"جدار حدودي وطوارئ".. هل تخشى فنلندا انتقام روسيا؟
في خطوة جديدة لتعزيز أمنها، تسعى فنلندا لبناء جدار على طول حدودها مع جارتها روسيا، خشية أي خطوات انتقامية من موسكو بعد خروج فنلندا عن الحياد العسكري وطلب الانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأقرّ البرلمان الفنلندي قانونا يسمح بتعزيز الحماية على الحدود مع روسيا، خشية أن تستخدم موسكو المهاجرين لممارسة ضغط سياسي، وتتيح التعديلات الجديدة لقانون حماية الحدود، بناء عوائق أكثر متانة على امتداد الحدود الشرقية للدولة الاسكندنافية مع روسيا والبالغ طولها 1300 كم.
وقالت المستشارة لدى وزارة الداخلية، آن إيهانوس، إن "الهدف من القانون هو تحسين القدرة العملية للحماية الحدودية لدى الاستجابة لتهديدات هجينة"، لافتة إلى أن "الحرب في أوكرانيا أسهمت في جعل الأمر ملحا".
كما أقرت هلسنكي تعديلات على قانون سلطات الطوارئ، يوسع تعريف كلمة طوارئ ليشمل مختلف التهديدات الهجينة، وإضافة إلى التغير التاريخي المتمثل بعضوية الناتو ومراجعة قوانين الحدود، وحملت الحرب في أوكرانيا تغييرات أخرى إلى علاقة فنلندا بروسيا.
ضمانات أمنية
وتعقيبا على ذلك، قال الأكاديمي والمحلل السياسي، آرثر ليديكبرك، إن فنلندا تعمل على تعزيز أمنها وتأمين احتياجاتها العسكرية، وتحسين قدراتها بشكل ملحوظ، بشكل أقرب إلى خطة شاملة من أجل الحصول على الضمانات الأمنية الكافية خلال الفترة الانتقالية للانضمام إلى الناتو.
وأضاف ليديكبرك لـسكاي نيوز عربية: "الحرب الروسية في أوكرانيا غيّرت إلى حد كبير المشهد الأمني في أوروبا.. وزيادة التعزيزات على الحدود مهمة في ظل التهديدات الروسية".
وأشار إلى أن "موسكو هي من دفعت فنلندا نحو الناتو، 20 بالمئة فقط من الفنلنديين كانوا يؤيدون الانضمام إلى الناتو قبل الحرب في أوكرانيا، وبحلول يونيو، وصل هذا الرقم إلى 76 في المائة والسبب الخوف من مصير أوكرانيا".
واتفق معه المحلل السياسي، أندرو بويفيلد، بأن مثل هذه الخطوات ضرورية، مرجعا ذلك إلى أن روسيا لن تستطيع أن تفتح جبهات جديدة لكن قد تنفذ بعض الحوادث التي تزعزع استقرار هلسنكي وليس حربا ثانية، بمعنى الكلمة، ولذلك تأمين الحدود خطوة استباقية تعزز أمن البلاد.
وأضاف بويفيلد، لـسكاي نيوز عربية، أن الأداء السيئ غير المتوقع للجيش الروسي وبعض انتكاساته بساحة المعركة في أوكرانيا يشير إلى أن الجيش الروسي لم يعد يشكل التهديد الذي كان يمثله من قبل.
وأوضح أن روسيا قد تحاول شن هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية الفنلندية، لكن هلسنكي لديها أنظمة متطورة للغاية قادرة على مواجهة أي هجوم مماثل.
تهديد روسي
وأوضحت مديرة القسم القانوني للحماية الحدودية الفنلندية، سانا بالو: "ما نسعى لبنائه الآن سياج يكون حاجزا حقيقيا، في جميع الاحتمالات فإن السياج لن يغطي الحدود الشرقية بأكملها، لكنه سيتركز في مواقع تعتبر الأكثر أهمية".
ويتيح القانون إغلاق معابر حدودية ووضع طالبي اللجوء في نقاط محددة، خلال محاولات عبور للحدود على نطاق واسع.
الأسبوع الماضي، أعلنت قوات الدفاع الفنلندية أنها ستتوقف عن استخدام عبارة "دولة صفراء" للإشارة لخصم في تدريبات، واستخدمت هذه العبارة في السابق لتجنب الإشارة مباشرة إلى روسيا.
وقال الكولونيل كاري بيتيلاينن من قوات الدفاع الفنلندية، الخميس: "نناقش روسيا والتهديد الروسي بشكل أكثر صراحة من ذي قبل".
وتعتزم فنلندا إنفاق 1.74 مليار يورو على شراء المعدات مثل الأسلحة و163 مليون يورو لشراء طائرة مراقبة لحراسة الحدود، بحسب تصريحات سابقة لوزيرة المالية الفنلندية أنيكا ساريكو.
وترى موسكو في حلف الناتو تهديدا استراتيجيا على نفوذها في المنطقة، وتُطالب بعدم اقترابه من حدودها، بينما يدافع الحلف عن سياسة الأبواب المفتوحة أمام انضمام الدول إليه، وسيادة تلك الدول على ذلك القرار.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|