المساعدة لاستعادتها. إذاً قد تستمر الحرب إلى العام 2024 أو حتى 2025"."

لا نهاية في الأفق
وبحسب الشبكة، "كانت هناك آمال في أن يؤدي الهجوم المضاد الأوكراني إلى قلب المسار لصالحها، لكن القوات الروسية توغلت على طول خط الجبهة الممتد من شرق أوكرانيا إلى جنوبها، مما أدى إلى إنشاء خطوط دفاعية عميقة تتألف من شبكات الألغام والمخابئ والخنادق وطبقات من العوائق المضادة للدبابات. منذ بدء الهجوم المضاد في حزيران، تمت استعادة عدد قليل من القرى. وفي حين تقول وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها أحرزت تقدمًا بالقرب من باخموت في دونيتسك في الشرق، واستعادت 204.7 كيلومتر مربع من الأراضي في الجنوب، تواجه قواتها تحديًا هائلاً في محاولة اختراق الدفاعات الروسية في محاولة للتقدم جنوبًا نحو مدينتي بيرديانسك وميليتوبول على بحر آزوف".
وأضافت الشبكة، "قال نيك رينولدز، باحث في مركز أبحاث الدفاع والأمن RUSI ومقره لندن، للشبكة إنه لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن يكون الهجوم المضاد صعبًا. وأضاف: "لقد مُنحت القوات المسلحة الروسية فرصة كبيرة في الأشهر الأولى من هذا العام للحفر على نطاق واسع، وإذا نظرت إلى حجم الدفاعات التي قاموا ببنائها، فستشكل تحدياً هائلاً للقوات الأوكرانية، خاصة وأن قواتها الجوية غير قادرة على التحليق فوق الخطوط الروسية". ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لأوكرانيا في قطع "الجسر البري" الروسي الذي يمتد من روسيا وعبر الجزء المحتل من جنوب أوكرانيا إلى شبه جزيرة القرم، ولكن هذه المنطقة محصنة بشكل كبير من قبل روسيا".

كيف يمكن أن تنتهي الحرب؟
وبحسب الشبكة، "يقول خبراء الدفاع إنه من غير المرجح أن يشهد الهجوم المضاد أي اختراقات هذا العام، لكنهم أشاروا إلى أنه من الأهمية بمكان بالنسبة لأوكرانيا أن تكون قادرة على الحصول على بعض المكاسب على الأقل من أجل الحفاظ على الدعم الغربي للحرب حتى عام 2024، وربما أبعد من ذلك. في الوقت الحالي، على الأقل، يقف حلفاء أوكرانيا بقوة إلى جانبها، قائلين إنهم سيدعمونها "مهما كلف الأمر" في حين أن روسيا أيضًا "ليست على وشك الاستسلام"، على حد قول بارونز. في غضون ذلك، يبدو أي احتمال لإجراء محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا ضعيفًا على الرغم من الجهود المبذولة لجلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات".

وتابعت الشبكة، "عقد مسؤولون كبار من حوالي 40 دولة، بما في ذلك الصين والهند، محادثات في جدة، في نهاية الأسبوع الفائت بهدف الاتفاق على مبادئ أساسية يمكن أن تؤكد على تسوية مستقبلية للحرب. ومع ذلك، لم تكن روسيا حاضرة في المناقشات، وصرح المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي جون كيربي قبل المحادثات أن البيت الأبيض لا يتوقع أي "نتائج ملموسة". وقال بارونز إنه في مرحلة ما، سيتعين على أوكرانيا أن تقرر ما إذا كان هناك حل عسكري للصراع أو ما إذا كان عليها البحث عن طريقة أخرى للخروج دون الاعتراف بأي نوع من الهزيمة. والطريقة الوحيدة لفعل ذلك هي في التوصل إلى هدنة، أي اتفاق مؤقت لوقف العمليات العسكرية، لكنه لا ينهي الحرب بشكل حاسم".