رأس الحاكم بأمره
أعانه الله هذا الحاكم بأمره. لا وقت لديه ليمسح عرقه عن جبينه في عز آب اللهاب. لم يحظ كما غيره بعطلة تريح أعصابه وتجدد نشاطه. ومع هذا يشعر أنّه مقصّر، لأنّ التطورات متسارعة والصدف لا تمنُّ عليه بمحاسنها، لذا يشعر أنّ المطلوب أكثر... عليه الالتفاف على المفاجآت غير المتوقعة عند كوع من هنا وتطورات إقليمية من هناك، ما يوسع مروحة الانشغال، حيث يجد نفسه مضطراً إلى افتعال أحداث أمنية وتسجيل إنجازات وهمية، حتى لو تطلب الأمر اختراع إرهابيّ داعشي من حواضر البيت في عمق حي السلم، فضّل الانتحار قفزاً من الشرفة على تفجير نفسه بمن يصنفه عدو الله، ليكسب ثواب الآخرة.
لا أحد يرحم أو يراعي، لا الحليف ولا العدو، وفي حين يملك العدة اللازمة للأعداء من شياطين كبار أو صغار، وخلط الأمور بين السلاح غير الشرعي والمقاومة، مع أنّ الانكشاف بات صارخاً والرصيد إلى انحسار، يبقى أنّ الحلفاء المدللين صاروا مصدر إرهاق. فهؤلاء لا يشبعون، والأنكى أنهم يجيدون ابتزازه وقت الحشرة. يدركون مدى حاجته إلى غطائهم بغية المحافظة على شبه مشروعية لاستمرار مصادرة السيادة وفق متطلبات رأس الممانعة الذي يوطد أواصر الودّ مع أعتى خصومهم.
وفوق كل هذه الانشغالات، لا تتوقف الغارات التي تستهدفه، وبحمد الله بعيداً عن معقل بيئته الحاضنة، بحيث يمكنه التغاضي عن الرد المناسب في التوقيت المناسب والمكان المناسب، لكن إلى متى؟؟ بالأمس فقط غارة جديدة وضحايا جدد. وحتى يكتمل النقل بالزعرور، تكاد تضيع جهوده هباءً مع عودة احتجاجات وتظاهرات ورفع شعارات كفيلة بأن تطيح بكل ما بذله من تضحيات حتى يستتب الوضع وفق معادلات محوره.
أيضاً وأيضاً، تزيد طينه بلَّةً مطالبة عائلة المغدور الياس الحصروني في عين إبل لقوة اليونيفيل بتطبيق القرار 1701 وقيام هذه القوة بمهماتها كاملة وحماية المدنيين في مناطق تواجدها. وفي وقت يبحث مجلس الأمن مسألة التجديد لهذه القوة وسط قلق الحاكم بأمره من فشل وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بتأمين الاعتماد اللازم للسفر والسعي إلى تعديل قرار التجديد الذي يمنح القوات الدولية صلاحيات التفتيش والمداهمات في القرى الجنوبية من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، كان لا بد من تصويب البوصلة مع ترتيب إشكال غب الطلب بين الأهالي وعناصر من هذه القوة، فقط للفت النظر إلى حساسية الوضع حرصاً على أمن الجنود الدوليين، ليس إلا!!
ماذا بعد؟؟ فهو كلما حسب أنه حقق خطوة إلى الأمام وخرج من مأزقه بأقل الأضرار الممكنة، يواجه عاصفة جديدة. وآخرها ما قد تتضمنه «فلاش ميموري» هرّبها رياض سلامة إلى الخارج لحماية نفسه استباقياً، والتي باتت حديث الإعلام الغربي.
بالتالي، لم يعد يكفي لمواجهة هذه المعضلة قبع المتواري عن الأنظار القضائية المحلية والدولية، فالخوف كل الخوف من فتح ملفات تتعلق بعلاقة الحاكم بأمره مع منظمات خارج لبنان لها باعها في تهريب الأموال وتبييضها.
اللهم إلا إذا تكرر سيناريو تجميد الملاحقة، كما حصل مع وكالة مكافحة المخدرات الأميركية، التي تملك رسماً بيانياً وفق عملية «كاساندرا»، لنشاط الحاكم بأمره مع الشبكات العالمية وروابطها وصولاً إلى لبنان، وذلك بفعل اتفاق نووي جديد كما حصل سابقاً.
فعلاً أعان الله الحاكم بأمره، ومع هذا يلعبها صولد، لأنّ رأسه في الدق، وقد يذهب هذا الرأس فرق عملة في لعبة المصالح الإقليمية والدولية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|