باسيل يهاجم "الحاقدين".. و"حزب الله" يلقي بثقله لترجيح كفة التأليف
بينما يواصل المسؤولون الإشراف من فوق على "هرهرة" مؤسسات الدولة وقطاعاتها الحيوية، ويكتفون بالتنظير في سبل إدارة التفليسة والاقتتال على قيادة دفة الانهيار، بلغت جهود "حارة حريك" منعطفاً حاسماً باتجاه ترسيم حدود صلاحيات التأليف بين بعبدا والسراي، فنجحت في "تضييق هوامش الخلاف إلى حدودها الدنيا وحصرها بمسألة تسمية الوزيرين البديلين عن أمين سلام وعصام شرف الدين"، حسبما أكدت مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية، مشيرةً إلى أنّ قيادة "حزب الله" ألقت بثقلها لترجيح كفة التأليف "لأنها معنية بتحصين جبهة الحزب الداخلية وتأمين استمرارية السلطة والاستقرار على أرضية الحكم على أبواب جملة استحقاقات مفصلية، داخلية وخارجية، من شأنها أن ترسم الخطوط العريضة لخارطة المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة".
وعلى رأس الاستحقاقات الداخلية، يتصدر الاستحقاق الرئاسي المشهد فارضاً إيقاعه على الاستحقاق الحكومي، تسليماً بقضاء الشغور وقدره المحتوم في سدة الرئاسة الأولى، بما يحتمّ تالياً إعادة تشكيل الحكومة القائمة لتكون كاملة الصلاحيات وقادرة خلال فترة الفراغ الرئاسي على اتخاذ القرارات بالأصالة عن نفسها وبالوكالة عن رئيس الجمهورية، إزاء مجمل الملفات والتحديات الداهمة، وفي طليعتها اتفاقية الترسيم الحدودي البحري مع إٍسرائيل، خصوصاً في ظل التيقّن من أنّ "مهلة أيلول" سقطت والتوقيع على هذه الاتفاقية بات شبه مستحيل في ما تبقى من ولاية العهد العوني.
ويستمر، بحسب "نداء الوطن"، الجدل البيزنطي في بلاط السلطة الحاكمة تحت وطأة احتدام السجال الرئاسي، لا سيما مع دخول عين التينة بقوة على خط الهجوم على العهد وتياره، الأمر الذي ينذر بأن تشهد الأيام المقبلة هجمات مرتدة مضادة من قصر بعبدا وميرنا الشالوحي تهدف إلى "هدم السقف فوق رؤوس الجميع مع انتهاء الولاية الدستورية للرئيس ميشال عون"، وفق تقدير أوساط مراقبة لتداعيات المواقف النارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر مستهدفاً بشكل مركّز جماعة "ما خلونا"، واضعةً تهويل باسيل أمس بتغيير النظام ضمن هذا الإطار، حين غرّد لمناسبة ذكرى إعلان لبنان الكبير قائلاً: "صار وقت نتفق على نظام جديد (...) الغرقانين بحقدهم ما بريدوا لا رئيس قوي ولا دولة قوية (...) نحنا حاملين مشروع كامل بالسياسة والاقتصاد، بس ما قادرين ننفذه وحدنا. انزعوا الحقد عنكم".
ومع بدء العد العكسي للمهلة الدستورية المتصلة بعملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تتجه الأنظار غداً إلى الموقف الذي سيطلقه تكتل نواب "قوى التغيير" خلال مؤتمر صحافي يُعقد عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً في "بيت بيروت" في السوديكو، للإعلان عن "مبادرة رئاسية إنقاذية" وفق ما جاء في نص الدعوة الصحافية لتغطية وقائع المؤتمر. علماً أنّ قوى وأحزاب المعارضة تأمل أن تأتي مبادرة النواب التغييريين الرئاسية على مستوى أهمية المرحلة المفصلية التي يمرّ بها البلد، ترقباً لإمكانية إيجاد أرضية توافقية بين كتل ونواب المعارضة والتغيير والمستقلين، ترتقي بالاستحقاق الرئاسي ليكون نقطة انطلاق حاسمة باتجاه الإنقاذ المنشود والإصلاح الحقيقي في لبنان.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|